رونا : لا تفقد الأمل لتفوز بمعركتك ضد السرطان

أول سؤال طرحته– رونا – على الأطباء كان: هل سأموت؟ كان هذا في يوم 2 يوليو 2019 كنت أعيش وحدي في قطر وتم تشخيصي للتو بالمرحلة الرابعة من سرطان الثدي النقيلي.

تعيش أسرتي في الفلبين حيث موطن رأسي بينما أعيش هنا في قطر وحدي لأنني العائل الوحيد لأسرتي. المرض غير مقبول بالنسبة لنا، فليس له مكان ، وضع أخصائي الأورام خطة العلاج ونظرًا لأنه كان عليّ أن أعيش وأحارب السرطان، أنصت جيدًا لكل ما طلبه منى واتبعت جميع إرشاداته.

وإليكم قصتي:

قبل قدومي إلى قطر، كنت أعيش بدولة البحرين من عام 2017 حتى عام 2019، بدأت أشعر بالألم وأن هناك شئ ما ليس على ما يرام في بداية عام 2019، وعندما ذهبت إلى الطبيب في البحرين، أخبرني بأن الألم ما هو إلا خلل هرموني وأن الأمور طبيعية، وانتهى الأمر عند هذا، لم يكن لدي فرصة أو وقت للذهاب إلى المستشفى ولذلك تفاقم المرض.

في عام 2019 حصلت على وظيفة بالدوحة، وقبل أن تظهر نتيجة التشخيص، توقعت أن يكون لدى سرطان وتوقعت أن يكون المرحلة الرابعة، فأنا أعاني من كافة العلامات ” تكتل، نزيز دم، رائحة كريهة، تغير في اللون”، فور استقراري بالدوحة، ذهبت إلى المستشفى. انتظرت وقت طويل وعندما دخلت لأول مرة إلى غرفة الطوارئ ووضع الممرضات أسورة المرضى على معصمي انفجرت في البكاء.

 قاموا في مستشفى حمد بعمل صورة شعاعية للثدي وأخذ خزعة، ثم قاموا بعمل أشعة مقطعية دقيقة جدا ن ثم أخبروني بالتشخيص، شرح لي الأطباء أن المرحلة الرابعة من سرطان الثدي النقيلي تعتبر مرحلة شرسة؛ مما يعني أنه بالرغم أن السرطان بدأ في صدري إلا أنه ينتشر وراء صدري وبالقرب من الغدد الليمفاوية ليصل إلى جميع أعضاء الجسد مثل العظام والكبد، طلب مني الفريق الطبي أن أخضع إلى 6 جلسات من العلاج الكيماوي، لتشتمل الخطة العلاجية فيما بعد على الجراحة والإشعاع.

 استحال عليّ في هذا اليوم أن أتفهم التشخيص وأن أدرك ما أنا قادمة عليه، كما أنني سالت عن تكلفة كل هذا العلاج، وقتها شكرت الله على وجود الجمعية القطرية للسرطان والتي تحملت تكلفة العلاج كلية وتبرعت بتمويل معركتي ضد السرطان.

وبالرغم مما يدور في ذهني من شكوك، قلت لنفسي أن المعركة بدأت الآن. كنت ممتنة لله، ثم الجمعية القطرية للسرطان. فقد أرسل لي من يساعدني وأنا أتوجه إليهم جميعاً بأسمى معاني الشكر والعرفان بالجميل.

بدأ علاجي على الفور. بأول جلسة من العلاج الكيماوي في نفس الشهر وكان رد فعلي سيئَا للغاية ، الأدوية التي أعطيت لي جعلت جسدي يرتجف ،  تأثرت سلبياً أيضًا أثناء الجلسة الثانية من علاج الكيماوي ،  وبناء عليه فإنه بعد كل جلسة من جلسات الكيماوي، يرسلني الأطباء إلى المستشفى لمدة أربعة أو خمسة أيام لأني أكون منهكة وأعاني من الإعياء الشديد ، اخذ عدد كريات الدم البيضاء في النزول إلى مستويات حرجة جدًا في بعض الأحيان.

كنت أشعر في بعض جلسات الكيماوي بالاختناق. لم يستطيعوا تغيير العلاج ولكنهم بذلوا قصارى جهدهم لتخيف الألم حيث كان العلاج الكيماوي قاسياً ومرهقًا للغاية، وفي ثالث ورابع وخامس وسادس جلسة من الكيماوي، لم يعد لدي أي مشكلة، وبعد مرور ست جلسات من العلاج الكيماوي، كنت على ما يرام. ، لا أدري لماذا كنت أبكي ولكني بكيت وانتحبت كثيرًا، ،تخيل معي: ليس هناك ألم ولكنك تريد أن تبكي وتبكي. تشعر بأنك خائر القوى. لا تستطيع تناول الطعام في العيادة التي يخضع فيها المرضى للعلاج الكيماوي، تجد ستائر تفصل بين المرضى. أسحب هذه الستائر في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى أود لو أستمع إلى أنغام الموسيقى، قابلت مريضة سرطان فلبينية هنا، لم تخبر عائلتها بمرضها في بادئ الأمر.

أتذكر أنه عندما أخبرت أسرتي، كان هذا المواقف من أصعب الأوقات التي مررت بها أثناء رحلتي مع السرطان، فاطلاعهم على ما أمر به غير علاقتنا تمامًا، أصبحنا أقرب لبعضنا البعض ، وقبل أن أخبرهم لم نكن نتحدث أبدًا على الهاتف يوميًا ، كنت أتصل بهم متى أتيح لي وقت أو هم يتصلون بي. ولكن حاليًا ولأنهم دائما قلقون علي، فإنهم يتصلون بي يوميًا ليسألوني عما أشعر أو أحس، فأقول لهم: أنا بخير لا داعي للقلق. كانت جدتي على الأخص قلقة عليً جدًا بالرغم من كونها طاعنة في السن ن وكان هذا غريبَا بالنسبة لي. فأنا الوحيدة في العائلة التي أصيبت بسرطان الثدي، أجريت اختبارات جينية عن سرطان الثدي وكانت النتيجة سلبية.

وبالرغم من قساوة العلاج الكيماوي، غير أني بدأت أشعر بأني أقوى من ذي قبل، كان الأطباء يمزحون معي. فيقولون “يبدو أنك تتظاهرين بكونك مريضة سرطان” لأني كنت دائمًا متفائلة ومبتهجة وسعيدة ولم أبدو في أي وقت أني مريضة، كنت أشعر أني محظوظة لأن الله يحبني.

كنت أعلم جيداً أن من الصعب أن ينجو مريض سرطان في المرحلة الرابعة، ولكني حافظت على إيجابيتي وتفاعلت مع الحياة كأن شيئًا لم يكن. فدائما ما أحدث نفسي وأخبرها “أنني لست مريضة”. أنا نفس الشخص الذي كان قبل السرطان، أريد أن أظل سعيدة.، رغم أنني فقدت حواجبي. فأنا أحب أدوت التجميل والأزياء، وأعشق الفن وتغيير المظهر الخارجي فهما يمثلان متعة لا تضاهي بالنسبة لي.

وكنت أشعر في بعض الأحيان أنني أريد أن أخرج لزيارة الأماكن المختلفة والتمتع بما لم اعتد عليه من قبل، كنت أريد تجربة الأشياء المجنونة مثل ركوب الأمواج والتسلق على الجبال وأن يكون لدي بعض المغامرات العجيبة قبل أن ينتهي أجلي.

ولكن قبل هذه الأشياء أتذكر أبنائي الأربعة واحتياجهم لي، فما زالوا صغار ولا يعلمون شيئًا عن الحياة. بدأ عقلي في التفكير، كيف سيذهبون إلى المدرسة؟ من أين سيأكلون؟ أين سيعيشون؟ زوجي ليس له عمل دائم، جدتي كانت هي من تتولى تربيتي، لأن أمي كانت تعمل خارج البلاد، ووالدي لم  أراهم إلا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، لم أراهم أبدا بشخصيهما، أتعرف هذا الإحساس، أن تفتقر إلى شخص ما بجوارك وأنت تكبر؛ هل تعرف معنى أن تعيش في بيوت مختلفة تنتقل من إحداها للآخر وأنه لا يوجد لك مستقر. كم هو أمر شاق – وهذا ما تبادر إلى ذهني فور علمي بالسرطان، لا أريد لأبنائي أن ينفصلوا عن بعضهم البعض وأن ينشئون في بيوت أو أماكن مختلفة ، يقيم أطفالي مع جدتي وقد استأجرت بيتاً صغيراً لهم وأتحمل نفقاتهم في كل ما يريدونه. وهم كانوا كل ما تمسكت به يداي طوال فترة علاجي. فأنا أعيش من أجلهم.

وعندما انتهت جلسات الكيماوي في شهر ديسمبر، علمت أنه المرحلة القادمة هي مرحلة الجراحة، كان من المتوقع أن أخضع للعملية بتاريخ 29 يناير 2020، كنت يوم 25 يناير في العمل، عندما اتصل بي منسق من عيادة الثدي وقال لي أن الطبيب يطلب مقابلتي في المساء لتحديد موعد دخول المستشفى لإجراء الجراحة ، قال لي الطبيب أنه علي دخول المستشفى في نفس الليلة لأن موعد الجراحة غداً ، كانت لحظة حرجة ، ولكني كنت متحمسة جدا لأنني انتظرت الجراحة لمدة طويلة لتتغير حياتي بعدها إلى ما هو أفضل. استأصل الأطباء الجهة المصابة من الثدي بالكامل. تقبلت الأمر بل الأكثر من ذلك أنني أدركت كم أنا محظوظة لأنني ما زلت على قيد الحياة.

بعد انتهاء الجراحة، اندهش الأطباء لأنني بعد ساعتين من الجراحة كنت في مقهى المستشفى. بدأت في التجول وكأني إنسانة عادية جداً وكأن شيئًا لم يحدث، كنت أمزح مع الممرضات، وأتبادل معهن النكات. وأقول لهم حتى صدري تركني. كنا نضحك ونمزح حول ما حدث ، مكثت في المستشفى لمدة ثلاثة أيام حتى يسترد جسدي عافيته.

وبالرغم من صعوبة كل الأيام الماضية وكل ما مر بي؛ حاولت الحفاظ علي سعادتي. كنت في بعض الأحيان أقضي الوقت في الغناء أو عمل مدونة مرئية ، فكنت أسجل في مدونتي رحلتي مع السرطان وكافة طرق العلاج من حقن إلى أدوية ، إلى حياتي داخل المستشفى (كان طعام المستشفى رائع جدَا)، كيف ساعدني كل من هم حولي ، أصبحت بعد هذه الجراحة أكثر نضجًا وتعلمت كيفية التعامل مع المواقف المختلفة بمزيد من الإيجابية  ، وأردت أن أظهر للناس أنه وبالرغم من إصابتي سرطان الثدي النقيلي، فأنني ما زلت أعمل الكثير وأن السرطان لا يعني نهاية العالم ، يجب أن نخوض معركتنا ضد السرطان وأن لا نفقد الأمل.

السرطان ليس رحلة لشخص واحد، فهو يشمل الكثيرون، ممتنه لكل من قدم لي يد المساعدة.  أشكر جدتي وخالتي على كل ما قدمتاه لي من وسائل دعم، أصدقائي في قطر لم يتخلوا عني فكانوا يصطحبونني إلى البحر لأنني عاشقة للطبيعة، زملائي ورئيسي في العمل لم يبخلوا علي بتقديم كل ما بوسعهم، لم يكلفوني بأي عمل شاق أو مرهق، أعطوني مهام بسيطة وسمحوا لي بإجازة مرضية، وكم أنا ممتنة أيضاً للجمعية القطرية للسرطان على كل ما تقدمه من إسهامات.

إيماني بالله ساعدني كثيرًا، أظن أنه بدون إيماني بالله، لم أكن لأتجاوز هذه المرحلة الصعبة، أعلم أن الله يحبني ولهذا منحني هذا الابتلاء، أنا أثق في كل عطايا الله وأرضي بها، كنت على يقين بأن كل هذا سينتهي وسأرجع إلى سابق عهدي، والآن نصيحتي هي ” “تذكر دائما أن هذا الوضع مؤقت، ومؤكد أنك سترجع إلى حياتك الطبيعية”، عليك فقط أن تتحلى بالصبر والإيجابية والشجاعة والإيمان بالله.

في 12 أبريل 2020 أنهيت العلاج الإشعاعي، وأظهرت التقارير عدم وجود أي أثار متبقية من سرطان الثدي في الأنسجة أو الغدد الليمفاوية، أصبحت متعافية من السرطان.

والآن رسالتي لكل الأطباء “عليكم بالصبر مع مرضاكم ، اعملوا كل ما بوسعكم لخلق الأمل في نفوسهم” ، أمنيتي لنفسي في العشر سنوات القادمة أن أكون قادرة على مساعدة المرضى  الذين يمرون بنفس الموقف الذي مررت به.

يمكنك الاطلاع على مدونة رونا المرئية على:  https://www.youtube.com/channel/UCl2EJYa8L-EP4HsbgcMJ1_A/featured

Read more...

“أنشطة افتراضية وفحوصات مجانية في حملة ” أزهري

اختتمت الجمعية القطرية للسرطان حملة “أزهري ” التي دشنتها أكتوبر الفائت للتوعية بسرطان الثدي ، وذلك في إطار شهر التوعية العالمي بهذا النوع من السرطان ، والتي استهدفت كافة شرائح المجتمع وتوعيتهم حول سرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر ، لاسيما المؤسسات التعليمية من المدارس والجامعات والهيئات والوزرات والبنوك والشركات الخاصة والفنادق من خلال تنظيم ما يقارب من 75 نشاط افتراضي عن بعد .
كما شهد ختام الحملة تكريم الفائزات في مسابقة ” تحدي أزهري ” اللاتي استطعن خلالها انقاص وزنهن من خلال اتباع نمط غذاء صحي ، حيث تم استهداف 40 سيدة من أعمار مختلفة بالتعاون مع مركز بيرف أب ، حيث تم منحهم قسائم شرائية وساعات قيمة مقدمة من مرحبا للمجوهرات ، فضلاً عن توزيع ما يقرب من 400 فحص مجاني لعمل الترا ساوند للثدي خلال الورش والفعاليات للتشجيع على أهمية المتابعة والكشف مقدمة من مركز نسيم الربيع الطبي ، كما شارك في الحملة37 طالباً من عدد من مدارس الدولة من بينهم 20 طالباً من المدرسة الهندية الإسلامية M.E.S ، كما شاركت مع عدد من الجهات بفعاليات للتوعية بسرطان الثدي مثل أسباير ، والإتحاد القطري للتراياثلون.
وقد شاركت العديد من مؤسسات وجهات الدولة في الحملة التوعوية لسرطان الثدي عن طريق تخصيص نسبة من مبيعات منتجاتها وخدماتها لصالح الجمعية مثل طلبات التي تبرعت بريال عن كل طلب من متجر الخضار والفواكه عن طريق التطبيق ، تخصيص اللولو هايبر ماركت نسبة من مبيعات أكثر من 500 قطعة لصالح الجمعية ، تبرع صيدليات خلود بفروعها ال22 بنسبة 5% على بعض المنتجات الوردية ، كما تم تدشين حملة تبرعات مع Fingertips للتبرع بريال عن كل طلب عن طريق التطبيق ، وكذلك سبار عن طريق التبرع بريال على بعض منتجاته ، فضلاً عن حملة تبرعات مع الخطوط الجوية القطرية عن طريق بازار خيري على الموقع الإلكتروني ، وأيضاً التبرع بنقاط برنامج نجوم عن طريق أوريدو .

كما تضامنت العديد من معالم الدوحة مع حملة ” أزهري ” التوعوية من خلال إضاءتها باللون الوردي الذي يعبر عن سرطان الثدي مثل فندق الشعلة، إضاءة مدينة مشيرب من قبل مشيرب العقارية، وكذلك شارع راس ابو عبود من قبل أشغال.

Read more...

استيف متعافي من سرطان البروستات: من وسط الظلام ينبثق شعاع الأمل

يعمل استيف أستاذًا للغة الإنجليزية بكلية المجتمع في قطر، ويصف في السطور القادمة رحلته مع مرض السرطان من منظور إيجابي.  بدأت رحلته عندما لاحظ وجود بعض المشكلات في المثانة وزار الطبيب لفحصه. كان يظن أنه مجرد تضخم في البروستاتا (تضخم لا يمثل أي تهديد لغدة البروستاتا)، لان هذه حالة مرضية معتادة للرجال في هذا السن، فليس هناك داعٍ لأي قلق. ولكن الطبيب طلب اختبار المستضد البروستاتي النوعي. وأظهرت نتيجة الاختبار ارتفاع في المستضد البروستاتي. ذهب استيف إلى طبيب مسالك بولية والذي بدوره طلب مزيد من الاختبارات وأشعة رنين مغناطيسي وعمل خزعة.  جاءت الاختبارات مؤكدة وجود خلايا سرطانية في البروستاتا، ولكي يخفف عنه الطبيب وطأة الفجأة من مرض السرطان، قال له أن هذا النوع غير عنيف.  ولكن للأسف لم تستمر سعادة استيف فترة طويلة. أُرسلت عينة الخزعة إلى أخصائي علم الأمراض بمستشفى حمد العام للتأكد منها. وأوضح الرأي الثاني أن هذا النوع من السرطانات شرس وخطير عما اعتقده الجميع. حزن استيف جدا لسماع هذه الأخبار.

يعيش استيف وحيداً داخل قطر؛ بعيداً عن أسرته وموطنه ولكنه حاول التكيف مع سرطان البروستاتا رغم صعوبته. “هذه هي الحياة ……حياة وموت” كانت هذه العبارة واصفة لما يحدث استيف به نفسه في هذه الأوقات المظلمة.  لم يكن لديه من يقدم له الدعم المطلوب أو من يتبادل معه أطراف الحديث حول حالته.  يبدو أنه لا بد لليل أن ينجلي، وهكذا أراد له القدر أن يقابل صديقته القديمة، والتي حالت بينهما الأيام لعدة سنوات.  يصف استيف هذه الصديقة بأنها عطوفة وحنونة وودودة. كانت تعمل كمدربة يوجا، شجعته على البدء في ممارسة اليوجا وتغيير نظام حياته.  أثارت هذه الفكرة سعادة أستيف حيث انه كان متشوق إلى تغيير نظام حياته وتحويله إلى حياة صحية، ” أحتاج إلى مزيد من النظام” “أحتاج إلى ممارسة رياضة”، أقلع استيف عن التدخين وتوقف تماماً عن تناول الكحوليات؛ ” كنت أظن أنه يستحيل لي أن أقلع عن التدخين، ولكن عندما قرر عقلي وقف التدخين، وجدت أنه ليس هناك مستحيلاً. لم يكن الأمر إلا فكرة “اتخاذ القرار بأن أحيا حياة صحية”. استبعد استيف اللحم من نظامه الغذائي وفقد من وزنه 10 كجم.. وعلى رأس أولويات استيف لتغيير نظامه الغذائي وعاداته السيئة مثل التدخين وخلافه، بدأ في تخصيص وقت يومي لليوجا والتأمل والتفكر.

 ومع مرور الوقت واقتراب موعد الجراحة، استمر استيف في إعداد نفسه وتجهيزها للجراحة. بدأ في الاطلاع والقراءة لمعرفة ما هو مرض سرطان البروستاتا. “قرأت بشغف كل ما وصل ليدي عن سرطان البروستاتا”. ثم قرأت وقرأت ……..عن كافة أنواع السرطان. وكجزء من التوجيهات التي تسبق العملية، تقابل استيف مع ثلاثة رجال آخرين سيخضعون لنفس العملية في نفس الوقت.  ارتبط استيف بأحد رجال مجموعته الجراحية. وصارا يتبادلان أطراف الحديث عن الدور الروحاني ويعبران عن مشاعرهما وخبراتهما لبعضهما البعض، عندما أصبح فرداً في مجموعة لها نفس التجربة، شعر بالراحة ولم يعد وحيدًا.

 وعلى الرغم من آلام العملية التي استمرت ليومين، سرت العملية بسلاسة؛ وتعافي استيف بسرعة دون وجود أي أعراض جانبية وخرج من المستشفى بعد ثلاثة أيام.  وبينما يتعافى استيف في منزله، اعتاد هواية جديدة وهي الرسم بألوان الاكريليك. كان الأمر مدهشًا وغريبًا لستيف لأنه لم يحب الرسم في يومٍ من الأيام. أضحى الرسم ملاذه ومبتغاه. يصف استيف الرسم قائلاً: أمسى الرسم وسيلتي في التعبير عما يكمن في داخلي.  عشق استيف الألوان الزاهية فتحدث قائلًا: “كنت بحاجة إلى شيء إبداعي”، كنت أتوق إلى ألوان تحيط بي من كل جانب”. أعاد تزيين منزله بكثير من الألوان المثيرة الرائعة. واستبدل السجاجيد القديمة بأخرى جديدة، وقام بتغيير بعض أجزاء الأثاث ووضع اللوحات التي رسمها على الجدران. زاد استيف من علاقاته بالنباتات وزرع كثير منهم لتحيط به. كان يتجول لفترات قصيرة في حديقة الحي ليستمتع بالنباتات والحصول على طاقة إيجابية منهم. “كانت هذه الطاقة الإيجابية ……طاقة روحانية …تأتي من عند الله. كنت أشعر وكأن شخص ما يربت على كتفي قائلًا: انتبه!!! لديك منحة للحياة أغتنمها

إن قصة استيف قصة ملهمة ؛؛؛ تعلمك أن القوة تكمن في داخلك. ، فمن وسط الظلام ينبثق شعاع الأمل بالرغم أن وجود الأسرة والأصدقاء وإحاطتهم بك في الأوقات العصيبة يضيف كثير من الراحة، إلا أن الراحة الحقيقية واليقين ينبعثان من الداخل ، أنت قادر على تغيير حياتك. نصيحة استيف لمرضى السرطان أن يكونوا مبادرين وأن يتحكموا في صحتهم.

“انخرط تماما في مرضك، وطرق علاجه وانتبه كثيرا لنظم العلاج. لن يهتم أحد بصحتك أفضل منك… إنها حياتك أنت.. وصحتك أنت”.

Read more...

فاطمة جمعة.. متعافية من سرطان الثدي : ستتعافي وتروي قصتك للآخرين

لا تكفي الموجات فوق الصوتية لاستبعاد الورم الخبيث ولا بد من أخذ خزعة” هكذا تبدأ قصة فاطمة جمعة المتعافية من مرض سرطان الثدي والتي تبلغ من العمر 33 عامًا قصتها عندما كشفت الخزعة عن وجود خلايا سرطانية في أبريل 2017.

تقول فاطمة: “شعرت لحظتها بالانهيار، كثيراً ما سمعت عبارة “أنا مريض سرطان” ولكنني لم أكن أدرك ما تعنيه هذه العبارة. إذا كنتِ تعتقدي أنك تعرفين ما معني “سرطان” لأنك سمعت عنه من قبل، فهذا يعني أنكِ لا تعرفي ما هي حقيقة السرطان، الأمر مختلف تماماً عما تعرفيه.  لقد صدمني ما سمعته من الجراج، نطقها على الفور، نطقها بنبرة تفتقر إلى أي نوع من الشفقة: “أنت مصابة بالسرطان ،  لم يكن لدي تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان، وطالما لا يوجد مصاب بعائلتك فأنتِ تستبعدين الأمر تماماً من مخيلتك. تظنين أن هذا الأمر يحدث للآخرين ولكنك بعيد عنه تماماً، ولذا عندما يحدث لك، تأتي المفاجأة أو بمعني أدق ” الصدمة “.  لم استطع تقبل التشخيص. دخلت في نوبة من البكاء كنت أبكي دون تفكير بسبب كل الأشياء التي نسمعها عن السرطان. كنت في حالة إنكار. تنقلت بين الأطباء وبين المراكز الطبية المختلفة لعلي أسمع تشخيصاً مختلفاً. ولكن دون جدوى.. مما دفعني في النهاية إلى تقبل الأمر وهنا وجدت أنه يتحتم علي أن أتوكل على الله وأن استسلم لقضاءه وأن أتحلى بالشجاعة أمام أسرتي وأمام أطفالي.

عندما تبدأين هذه الرحلة، تتساءلين، هل ثمة شخص أخر يمر بهذه الرحلة؟ تستهلين الأمر بالسؤال داخل دائرتك ومن ثم تأتيك الإجابة بقصص نجاح لسيدات مررن بنفس الظروف التي عشت بها واجتزن المرض بنجاح وتعافين منه، وكذلك أنت ستتعافين  وتنجحين في  هزيمته وستروي قصتك للآخرين. ستجدين القوة في قصص الآخرين. وهذا ما أقوم به الآن إزاء مرضي السرطان لأنني أعلم كم هو موقف عصيب ولكن عندما تجدين أن هناك أمل أو أن هناك نور في نهاية الطريق، تختلف رؤيتك للأمور تماماً.  أعلم أنك على يقين بأن الأمور لن تسير بسهولة.  حالما تجدين نفسك تتحولين من شخص يمارس حياته بأريحية إلى شخص يتنقل بين المستشفيات وقضاء جميع أيامه في ارجائهاـ.. يا له من موقف عصيب؛ فنادرًا ما كنت أذهب إلى المستشفى ولكني الآن مضطرة إلى الذهاب حينا بعد حين؛ ما بين مسح إشعاعي وعلاج كيميائي وفي أثناء العلاج الكيميائي يجب أن تكوني على درجة عالية من الحرص وأن تتمتعي بالقوة لتمر هذه المرحلة بهدوءٍ وسلامٍ.

رسالتي إلى كل سيدة تمر بهذه المحنة هي العثور على شخص يمكنها الوثوق به، شخص يمنحك القوة اللازمة للاستمرار. وهذه أحد الأسباب التي تجعلني ممتنة للجمعية القطرية للسرطان لما تقدمه من برامج تقدم الدعم لمرضى السرطان.

بالنسبة لي، كانت عائلتي مصدر قوتي. فبدون دعم عائلتي لكان من المستحيل اجتياز هذه المرحلة الحرجة.  كان زوجي سندي ومصدر قوتي، ثم عائلتي التي قدمت من كندا خصيصاً لمساندتي والوقوف إلى جانبي – كان الجميع بجانبي أمي وأبي وجميع أخواتي وإخوتي لم يتركوني نهائياً. فهم من تولى أمر إعداد الطعام والاهتمام ببرنامجي الغذائيّ. لا بد أن تحتاجين في هذه المرحلة إلى شخص يساعدك لتكوني أقوى على محاربة أية آثار جانبية قد تحدث أثناء العلاج الكيميائي والإشعاعي حيث يكون الجسد بأضعف حالاته، ولذا تحتاجين للمساعدة في كافة المناحي اليومية من مساعدة نفسية إلى بدنية إلى غذائية وصحية…إلخ. كانت عائلتي دائماً بجانبي، فعندما أغادر المنزل للذهاب إلى المستشفى، تتولي عائلتي الاهتمام بأطفالي الذين يستحيل عليهم تدارك ما أمر به،  أو فهم ما يدور حولهم.  فمن المواقف التي مررت بها ولا يمكن تناسيها، عند سقوط شعري كان آبنائي يخافون ويقولون”ماما.. لا نريد أن نراك بدون شعر…”  ولكني أطلب من كل أم تمر بهذا الموقف أن تُفهم آبنائها ما يحدث وأن تعمل على انخراطهم في تلك الأزمة لأن دروب الدهر في تقلب دائم فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة فهي بين حلو ومر، سهلٌ وعسيرٌ  عليك أيتها الأم أن تعلميهم أنك مريضة سرطان وأن هذا الوضع مؤقت ولن يدوم طويلا بإذن الله.

 شعرت أثناء مرحلة العلاج، عدم مقدرتي الجسدية على تلبية طلبات أطفالي، فجسدي هزيلاً وضعيفاً للغاية، ولكن كان حديثاً  أخراً  يدور في ذهني، كنت أظن يقيناً أن هذه فترة مؤقتة وستمضي لتكون ذكرى من الماضي.  عندما تعلمين إصابتك بالمرض، من الأفضل ألا تفكري في الماضي أو تتسائلين لما حدث هذا، بل عليك البدء فورا في اتخاذ خطوات العلاج واللجوء إلى الله بالصلاة والدعاء واتباع نظام غذائي صحي حتى تصبح هذه الأيام مجرد ماضي. أعلم أنه عندما يخبرك الطبيب أو المختص بأنك مريضة سرطان، يتبادر إلى ذهنك وقتها أنه لا يوجد لديك الكثير من الوقت وأنه قد اقترب الأجل، لكن علاج السرطان حالياً يختلف كثيرا عما اعتدنا عليه في الماضي. استطاع الأطباء حاليا معالجة كل الآثار الجانبية والقضاء عليها.

لا تنظري إلى السرطان كإنذار بالموت؛ ما عليك سوى تنفيذ ما يطلبه منك الطبيب، ابحثي عن طبيب تشعرين معه بالإرتياح، طبيب تثقي بما يصفه لك من علاج، حاولي دائمًا أن تكون قوية لمصلحتك أولا ولأبنائك ثانياً ولعائلتك أخيرًا.

عندما اقترح طبيبي خطة العلاج لأول مرة، رفضت العلاج الكيميائي، لكنه قال عليك القيام بذلك لأنك ما زلت في سن الشباب وأن السرطان يتصف بالشراسة والهجوم ولذا عليك اجراء الجراحة ثم الخضوع للعلاج الكيميائي والإشعاعي. وافقت على ما تلقيته من تعليمات، ولكني رفضت العلاج الكيميائي ومن ثم دخل الطبيب في نوبة من الضحك وقال لي إذا كنت ابنتي، فلن أتواني عن إقناعك بإجراء العلاج الكيميائي لأنه يضمن لك نسبة عالية من الشفاء ويمنحك فرصة الحياة لفترة أطول وقدم لي إحصاءات تتعلق بنوع ومرحلة سرطان مشابهة لما أمر به وعندئذ وافقت ونفذت كل تعليمات الطبيب.

 لم يكن الأمر سهلاً، ففي كل مرة تأتي الممرضة لإعطائي العلاج الكيميائي، كنت أبكي لما أشعر به من يأس ولكنها دوامت على إعطائي الأمل. كانت تقول إنها تتعامل مع مرضى سرطان طوال الوقت وأنني سأتغلب على المرض وسأحظى بشفاءٍ تامٍ. ولكن حينما تدخل غرفة العلاج، تتهاوي كل هذه المشاعر، وكمريضة بدأت أسأل نفسي عما يحدث لي، هل سأعيش، هل سينجح هذا حقًا؟ كانت مشاعري مختلطة ومبهمة. ولكنني أدركت أنه إذا استطاعت أن أكون أكثر سعادة وإسترخاء أثناء تناول العلاج، فسيكون ذلك أفضل لي. قال لي أحدهم “لا يكلف الله نفسا إلى وسعها” وطالما أن الله اختارني لهذا الإبتلاء فسأنجح وحينها سأقترب أكثر من الله، وسأحصل على مزيد من الحسنات. ما يُصيبُ المؤمنَ من وَصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حَزنٍ، حتَّى الهمَّ يُهمُّه، إلَّا كفَّر به من سيِّئاتِه) دفعتني هذه الكلمات إلى الاستمرار……….إلى المضي قدماً… حاولت أن أفكر في السرطان كهدية من الله كنعمة وليست نقمة.

في السنة الأولى بعد الانتهاء من الجراحة، والعلاج الكيميائي والإشعاعي- وكل هذه المتاهات الجديدة ، يبدأ الجسم التعود عليها. ما أدركته أثناء مرضي، أنه في ذروة الاحساس بالمرض، تشعرين وكأنك حياتك القادمة كلها ستمضي على نفس المنوال- ولذا تشعرين بالخوف والرهبة لما تخضعين له من علاج كيميائي وإشعاعي ولكن بعدما تنتهين من هذه المرحلة، تأتيك مرحلة جديدة …مرحلة انتقالية… وهذا ما انتابني، وينتاب كل مرضى السرطان، وهو أن تجدي نفسك من جديد وأن ترجعي لحياتك السابقة…….لكنه أمراَ صعباً شاقاً- لأن جسمك في الفترة الماضية قاوم وحارب كل الأشياء الجديدة التي حدثت له… وتبدأين حينها في البحث عن نفسك وتقولين لنفسك لا بد أن أرجع لحياتي …لما كنت عليه من قبل – يجب أن أجد مكاناً مريحاً لي ولكن الأمر ليس بهذه السهولة فقد يستغرق سنة أو سنتين وعندما تصلين إلى هذا المكان، تجدي أن الله وهبك حياة من جديد. تجدين الضوء في نهاية النفق المظلم، تجدين ضوء الشمس بازغاً بعد ليلٍ دامسٍ.  تشعرين بأنك أحسن من ذي قبل.

 في كل مرة تظنين أن الأمور لن تتحسن، تيقني أنها ستتحسن – لكن جسدك يحتاج إلى وقت حتى يعتاد على كل الأشياء التي مر بها وعندما تتجاوزين تلك المرحلة، اعملي على إصلاح ذاتك لتصبحين الشخص الذي تريدين. أعدي خطة لنفسك وحققي أهدافك – عندما تحققين هذه الأهداف، ستشعرين أنك أفضل وستعودين شخصاً طبيعياً مرة أخرى.  هذا ما حدث لي وما مررت به، مررت بهذه المرحلة الإنتقالية والآن عدت إلى وضعي الطبيعي. أعمل الآن كمحاضر عام لنشر الوعي ضد مرض السرطان. لم يخطر لي ولو للحظة أنني سأعمل ذلك في يوم من الأيام ولكن بعد الفترة الانتقالية التي مررت بها والحرب التي خضتها ضد مرض السرطان، يُحتم علىّ الواجب أن أساعد الآخرين وأن أبث الأمل في أعماقهم.

أكثر ما أفتخر به هو أنني انتقلت من كوني مريضة سرطان إلى موجهة تنشر الوعي حول سرطان الثدي وهذا هو أكبر إنجاز لي في حياتي كلها. فأنا صيدلانية تخرجت من كلية الصيدلة، ولكن هذا هو أكبر إنجاز لي فأنا أجري الآن أبحاث حول سرطان الثدي” .

Read more...

” شركة صالح الحمد المانع ” تساند جهود ” القطرية للسرطان “التوعوية

تلقت الجمعية القطرية للسرطان تبرعاً عينياً من شركة صالح الحمد المانع الوكيل العام لسيارات نيسان في قطر – عبارة عن سيارة من فئة نيسان أكس – تريل وذلك لدعم الجهود التوعوية والحملات التثقيفية التي تقودها الجمعية في شتى أنحاء قطر من خلال نشر الوعي بمرض السرطان وطرق الوقاية منه وتعزيز ثقافة الكشف المبكر عنه.

بهذه المناسبة تقدم د. درع معجب الدوسري – مدير إدارة تنمية الموارد بالجمعية – بالشكر الجزيل للقائمين على شركة صالح الحمد المانع على جهودهم المبذولة ودعمهم المتواصل لجهود الجمعية في مجال التوعية والتثقيف بمرض السرطان، لافتاً لأهمية تكاتف الجهود وتظافرها من أجل خدمة المجتمع والتصدي لمرض السرطان وتماشياً مع رؤية قطر 2030 في التركيز على العنصر البشري والاستثمار في صحة الإنسان.

وأكد د. الدوسري على مواصلة الجمعية لجهودها لتحقيق رؤيتها التي أنشئت من أجلها في أن تكون منصة الشراكة المجتمعية لجعل قطر رائدة في مجال الوقاية من السرطان وتخفيف آثاره، ورسالتها نحو السعي للوقاية من السرطان وتخفيف آثاره في قطر، من خلال العمل مع شركائها لتوعية المجتمع، ودعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع المرض، والتطوير المهني والبحث العلمي في مجال السرطان، متمنياً من تكاتف الجهود وتعاون دائم بين كافة المؤسسات والجهات بالدولة وأن الجمعية لا يمكن أن تعمل بمعزل عن الجهات. وأعرب عن فخر كل العاملين في الجمعية القطرية للسرطان في ظل رئاسة سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني لمجلس إدارة الجمعية والذي يبذل قصارى جهده في سبيل الارتقاء بالجمعية، وبالخدمات المقدمة.

وبدوره صرح السيد نسيم موراني المدير العام لقسم السيارات في شركة صالح الحمد المانع،  “المسؤولية المجتمعية تعد في جوهر اعملانا وطريقتنا لدعم مجتمعنا القطري. وتؤكد هذه الشراكة مع الجمعية القطرية للسرطان على هذا الالتزام وسنواصل دعم هذه المبادرات التي تعكس قيم ومبادىء شركتنا والعلامة التجارية الرائدة نيسان“.

 وشدد الطرفان على أهمية الشراكات المجتمعية ودعم كافة مؤسسات الدولة للجمعية حتى تؤدي رسالتها وتحقق أهدافها على الوجه الأكمل لاسيما وأنها تخطو خطوات واسعة في هذا الصدد، حيث شهدت الفترة الفائتة نقلة نوعية في شتى البرامج والخدمات كماً وكيفاً حتى أصبحت من الجمعيات الرائدة في هذا المجال.

Read more...

” القطرية للسرطان ” توعي بسرطان الكبد ب 4 لغات

اختتمت الجمعية القطرية للسرطان حملة ” احم نفسك ” للتوعية بسرطان الكبد وذلك في إطار يوليو وهو شهر التوعية العالمي بهذا النوع من السرطان الذي يحتل المرتبة السابعة بين أكثر أنواع السرطانات انتشارا بين الجنسين في دولة قطر وثاني أكثر سرطان تسبباً في الوفيات بين الجنسين، وذلك وفقاً لآخر إحصائيات السجل القطري الوطني للسرطان 2016 – وزارة الصحة العامة – قطر. واستهدفت الحملة التي تم تدشينها عبر منصات الجمعية الإلكترونية فئة العمال الذين يعتبروا من أكثر الفئات تعرضاً لعوامل الخطورة المسببة لهذا النوع من السرطان ، من خلال اعداد ونشر رسائل وفيديوهات توعوية بعدد من اللغات وهي ” العربية والإنجليزية والأوردو والمالالايم ” وذلك لاستهداف أكبر عدد ممكن من الجماهير وتوعيتهم بالمرض والعلامات والأعراض التحذيرية وطرق الوقاية  والكشف المبكر، وقد شارك في الحملة السيد خليفة هارون الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي  الذي ساهم في الدور التوعوي للحملة من خلال حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي .

وقالت هبه نصار – رئيس قسم التثقيف الصحي بالجمعية – إن تدشين  الحملة إلكترونياً  جاء في إطار الاجراءات الوقائية التي اتخذتها الجمعية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد – 19، والتي شارك فيها عدد من الجهات منها مؤسسة حمد الطبية، والهلال الأحمر القطري من خلال مشاركة د. ايهاب الصعيدي – اخصائي أمراض الجهاز الهضمي –  في ورشة توعوية افتراضية عبر برنامج جوجل ميت لطلبة طلاب الطب في قطر لتوعيتهم بالمرض ضمن برامج الجمعية المخصصة لفئة الطلاب الجامعيين ، بالإضافة إلى التعاون مع مركز الطب السوري الأمريكي من خلال تقديم ورشة توعوية افتراضية عن سرطان الكبد وصحة الكبد قدمتها الدكتورة أمل ناصر- استشارية في الأمراض الباطنية وأمراض الدم والأورام الخبيثة، فضلاً عن التعاون مع شركة مواصلات عبر ارسال رسائل وفيديوهات لتوعية موظفيهم عبر الشبكة الداخلية للشركة  .

وأكدت على مجموعة من طرق الوقاية من هذا النوع من السرطان أهمها الابتعاد عن التدخين، تجنب تناول الكحول، الحفاظ على وزن صحي، القيام بالنشاط البدني (على الأقل 30 دقيقة في اليوم/ خمس مرات في الأسبوع)، الوقاية من الإصابة بالتهاب الكبد C&B عن طريق التطعيم ضد فيروس الكبد الوبائي B، وعدم مشاركة شفرات الحلاقة أو فرشاة الأسنان أو أي أشياء شخصية أخرى، مراجعة الطبيب في حال تعرضت للدم أو وخز الإبر الملوثة أثناء العمل.

وعن طرق الوقاية الأخرى أكدت على تناول الغذاء الصحي الذي يحتوي على جميع المجموعات الغذائية مثل الحبوب والفواكه والخضروات واللحوم والبقوليات والحليب ومشتقاته، والقيام بعمل فحوصات طبية دورية، وكذلك تجنب استنشاق أو لمس المواد الكيماوية السامة.

Read more...

أنطوني ناجي من سرطان الدم : انتبه للعلامات قبل فوات الأوان

الجمعة هو أفضل أيام الأسبوع حيث مشاركة الأصدقاء في لعبة كرة القدم وتناول الطعام سوياً، وعلو الضحكات والابتسامات والمزاح طول الوقت، يا لها من أيام سعيدة.. ولكن لماذا ينظر إلي أصدقائي باستغراب؟

خلال هذا الوقت وجد أنطوني نفسه ينظر إليه أصدقائه بإمعان، ويقولون له ” قد يبدو وجهك اليوم أصفر أكثر من أي وقت مضى، فضحك مازحاَ دون أن يبالي قائلاً ” ربما يعني أن وجهي به سمرة نتيجة التعرض لأشعة الشمس مما جعله ذهبي اللون، غير أن أصدقائه أعادوا تذكيره مرة أخرى بأنه كان يعاني الشهر الماضي من انقطاع النفس المتكرر وجسمه يتجه نحو الهزلان.. ونصحوه الذهاب لعيادة الطبيب.

في البداية ضحك أنطوني ممازحاً زملائه، ولكن سرعان ما فطن للأمر، متسائلاً مع حاله ” ولكن ماذا لو كان الأمر جاداً.. ووجهي حقاً يميل للون الأصفر؟، إذن علي الذهاب للطبيب، وبالفعل ذهب إلى المركز الصحي بصحبة أمه التي تقف إلى جانبه، قائلا ” لا بد أنها زيارة قصيرة لن تتجاوز الثلاثين دقيقة “، ولم يعلم أنطوني آنذاك أن القدر لن يقوده إلى منزله مرة أخرى قبل ثلاثة أشهر قضاها بين اختبارات معملية مختلفة وفحوصات بالأشعة فوق الصوتية وغيرها، ليعلم أنها ليست مجرد أنيميا، لتقوده روحه المخابراتية إلى البحث على جوجل حتى يستعد لسماع الخبر الذي لم يكن يتوقعه وهو” الإصابة بسرطان الدم “، ورسالتي للجميع أن ينبهون لعلامات جسدهم قبل فوات الأوان .

الساعة الآن الثانية صباحاً، رأسي ثقيل ، وجسدي متعب ، ولكني أريد أن أرتاح… أستريح …إنه حلم  ، استيقظت على صوت الأطباء يتحدثون حولي ، يشرحون التشخيص ويناقشون العلامات ويراجعون خيارات العلاج. فيقولون: ما زلت صغيرا، وممتلئ بالنشاط والقوة والحيوية، سيستطيع جسدك هزيمة السرطان، ستتحسن وتسترد صحتك.

بعد سماع هذه الأخبار، يتأكد لي ما قرأته على جوجل، أنظر حولي لأرى جميع أفراد أسرتي يقفون بجانبي، أمي وأبي.. أختي وعمي وعماتي وأبناء عمومتي – الجميع حاضرون لتشجيعي.

بدأ أنطوني يستعد للجولة الأولى من مرحلة العلاج الكيماوي، حيث بدا شعره بالتساقط شعرة تلو أخرى، إنها رحلة شاقة ولكن عليه التكيف معها، فكل جلسة من جلسات العلاج الكيماوي تأخذ منه بعض الوقت ليتقبلها ويتكيف معها تدريجاً ، آملاً أن تنبت بصيلات شعره من جديد لتبث الأمل في حياته المستقبلية وانتصاره على السرطان  .

كان يشعر بالغثيان، ويتزايد شعور اضطراب المعدة تدريجياً حتى يصل إلى الفم، أصبح هزيلا وبقوة جسمانية ضعيفة ،  ولكنه تحمل كل هذه الأوجاع  لأجل أن يعود لحياته الطبيعية مرة أخرى ليبني عضلاته الجسمانية ومستقبله المشرق الذي استمده من دفء وحنان أسرته ومعانقة والده , هذا الحضن يرد إليه روحه ونفسه .. يحتاج أي إنسان إلى هذا الحب والدفء والحنان ، ليمتلئ بالقوة والحماس وترتفع روحه المعنوية.

في تمام الساعة الخامسة كل صباح قصة جديدة وأساليب مبتكرة يتفنن فيها كل من حولي لمساعدتي على اجتياز هذه الأوقات العصيبة ” إنها حقاً أوقات عصيبة ” ، ففي الساعة الخامسة من كل صباح أنا مستعد  لسحب عينة الدم هو الأمر المتكرر الذي اعتدت عليه يومياً ،بمساعدة الممرض ابراهيم، فهو صديقي ورفيقي ومرشدي طوال هذه الرحلة ، استعد لتناول ” الكبة ”  التي أعدتها لي أمي ، لأنها أفضل من طعام المستشفى المعتاد. ثم تجرى مسابقة مع أختي لنرى من يستطيع شرب زجاجة مياه أسرع من الأخر، فأن يكون هدفك هو شرب 3 لتر مياه يوما يحتاج كثير من الإبداع. يلي هذا مباراة مثيرة مع أفضل الأصدقاء في لعبة الفيفا فهو لا ينهزم أبدا، لقد استمتعت بهذه الأشياء الجميلة التي تجلب لي السعادة، وتساعدني على تمضية الوقت بمزيد من الإيمان والشجاعة.

وخلال جلسات الكيماوي الستة المتتالية ، بدى لي  أنني أقوى وأكبر وأكثر حكمة ، كان هذا فصل أخر في الحياة، وقد بدأت أشعر بالتحسن وأعود إلى طبيعتي ، كان لدي الوقت الكافي للتفكير في كيفية استعادة حياتي الطبيعية مجدداً  بعد توقف كل شيء ، فالحياة  مستمرة ولم تنتهي ولكنها بحاجة لمزيد من التدبر والتفكير ، تتطلع لمستقبلك ، تبني علاقات دائمة طويلة المدى مع أصدقائك وأسرتك؛ فهم من سيساعدونك لتسترد نشاطك وتألقك ،  الأفضل أن تفكر في برنامجك المدرسي وفي أي اتجاه ستذهب، عليك أن تفكر في السماء التي ستحلق فيها عندما تصبح طياراً ، ولا تترك السرطان يأكلك، خذ هذا الوقت للتحسن والتفكر.

يااااااااه، لقد حان الوقت للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية

Read more...

انطلاق الملتقى الافتراضي الأول للتعليم الطبي المستمر عن السرطان في قطر

أطلقت الجمعية القطرية للسرطان بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية الملتقى الأول الافتراضي للتعليم الطبي المستمر حول المعايير السريرية للاشتباه بسرطان الرئة والذي تم تنظيمه عن بعد عبر منصة إلكترونية قطرية MasterBadge Meet والتي استهدف 200 من مقدمي الرعاية الصحية الأولية والممرضين واخصائي الرعاية الطبية المساعدة في كلا القطاعين الصحيين الحكومي والخاص.

ساعات تدريبية معتمدة

وفي هذا الصدد قال دكتور. هادي محمد أبو رشيد – رئيس قسم التطوير المهني والبحث العلمي بالجمعية القطرية للسرطان – أن تنظيم هذا الملتقى الذي منح 1.5 ساعة تدريبية معتمدة من المجلس القطري للتخصصات الصحية – قسم الاعتماد بوزارة الصحة العامة في قطر ،  جاء نتيجة لجهود

الجمعية الحثيثة نحو الوفاء بما وعدت به من إطلاق برامج نوعية بمعايير عالمية في مجال التثقيف والتدريب وتطويرها بشكل مستمر، كما جاء في إطار الشراكات المجتمعية التي تحرص الجمعية دوماً على تطبيقها مع كافة الجهات الصحية المعنية لاسيما مؤسسة حمد الطبية والدعم المستمر الذي تقدمه  للجمعية حيث سيقوم فريق الاتصال في المؤسسة بالإعلان عن نشاطات التعليم الطبي المستمر للجمعية عبر منصاتها ونشراتها الإلكترونية وذلك لزيادة فرص استفادة الكادر الطبي للمؤسسة من برامج الجمعية للتعليم الطبي المستمر التي تنظمها الجمعية .

وأشار د. أبو رشيد الى سعي الجمعية الدائم نحو تنفيذ برامج تطوير مهني وتعليم طبي مستمر معتمدة محلياً ودولياً على العاملين في مجال الرعاية الطبية، والتثقيف والاتصال الصحي، ودعم المرضى، والبحث الصحي السلوكي، فضلاً عن إعداد ونشر مستجدات إحصائيات السرطان وتطوير استراتيجيات لتحليل وتقييم كفاءة نشاطات الجمعية، إلى جانب تنسيق إجراء أبحاث السرطان الصحية السلوكية بالتعاون مع الجهات الصحية والأكاديمية

 وأوضح أنه تم خلال الملتقى عرض أحدث احصائيات سرطان الرئة عالمياً ومحلياً في دولة قطر، ووفقاً لسجل قطر الوطني للسرطان التابع لوزارة الصحة العامة في قطر – 2016 فأن سرطان الرئة يحتل المركز التاسع من بين أكثر السرطانات تشخيصا في 2016، كما يحتل المركز الأول من بين أكثر السرطانات المسببة للوفيات في نفس العام علماً بان معدل النجاة من سرطان الرئة في دولة قطر من 2013 وحتى 2016 هو 24.24% وهذا يعني أن 24.24% من المصابين بسرطان الرئة في قطر كانوا على قيد الحياة من 2013 حتى 2016.

بناء قدرات العاملين

وأضاف ” لقد أظهر استبيان البرنامج الوطني للسرطان في قطر، مايو 2016، أن 68% من الخبراء في المجال الصحي في قطر أوصوا بأهمية الاستثمار في مجال بناء قدرات العاملين في الرعاية الصحية الأولية والمجال الصحي المجتمعي فيما يتعلق بالسرطان ، كما أقر البرنامج بأهمية هذا الاستثمار وأوصى بتكاتف الجهود والاستفادة من برامج بناء القدرات الحالية بما فيها البرامج التي تنظمها الجمعية القطرية للسرطان.

من جهته أعرب الدكتور محمد أسامة حمصي – استشاري أول في طب الأورام ونائب المدير الطبي للتعليم  والبحوث السريرية والجودة في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان عن امتنانه للشراكة والعمل مع الجمعية القطرية للسرطان بما يمكنهم من الوصول لكافة مقدمي الرعاية الصحية في دولة قطر، مشيراً ان هذه الورشة تأتي في إطار الدعم المستمر نحو توفير التميز الدائم في رعاية مرضى السرطان.

الأهداف التعليمية للملتقى

بدوره قال دكتور رياض محسن – استشاري أول في طب الأورام بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان – ورئيس المجموعة الوطنية السريرية لسرطانات الرئة والصدر- وزارة الصحة العامة – ان الملتقى يهدف إلى تزويد مقدمي الرعاية الصحية الأولية بقائمة الأعراض والعلامات الأولية للاشتباه بسرطان الرئة وأفضل الممارسات لإحالة المرضى المشتبهين، والفحوصات اللازمة قبل التحويل للمستشفيات التخصصية في حالة الاشتباه بالمرض.

Read more...