محمد شعبان: بالصبر والإيمان أنا متعايش مع السرطان

محمد شعبان : رجل خمسيني يبلغ من العمر 55 عامًا ، اعتاد طوال سنوات عمره السابقة اتباع نظامًا غذائيًا صحيًا مصاحباً لنظاماً رياضياً ، لديه مزرعة منزلية صغيرة يزرع بها أنواع مختلفة من الفواكه والخضروات، وذلك لما تحظي به هذه المزروعات من فوائد واسعة لصحته وصحة أسرته. فعلى سبيل المثال، يزرع محمد شجرة المورينغا بمزرعته ؛لما لها من فوائد طبية فهي تقلل نسبة السكر في الدم ولها تأثير مضاد للالتهابات والأكسدة

وصف محمد شهر مارس 2017 بأنه الوقت الذي “سقط فيه”، والذي بدأ بإمساك خفيف، ونسبه في وقتها إلى تناول الرمان؛ ولكن استمرت أعراض الإمساك لمدة 10 أيام، فقرر تناول أدوية مسهلة، لكن حالته لم تتحسن. وبدأ القيء في الظهور، وكان شديدًا مما أدى إلى شعوره بالإعياء والتعب الشديد. أدى تراكم كل هذه الأعراض إلى عدم قدرته على المشي، ومن ثم استدعى سيارة الإسعاف على الفور

أجري محمد الكثير من الفحوصات. فخضع للتصوير المغناطيسي والأشعة المقطعية، مما أوضح احتمال إصابته بسرطان القولون (المرحلة الثالثة). لم يتخيل محمد هذا التشخيص أبدًا، فجل ما جال في خاطره هو أن تعود هذه الأعراض إلى أمراضٍ عابرةٍ يمكن القضاء عليها بسهولة ولن تستمر أكثر من بضعة أيام .

انتقل إليه الخبر بأساليب على درجة عالية من الود واللطف، بعيدًا عن والديه كما طُلب. وبمجرد استماع محمد إلى التشخيص، تراءى في ذهنه على الفور الجراحة وما يتبعها من مضاعفات. كان شعبان مهيأً لمواجهة الصعوبات التي جلبها له مصيره فصاح قائلاً :”سرطان؟ لا يهمني ذلك” عندما سألته عما شعر به حين أخبره الطبيب عن حالته والتشخيص وكيفية إدارة المرض . أثبت “محمد” على أرض الواقع أن كل شخص لديه القدرة على التغلب على المرض فور تعلمه كيفية التعامل معه. كان “محمد” متواصل التفكير في المضاعفات التي يمكن تجنبها؛ فأحد هذه المضاعفات التي كان يرهبها هي وجود كيس القولون ، والذي يُوضع مؤقتًا حتى يُعاد الاتصال بين القولون والمستقيم. لقد كان محمدٌ قلقًا وجلاً من نظرة أصدقائه وعائلته إليه ومن وجود كيس خارجي للبراز. لقد ظن أن هذا قد يضعف صورته  أمام الجميع

. تواصلت المناقشات لفترات طويلة حتى قرر الطبيب أهمية التدخل الجراحي العاجل لأن المريض يعاني من انسداد في الأمعاء، مما قد يؤدي إلى عواقب مميتة. حاول الطبيب إدخال أنبوب ليتخلص من جميع السموم المتواجدة داخل البطن، لكنه لم يتمكن من ذلك.

 وفي ذات اليوم، وصل جراحٌ آخر إلى قطر واستُدعي إلى غرفة العمليات. صمم هذا الجراح على عدم مغادرة غرفة العمليات حتى يتمكن من إدخال الأنبوب. وصفه “محمد” بأنه هذا الطبيب من النوع الذي يثق ويؤمن بإرادة الله، فاستطاع إدخال الأنبوب دون أي مضاعفات على محمد. قال محمد “كانت جميع المضاعفات المترتبة على هذا الأمر كارثية لولا لطف الله وقدرته”، موقناً بأنه في طريقه إلى التحسن والشفاء.

استغرقت عملية إزالة السموم من جسده قرابة الساعة والنصف . شعر بعدها بتحسن وراحة. تم استئصال نسبة 80٪ من القولون والعقد الليمفاوية المحيطة.

وصف “محمد” هذه الأيام بأنها مثل رحلة تعبر خلالها الأطلسي وما به من مدٍ وجزرٍ ، ولكنها مرت بسلام وأمان في نهاية المطاف . ومع ذلك، ومع انتهاء هذه المعركة، نشأت معركة أخرى لاحقة، وهي رحلة العلاج الكيميائي. كانت أثار العلاج الكيميائي شديدة ومرهقة. عاني “محمد” من الإسهال ، وفقدان الوزن – حيث خسر 20 كجم. ومع ذلك ، شعر بالارتياح لأنه وصل إلى حالة من الفوز في معركته ضد السرطان ؛ الآثار الجانبية لم تكن مهمة لأنه اجتاز عاصفتين من عواصف السرطان ، وهما الجراحة والعلاج الكيميائي. كان يعلم أنه وصل إلى خط الفوز بإرادته. لم تتخلى أسرة محمد وعائلته وأصدقائه عنه خلال هذه الفترة، فكانوا على درجة ملحوظة من التفهم والرقي. على الرغم من شعورهم داخلياً بأن السرطان وصمة عار، إلا إنهم جميعاً تغيروا وتقبلوا الأمر ؛ لقد ازداد تقبلهم لمرض السرطان مع الوقت وأصبح – بالنسبة له – مماثلاً لأي مرض آخر يمكن علاجه، ينبغي على الجميع ألا يعتبر السرطان نهاية لحياة المرء.

أصيب “محمد” بفتق في البطن بعد ثمانية أشهر من الجراحة. سعى للعلاج واكتسب المزيد من القوة لمواجهة هذه المضاعفات الجديدة. فبحث عن العلاج البدني والنفسي معا. فهو “لم يفقد الأمل أبدًا”، استطاع “محمد” اجتياز هذه الرحلة المروعة وما استدعته من محاربة السرطان والتغلب على مضاعفاته.

كان السرطان “ضيفًا مباغتا”، ولكن مثل أي ضيف آخر، يستلزم منك تقديم واجب الضيافة والترحيب به. وبالتالي ينبغي للمرء – خلال هذه الرحلة – أن يتحوط بأسرته وأصدقائه الداعمين له ، فهم من يجلبون له مشاعر الفرح والسعادة ، وهم نفسهم من يعطون له القدرة على احتضان هذا المرض بدلاً من السماح له باستنزافه. لا تسمح لهذا المرض بالسيطرة على حياتك واعتباره مرضًا مميتًا، فالضربة التي لا تميت تقوي ، فالسرطان بداية لحياة جديدة وليس نهاية.

 انطلقت مبادرة “خطوة الأمل” بالتعاون بين الجمعية القطرية للسرطان والمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان ، والتي تهدف لدعم المتعايشين مع السرطان بشكل عام والتأكيد على أن السرطان يمكن الشفاء منه ويمكن للمرضى ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، إلى جانب التأكيد على أهمية الدعم النفسي والمجتمعي لهذه الفئة لجعل فترة المرض وما بعدها أسهل، وكذلك أهمية إتباع نمط حياة صحي متمثل في ممارسة الرياضة والغذاء الصحي للوقاية من الأمراض لاسيما السرطان.

حيث قمت خلال هذه المبادرة بقطع حوالي 555 كم مشياً كمرحلة أولى ومن ثم استكمال الجولة لقطع 2022 كم كهدف لاحق وتم اختيار هذا الرقم بمناسبة استضافة قطر لمباريات كأس العالم 2022 حيث اسعى إلى قطع ما يقرب من 25 كم يومياً بمعدل خمس ساعات

. وأود التأكيد بأن هذه المبادرة فرصة لتعزيز دور النشاط البدني في الوقاية من الأمراض لاسيما السرطان تماشيا مع رؤية الدولة 2030 للارتقاء بصحة الإنسان ، إلى جانب التأكيد على العلاقة الوثيقة بين السرطان والحالة النفسية والتي قد تسهل أو تمنع العلاج. وفي الختام، أود أن أوجه شكري وامتناني للجمعية القطرية للسرطان لتبنيها لخطوة أمل التي تعتبر المبادرة الأولى من نوعها في العالم، ولكل ما يبذلونه من جهد ودعم متواصل.

Read more...

الأطفال المتعايشون مع المرض يحتفلون باليوم الرياضي

 احتفلت الجمعية القطرية للسرطان باليوم الرياضي للدولة الذي يوافق الثلاثاء الثاني من فبراير كل عام، بدعم من فندق ريكسوس الخليج ،  وشركة إف إم إم ، وأوريد قطر ،  من خلال إقامة فعالية توعوية ترفيهية استهدفت الأطفال المتعايشين مع المرض وذويهم ،  بهدف رفع لوعي بأهمية الرياضة وضرورة تعزيز أنماط الحياة الصحية للوقاية من الأمراض لاسيما السرطان. ، كما تخلل الفعالية  التي أقيمت في فندق ريكسوس الخليج   مجموعة من الألعاب التعليمية  والترفيهية  بالإضافة لجلسة يوجا خاصه بالأطفال.

بهذه المناسبة قالت السيدة / منى أشكناني– المدير العام للجمعية – أن الاحتفال باليوم الرياضي يأتي في ظل حرص الدولة على تعزيز مفهوم الصحة والسلامة عبر رؤيتها الوطنية 2030 واهمية الاستثمار في العنصر البشري ووجود مجتمع يتمتع أفراده بالصحة والعافية ، مشيرة  لحرص الجمعية على نشر الوعي بأهمية الرياضة وتعزيز دورها في حياة الأفراد والمجتمع بشكل عام  استناداً إلى رؤيتها  في أن نكون منصة الشراكة المجتمعية لجعل قطر رائدة في مجال الوقاية من السرطان وتخفيف آثاره .

 ودعت جميع أفراد المجتمع إلى جعل الرياضة أسلوب حياة   لاسيما أنها  تمثل أحد  ركائز التنمية الصحية والتي تلعب دوراً رئيسياً في تحسين نوعية الحياة وتعزيزها، ورفاه جميع من يقيم على أرض قطر ، وذلك في ظل  العلاقة الوثيقة بين الرياضة والصحة وتأثير كل منهما إيجابياً على الآخر ” .

وأضافت ” تأتي المشاركة من منطلق حرصنا على تشجيع أفراد المجتمع بجميع فئاته وأعماره على تبني نمط حياة صحيّ وجعل الرياضة جزءً لا يتجزأ من ثقافة مجتمعنا، والتأكيد على ضرورة ممارستها بشكل يومي مع التشجيع على إتباع نمط حياة صحي متمثل في ممارسة الرياضة وتناول غذاء صحي الأمر الذي يساهم في الوقاية من السرطان بنسبة 30-40%، حيث يلعب النشاط البدني دوراً محورياً في إثراء حياة الأفراد وعاملاً قوياً للوقاية من ‏الأمراض من بينها السرطان.

Read more...

سامي : أخبرت عائلتي بمرضي بعد الشفاء

سأروي لكم حكايتي مع السرطان الذي منحني فرصة جديده للحياة بعد تجربة مريرة بكل ما فيها من صعاب، لعل حكايتي تكون نقطة تحول لمريض فقد القوة والإرادة وأنهكه المرض والعلاج، وأكون سبباً في إعطاءه الأمل في الشفاء.

أنا اسمي سامي من الأردن ، انتقلت الى الدوحة في عام 2016 ومعي الأمل والخطط للبدء بمشروعي الخاص وتحسين الظروف المادية والاجتماعية لأولادي وعائلتي، حيث كنت الأب الحنون والمسؤول عن سعادة عائلتي، وكنت رياضي لا أدخن ومهتماً بصحتي.

   بعد فترة من وصولي إلى الدوحة بدأت أشعر بتغير في نظر عيني اليمنى ورغم أن الفحوصات الخارجية للعين لم توضح السبب في ذلك! إلا أنه تم أجراء أشعة أم أر أي للدماغ.

وهنا كانت الصدمة الأولى حين تبين أن السبب المؤثر على نظري هو وجود بعض الأورام في الدماغ ، ثم أكتشف لاحقاً انتشاره في أعضاء مختلفة من جسمي وهي الكبد والغدة الكظرية والرئة والعمود الفقري وبدأ الكابوس المرعب .

لحظتها لم تعد قدماي تقوى على حملي، لم أتوقع يومًا أنى سأبدأ بحساب عدد أيامي المتبقية في الدنيا ولم أتخيل نفسي يومًا طريح الفراش في انتظار الموت.

أخدتني الأفكار بعيداً عن كل شيء في حياتي ، أهلي وأولادي وعملي ، فأنا بالدوحة  بمفردي ، هل أستسلم للمرض وللموت بهذه البساطة ؟ هل أفتح الباب بكل سهولة لذلك اللعين لينهش في جسمي وقدرتي على الحياة؟ .

لم ارى أمامي في تلك الأيام إلا الموت والذي لم يغب عن فكري، فأتعبني جداً هذا الشعور، حتى استوقفت نفسي وسالتها، لماذا التفكير في الموت وأنا لا ازال على قيد الحياة!  لذلك قررت أن أقاوم وأعيش وأتعايش وأبعد تفكيري عن هذا الشعور بأن حياتي قاربت على الانتهاء وسأحتفظ بهذه المأساة بداخلي، سأخفيها عن أهلي فلا أريد أن أحملهم فوق طاقتهم أو أشعرهم بأي ألم أو حزن لمعرفتهم بمرضي، لذلك قررت أن أتركهم لحياتهم ودراستهم. وحتى زوجتي فلديها أعبائها ومسؤولياتها مع الأولاد ورعايتهم.

بدأت رحلة العلاج الإشعاعي ثم الكيماوي وما أدراكم ما الكيماوي وأثاره السلبية على جسمي ونفسيتي , هذيان ، ضعف ، التهاب ، إسهال ، اكتئاب وغيره من كل الأثار الجانبية الشديدة

وبدأ التغير يظهر على وجهي وجسمي من الكورتيزون والإشعاع ، وبدأت الأسئلة تتزايد على وجوه المحيطين بي في عملي، وبدأ يقل مجهودي وقدرتي على العمل وبدأ الجميع يعرضون مساعدتهم، لكن قراري كان هو عدم إخبار أحد ، ولن أتراجع عنه ، ورفضت كل المساعدات ولم أتوقف عن العمل ، بالرغم ما كنت أعانيه من إرهاق  وألم و، تحملت المكتوب بكل حب وقناعة  ، وأن أرادة الله فوق كل شيء .

استمر العلاج الكيماوي فترة من الزمن، وكانت تحلو لي فترة بقائي في المستشفى رغم ما كنت أعانيه ،  ولكن كنت أجعل هذه الفترة فرصة لخلق جو من الاستمتاع والهدوء ،  فكنت أجلس في حديقة المستشفى في الهواء الطلق وأتبادل أطراف الحديث مع الممرضين وباقي المرضى وكنت أحمد الله أن المركز كان خالٍ من أي أطفال مرضى لأنى لا أتحمل رؤية طفل مريض فما بالك لوكان مريض بالسرطان ؟ وأنا أعرف كم  صعبة المعاناة.

استمريت في العلاج بصبر وجهد وكنت أقاوم وأقاوم ، وبدأت في الانتصار وبدأ يتراجع المرض بفضل الله وبدأت التحاليل تظهر نتيجة إيجابية بعد مرحلة العلاج الكيماوي ، وبعدها بدأت مرحلة العلاج المناعي وبدأ الخير يظهر ، والأمل يتحقق ، وتدب الحياة والقوة مرة أخرى في جسدي المتعب  الذى أنهكه العلاج ، نعم أنهكه لكنه لم ينتصر عليه ، وبدأ التفاؤل .

كل هذا تم دون أن أخبر أحداً من أفراد عائلتي ، تحملت بنفسي  القدر الكبير من التعب الجسدي والنفسي.

وخلال تلك الفترة بدأت تنفذ مني كل الأعذار بعدم سفري لبلدي وأهلي ، كما كان في السابق خاصة في الأعياد والمناسبات  ، وبدأت زوجتي تشعر أنني في حالة من التغير فاضطررت ان اصارحها بحالتي وبكل ما حدث ، لم تتوقع أن أكون أنا والموت على مسافة قريبة .

طلبت منى زوجتي أن أعود فوراً ولكني رفضت ، وطلبت منى أن تترك هي كل شيء وتأتى لي فرفضت وأقنعتها بضرورة بقاءنا على نفس الوضع واستمراري في العلاج ، وتستمر هي في رعاية الأولاد واستمرار الحياة ، بقي الحال في التطور إلى الأفضل بفضل الله ثم المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان

ونصيحتي هنا لكل من يصيبه هذا المرض بالالتزام بالعلاج ولا يفقد الأمل ولا يلتفت إلى النصائح الأخرى التي يعتقد الأخرون أنها تشفى من السرطان .

وبعد تحقيق نتيجة جيده جدًا في العلاج المناعي ـ قل تواجدي في المركز، وتماثلت للشفاء بصورة كبيرة وبعد مدة بسيطة سافرت لزيارة أهلي وأخبرت الجميع خاصة أمي ، ولكنى طمأنتها بأني أتعالج وفي ايدي أمينة وبأنه أفضل كثيرًا من أن أكون في أي مكان أو بلد أخر.

في هذا الوقت قررت وضع نقطة نهاية لهذا السطر من حياتي ، وأبدأ من جديد سطر وصفحة أخرى مشرقة ، خرجت من تلك التجربة إنسان ولد من جديد بعد الشفاء ، وتجددت نظرتي للحياة، فأصبح للوقت والأيام  قيمة أكبر ،وأن الثقة في الله مع  العزيمة والإرادة والرغبة في الحياة هي السبيل الى الشفاء ، وألا نفكر بالموت طالما نحن على قيد الحياة. .

Read more...

د. خالد بن جبر: خطة استراتيجية جديدة ل” القطرية للسرطان “

أعلن سعادة الشيخ الدكتور. خالد بن جبر آل ثاني- رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للسرطان- أن الجمعية بصدد تطوير وإعداد خطتها الاستراتيجية لعام 2025- 2027، حيث تتولى شركة أفيروس إعداد مشروع التطوير الذي يهدف إلى صياغة توجه الجمعية الاستراتيجي، وتحديد النتائج والأهداف الاستراتيجية وإعداد الخارطة الاستراتيجية فضلاً عن تصميم مؤشرات ومصفوفة الأداء  وتحديد مصفوفة المبادرات ومن ثم اعداد الخطة التنفيذية لمبادرات العام الأول من الخطة .

واكد سعادته ان هذا التطوير يأتي استناداً لدور الجمعية  المجتمعي في مجال الوقاية من السرطان ودعم المتعايشين معه والتطوير المهني والبحث العلمي ،  ويتوافق مع الاستراتيجية الوطنية للسرطان وتحت مظلة  القطاع الخيري ، انطلاقاً لمرحلة جديدة من العمل باستخدام منهجية التخطيط المبني على النتائج وتحديد المبادرات التنفيذية والتشغيلية الخاصة بها وأدوات المتابعة لضمان تنفيذ فعال للخطة الاستراتيجية .

وشدد سعادته أن الجمعية منذ إنشائها في عام 1997 وهي تحرص بل وتكلل كل جهودها من أجل خدمة المجتمع وتقديم كافة سبل الرعاية المستدامة في مجال السرطان وتحقيق الرفاه الصحي  لكل سكان  دولة قطر تنفيذا لتوجيهات القيادة الحكيمة وتحقيقا لرؤية قطر الوطنية 2030 ، وحرصا على أن تظل  دولة  قطر رائدة في مجال السرطان  ورعاية  المتعايشين معه ، لافتاً إن الخطة سوف  تحدد الأهداف والمخرجات الاستراتيجية التي من شأنها إحداث تغيير شامل ومتكامل في  هذا المجال .

ولفت سعادته ان المشروع سوف يتم على ستة مراحل أساسية تبدأ بالتهيئة والاعداد ، مروراً بالتشخيص والتحليل ، وتحديد التوجه الاستراتيجي ، ثم اعداد الخطة والخارطة الاستراتيجية ، فأعداد بطاقة ومؤشرات الأداء ومصفوفة المبادرات  ، انتهاءً بأعداد الخطة التنفيذية والتشغيلية للجمعية .

وقال سعادته أن هذه الخطة تأتي بالتزامن مع قرب انتهاء خطتها الاستراتيجية  2018- 2024  ومن حاجتها  لتقييم أدائها على مدار  تلك  السنوات الفائتة للوقوف على أبرز التحديدات  والمخاطر ونقاط القوة  ، فضلاً عن  النتائج والمخرجات التي تستند عليها الخطة الجديدة   والتي ستاتي استكمالا لدور سابقتها في تحقيق غاياتها الاستراتيجية الثلاثة وهي رفع الوعي المجتمعي بمرض السرطان وطرق الوقاية منه ، دعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع المرض ، التطوير المهني والبحث العلمي في مجال السرطان .

وأشار سعادته أن هذا العام سوف يكون بمثابة نقلة نوعية جديدة تضاف لعمل الجمعية في مجال رعاية مرضى السرطان وذويهم من مقدمي الرعاية لهم ، حيث سيشهد تدشين عدد من المبادرات الرقمية التي من شأنها  التسهيل على هذا الفئة وتخفيف الأعباء عليهم  حرصاً على دعم هذه الفئة بشتى الطرق سواء مادياً أو نفسياً واجتماعياً  ، وهنا  يجدر الذكر أن الجمعية لديها

العديد من البرامج المستدامة التي تعنى بهذه الفئة منها برنامج عيالنا ذهب ، ابتسامتك حياتنا ، أنا متعافي وسألهمكم بقصتي، معاً نستطيع ، مجموعات دعم  إلى جانب  برنامج المشاركات المجتمعية، كل هذه البرامج من شأنها دعم وتمكين ومناصرة هذه الفئة وإعادة تفعيل دورهم في المجتمع من خلال تقديم كافة سبل الدعم النفسي والمجتمعي لهم ولذويهم .

Read more...

أليسون استون: مسحة عنق الرحم كانت سبباً في شفائي

اسمي أليسون ستون، حاصلة على درجة الدكتوراه في الميتافيزيقيا، واسم الشهرة /الدكتور ة أليسون ستون. جئت إلى قطر لافتتاح مركز لرفاهية السيدات والسبب الذي دعاني لذلك هو إصابتي بسرطان عنق الرحم عندما كنت في الثلاثين من عمري. ولذاك السبب فإنني أعزو نجاحي اليوم في حياتي إلى تلك الحادثة التي وقعت منذ عدة سنوات. تجاوزت رحلة السرطان منذ 27 عامًا وأدرك كم تغيرت حياتي إلى الأفضل خلال تلك الفترة، وفي السطور القادمة ملخص موجز عن رحلتي:

 تزوجت في سن 18 وُزقت بطفلين ، عندما كنت حاملاً في طفلي الثالث، ذهبت لإجراء فحص روتيني فاكتشف الأطباء وجود تليفات سرطانية، ومن أفضل الأشياء التي أحمد الله على وجودها في المملكة المتحدة أنه في الثمانينيات وأوائل التسعينيات، كانت مسحات عنق الرحم متاحة للنساء: ولكنها لم تكن إلزامية، ولم يكن هناك تشجيع مجتمعي عليها بالرغم من كونها متاحة، وبعد ولادة ابنتي الأولى أجريت هذه المسحة وأيضاً بعد ولادة ابنتي الثانية، لذلك أنضح كل السيدات بإجراء هذه المسحة دورياً والتي لولاها لم أكن معكم هنا اليوم.

 يعتبر سرطان عنق الرحم الذي أصبت به من أشرس أنواع السرطانات، ونظرا لأنني كنت حاملاً في ذلك الوقت. ذهب السرطان إلى العقد الليمفاوية، وعندما جاء موعد ولادتي كنت قد وصلت إلى المرحلة الرابعة، لذلك أنا أولي اهتمامًا شديدًا بالحفاظ على صحة المرأة.

قررت بسبب هذه التجربة، أن أعيد النظر في حياتي وأن أحافظ عليها. إن تجربة الجراحات والعلاجات التي تمر بها تؤثر عليك تأثيراً عميقاً، ولكني أعتقد أن الخوف أعمق كثيراً من هذه التأثيرات، فالخوف الذي واجهته منذ سبعة وعشرين عاماً لا يمكن نسيانه أبداً. ولكني الآن عندما أتعرف على مجتمعات مثل الجمعية القطرية للسرطان، أعجب بها أشد الإعجاب لأن النساء يجدن في مثل الجمعيات الدعم المطلوب. لوكنت حظيت بشيء مشابه عندما أصبت بالسرطان فلربما كانت أموري تغيرت كثيراً واختلفت رحلتي في الحياة.

عندما أعود بذاكرتي إلى الوراء، ومثلي كأي أم ، لم أكن أعرف معنى سرطان عنق الرحم. ففي ذلك الأوقات لم يكن الأطباء يعلمون أن فيروس الورم الحليمي البشري هو السبب في سرطان عنق الرحم؛ فهذه المنطقة من جسد المرأة كان ممنوع التحدث عنها ,  أتذكر في اليوم الرابع بعد الجراحة – بعد 14 ساعة من الجراحة – بدأت في البكاء. وأتذكر أن الممرضة حضرت إلينا لتقول: “أوقفن البكاء هناك أناس أسوأ حالاً منكن”. أتذكر أنني لم أتكلّم مرة أخرى أبداً. لم أكن قد تحدثت أبداً عن الألم الذي أحسست به، بل لقد امتصصت الألم ولم أحرك ساكناً بعدها. كان من المستحيل التحدث عن هذا النوع من السرطانات بطلاقة، أتعجب الآن عندما أفكر أن الأمر استغرق حوالي 10 أو 15 سنة حتى أصبح التحدث عنه سهلاً. والآن وبعد أن أصبح لدينا علاج كيماوي يسقط الشعر فإننا أصبحنا نحتفي به وهو أمر طيب، وأعتقد أن وسائل الإعلام الاجتماعية ساعدت في هذا الأمر والتي تشكل وسيلة هامة  يمكن للناس من خلالها أن يتحدثوا عن تجاربهم الخاصة. ورفع الوعي المجتمعي.

لقد اخترت السيطرة على حياتي، فسلكت مساراً روحياً ـ لا أنكر أنني كنت خائفة، ولكني أظن أن تعلم بعض الأشياء مثل التأمل والتعرف على جسدك يمنحك شعوراً بالسيطرة. ، لأنه عندما يتم تشخيص إصابتك ويقول الطبيب “أنت مصاب بالسرطان، في المرحلة الرابعة، وهذا أمر خطير” ـ فأنت تسلم كل شيء إلى الأطباء، ينتابك شعور باليأس، وترى أنك الآن تحت رحمة الناس الذين يقولون لك: “عليك إجراء هذه الجراحة، عليك أن تحصل على هذا العلاج الكيميائي، عليك أن تحصل على هذا العلاج الإشعاعي” ولكنك ما زلت لا تعلم ما هذا المرض.

من هنا يأتي دور مجموعات الدعم ، حيث بدأ الأطباء في إدراك حقيقة مفادها  ” أن المرضى يحتاجون إلى بعض الرعاية العاطفية”  ، ففي حالتي كمريضة لست فقط شخصاً يجري عملية جراحية ويفحص علاماته الحيوية، أنا مريضة أمر بمرحلة غيرت حياتي تماماً  ، تم استئصال الرحم – وصرت في مواجهة حقائق واقعية شديدة الألم؛ فلن أنجب أطفالاً مرة أخرى، قد أموت وأترك أطفالي، زوجي قد يهجرني ويبتعد عني للأبد، هناك ندوباً في كل مكان ــ لم يعالج أحد هذه الحقيقة، ولم يمد أحد يده لي بالمساعدة. كانت الأمور والظروف قاسية للغاية  مثل  ” لا تتحدثي عن السرطان ” ، لذلك  ينبغي لك أن تكون ممتنة لكونك ما زلت على قيد الحياة والآن أشعر أن الناس يمكنهم الحديث عن تجربة السرطان، بل ويمكنهم معالجتها، وأعتقد أن الفرق في قطر, أن الجميع كانوا ممتنعون عن التعبير عن كلمة السرطان. وخاصة نساء الشرق الأوسط اللأتي يضعن أطفالهن في المقام الأول من حياتهن، ولذلك كن لا يرغبن في الاعتراف بمرض السرطان أو التعبير عنه..

 لقد خاطبت مجموعة من سيدات الشرق الأوسط منذ 12 سنة وحاولت إقناعهن بالحصول على فحص للثدي واختبارات مسحة عنق الرحم ، فكان الرد دائماً أنهن لن يفعلن ذلك لأنهن لا يردن أن يعرفن ويرجعون الأمر إلى القدر والابتلاءات التي يمر بها الانسان   وفي أي من الحالتين يشعرن بأنه ليس بوسعهن منع هذا القدر ويجب الرضا به وتقبله. ولكن جيل نساء اليوم بات مختلفاً، فصرن يقولن: بوسعنا أن نفعل شيئاً حيال ذلك، وخاصة الناجين. أصبحن يستخدمن بعض المصطلحات الجديدة مثل الناجيات من السرطان، كما أنهن هجرن بعض الكلمات مثل “وفاة نتيجة الإصابة بالسرطان” ليستبدلنها بعبارة “رحلة السرطان”، “التغيير”، “القوة”، “تغيير نمط الحياة”   وتوجهن أكثر للكلمات الإيجابية والابتعاد عن الموت والهلاك.

من أكثر المواقف التي مرت بي وما زالت محفورة في ذاكرتي هو أنني بعد التشخيص الأولي الذي قمت به، رجعت إلى البيت بصحبة زوجي، وحين أخبرته، رأيت نظرة الخوف في عينيه، وعندها أغلقنا الحديث في هذا الموضوع. أتذكر أنهم قالوا لابد من إنهاء الحمل، لأن الحمل من شأنه أن يزيد من الإصابة بالسرطان، وأتذكر أنني فكرت، “ماذا أفعل؟”. ما هو التصرف الصحيح؟  هذه هي الفرصة الأخيرة لإنجاب طفل لأني سأجري استئصال الرحم فيما بعد. ماذا أفعل؟  ومرة أخرى أنظر إلى وجه زوجي وعجزه عن الرد عليّ ولم أخبر أحداً.  حملت هذا العبء وحدي، مع يقيني بأنه قد يؤدي بي إلى الهلاك. حتى أنني لم أستطع أن أتحدث عن حقيقة إنهاء حياة طفلي أو عدم إنهائها، لأنني لم أكن أريد أن أتواصل مع أي شخص، لم أكن أريد أن أرى الخوف في أعين الآخرين. ففي تلك الأيام، عندما تقول كلمة سرطان، يقابلك الأخرين دائماً بالصمت. ولذلك لم أخبر أمي أو أي شخص إلا بعدما أنهيت كافة الجراحات. وبالطبع عندما كنت في المستشفى

 بدأ الناس في القدوم لزيارتي. وأنا أجاهد مع نفسي للتحلي بالشجاعة والقضاء على مخاوفي، لأن الخوف الذي رأيته في أعين الآخرين ينعكس على مكنون قلبي. ولكن مع مرور الوقت والانتهاء من العملية أدركت أن الصمت أنقذني على نحو ما، كنت اتحدث كثيراً إلى نفسي، وأصمت عن الحديث حول السرطان مع الآخرين، لأتظاهر أن كل الأمور على ما يرام، وأنني أتطلع دائماً إلى الأمام. ، وفي الليل عندما أخلد إلى نفسي أو أذهب إلى الخلاء أشعر بالحاجة إلى الصراخ.. البكاء…النحيب.

لم أستطع إخبار أي شخص عن مرضي بالرغم أنني قضيت في المستشفى ستة أو سبعة أسابيع تقريباً. وعندما خرجت من المستشفى، طلبت من أمي أن تتولى رعايتي، ولذلك كان علي أن أخبرها بمرضي. لم أخبر بناتي قط حتى بلغن الثامنة عشرة . لم أكن أريد لهم أن يخافوا علي من الموت. ولم أكن أريد أن أزرع هذا الخوف بداخلهم ،  كنت أنا من منعت نفسي عن إخبارهم. كنت دائما ألتمس لنفسي العذر بأنهم لم يبلغوا من العمر ما يكفي، ولم أكن أريد أن أراهم مذعورات، ولكنني في الوقت نفسه كنت أريد منهم أن يتحلوا بروح المبادرة في فحص السرطان، وهذا كان من أكثر التحديات التي واجهتها في حياتي. ، كان يتحتم على إخبارهم. خضعت بناتي للتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي، ويذهبن بانتظام لعمل مسحة عنق الرحم وما أدركته هو أنني لو كانت لدي الشجاعة الكافية للتصدي لهذا الأمر في وقت سابق، لجعلتهن يخضعن للمسحات في وقت مبكر، ولكن ما يهمني هو أن أتناقش وأتحاور معهن حول السرطان في وقت سابق وهو ما فعلته في نهاية المطاف. أعلمتهن أخيراً  بالأمر ورأيت أنهن غير خائفات., أعتقد أن ذلك يرجع لنعمة الانتظار، فهم يروني الآن بعد 22 عاماً شخص نشط يتمتع بصحة جيدة، والآن يفهمن حاجتي وما أطلبه منهن لأخذ خطوات استباقية. أما بالنسبة للآخرين؛ فقد فقدت الاتصال مع عدد قليل من الناس بعد مرضي ،  أظن أن بعض صديقاتي كن خائفات ، لأنني كنت شابة وصحيحة جسدياً إلى حد كبير. كان هذا هو الأمر الرئيسي لم أكن شخصاً مريضاً. كنت سليمة جسدياً وأولادي أصحاء جداً.

ولكن ما فعلته تجربة المرض بالنسبة لي مهد لي طريق حياتي الذي سلكته منذ ذلك الوقت. فالخيارات التي قمت بها في مجال التطوير والتنمية الذاتية والمهنية يرجع أساسهم إلى التجربة التي مررت بها والرحلة التي خضتها. فهي ما دفعتني إلى دراسة الدكتوراه في الميتافيزيقيا، فأنا منذ ذلك الحين حريصة جداً على تعلم علم الوراثة اللاجيني، لأن هذا العلم يساعدك على الفهم الكامل للخلايا الجسدية، كما أنه يعلمك أن الخلايا ما هي إلا انعكاس لبيئتك وليس الحمض النووي فقط، ولهذا السبب تتغير الجينات الوراثية. ، إن الخوف المزمن وعدم الاعتناء بالنفس، يؤثران على جيناتك وهو أمر مخيف ولذلك عليك أن تنتبه  ، عليك أن تؤمن وتقتنع بأنك قادر على تغيير بيئتك إلى الأفضل. لابد وأن تدرك أن أهمية هذه البيئة الداعمة ، واستبدال الخوف بما يقدموه لنا من دعم ومساندة. لأن الخوف شديد السمية، وقد يؤثر علي جسدك ويؤذيه. بل ربما يصل الأمر إلى الجينات.

عندما ذهبت لإجراء الجراحة، كنت شجاعة ولا اهاب المرض. أخذت نفساً وذهبت إلى هناك وأنا أحدث نفسي بأنني قوية وشجاعة وسأجتاز هذا الزائر الكريه. أعتقد أن الجانب الروحي للمرض هو الإيمان، ومدى قوته لدى الشخص، وكيف يمكن للإيمان أن يكون مصاحباً للمريض طوال فترة علاجه.

لقد جعلني المرض شخصاً أفضل فقد أوضح لي ما دوري وهدفي في الحياة ـ عندما أنظر إلى كل الأشياء التي كنت أخطط لها قبل إصابتي بالسرطان، أجدها تغيرت عبر تلك السنوات، لأجعل حياتي مكرسة للرعاية والطب الوقائي. ومن ثم حصلت على درجة البكالوريوس في الطب البديل. بعد أن كنت ربة منزل وأم لثلاثة أطفال – من كان ليتصور ذلك؟ درست علم الأيورفيدا في الهند. من كان يظن أن ربة منزل كانت لتفعل ذلك؟ بوسعي أن أتطلع إلى الوراء لكي أرى أن كل شيء قمت به دون خطة قادني إلى الحصول على درجة الدكتوراه، وإلى التواجد في قطر لبناء مركز طبي يهتم بصحة المرأة،، وأخيراً و بعد 27 عاما استطعت رواية قصتي على الأخرين ومشاركتها معهم.

حتى في السنة الخامسة التي كنت فيها خالية من السرطان، كنت أتعرق وينتابني الأرق، وأفكر ماذا لو عاد السرطان؟ المثير للاهتمام أنك لا تفعل ذلك مع أي مرض آخر. إن كل المصطلحات التي نستخدمها تصف هذا المرض بأنه وحش، وبمجرد أن تكون في قبضته فإنه يستحوذ عليك، ولكن إذا كان بوسعنا أن نغير الحوار ليكون “كم تبدو نشيطاً وقوياً اليوم” أو “إن خلاياك الدموية رائعة اليوم”. إذا ما بدلنا أساليبنا في التعامل مع السرطان واجتهدنا في صياغة مفردات إيجابية جديدة، كأن نقول “دعونا نرى ما إذا كان بوسعنا أن نضيف قائمة للأعمال التي سنجريها في الأعوام الثلاثة القادمة الخالية من السرطان”، قد تكون هذه محادثة مختلفة تماماً حول المرض، بدلاً من أن تقول “دعونا نرى ما إذا كان قد عاد” أو “دعونا نرى ما إذا كنت  خاليا من السرطان”

أرى أنه من المهم لمهنة الطب أن تعيد صياغة الطريقة التي تتحدث بها عن السرطان مع المرضى. فتغيير عبارات مثل “أنا آسف للغاية، ولكن لا بد من قدومك إلى المركز الصحي…” أو “لن نتصل بك إلا إذا كان هناك مشكلة صحية ما” ــ أو نغير بعض العبارات التي يسمعها  المريض مثل: “سنهاتفك  إذا كنت مصاباً بالسرطان، لأن هذه النوعية من العبارات تزيد من القلق والاضطراب أثناء ساعات الانتظار. إذا مررت بتجربة فحص إيجابية، سيكون من السهل عليك معاودة الفحص مرة أخرى. بدلاً من إخبار المرضى “بأنهم لن يظلوا على قيد الحياة أكثر من شهرين”، لماذا لا نخبرهم بأن النظام الطبي سيبذل قصارى جهده لإرسالهم إلى بيتهم ويدفعهم إلى التركيز على نوعية حياتهم، ونظامهم الغذائي.

Read more...

: محمد مولود: تجاوزت الصعاب بدعم أسرتي والفريق الطبي

كانت حياة محمد مولود تسير بشكل طبيعي إلى أن لاحظَ بعض الأعراض الغريبة التي اكتشفها بالصدفة. بعد أن أجرى جميع التحاليل والفحوصات اللازمة، فقام بعمل منظار وأظهرت النتائج إصابته بسرطان المستقيم، وكانت الخطوة التالية هي إجراء عملية لإزالة الورم. لم يكن لدى محمد أي انطباعات سابقة عن مرض سرطان المستقيم مما جعله يستقبله كأي مرض يصيب أي إنسان. بالإضافة إلى ذلك كان إيمانه بالله وتوكله عليه سبباً في تلقيه الخبر بدون أي مخاوف من المستقبل، ورغم شدة الألم الذي أصابه في العملية، إلّا أن عائلته كانت مصدراً كبيراً للدعم بالنسبة له، وخاصةً أخته.

 قام محمد بأخذ إجازة من العمل الخاص لمدة سنة لكي يتلقى العلاج الكيماوي الذي واجه معه عدة أعراض مثل الإنهاك والفتور وانعدام الشهية وبعض الآلام البسيطة مما أدى إلى خسارته لعمله. ولكن ما يشعره بالراحة الآن هو إتمامه لمعظم جلسات الكيماوي، وبقاء جرعة واحدة فقط لإكمال العلاج مما سيجعله قادراً على البحث عن وظيفة جديدة قريباً.

ويتلقى محمد العلاج الكيماوي والإشعاعي من خلال الجمعية القطرية للسرطان التي تواصل معها عن طريق مستشفى حمد العام. ووصف محمد أنه بالإضافة إلى العلاج، فإن ما تلقاه من الفريق الطبي من الدعم النفسي أثّر بصورة إيجابيّة على صحته وساعده في تجاوز المصاعب التي واجهها. وخلال وصفه لرحلته، ذكر أن أجمل ما خرج بِهِ من تلك التجربة هو الصبر الذي تعلمهُ خلال فترةِ تلقي للعلاج الكيماوي والإشعاعي، وأكثر ما ينصح به كل من يمر بنفس التجربة هو الالتزام بالعلاج ومواصلته، ومواجهة الأعراض الجانبية بدون خوف لأنها مؤقتة وتزول مع الوقت. وأوضح أن أفضل الأشياء التي ساعدته على مواجهة السرطان هي الصلاة وتلاوة ورد من القرآن الذي وصفه -كما ورد بسورةِ الإسراء- أنه شفاء للناس.

Read more...

مؤتمر سرطانات الجهاز الهضمي ينطلق مع توقعات بزيادة أعداد الإصابة

تـحـت رعـايـة مـعـالـي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أفتحت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة ، أعمال المؤتمر الدولي لسرطانات الجهاز الهضمي 2023 ـالذي نظمته الجمعية القطرية للسرطان بفندق ريتزكارلتون بحضور ما يزيد عن 1000 من مقدمي الرعاية الصحية ونخبة من المتخصصين والخبراء في مجال الأورام حول العالم .

وناقش المؤتمر على مدار يوميه كافة الموضوعات الــتــي تـعنى بســرطــانات الــجهاز الهضمي وعــوامــل الاصــابــة بــه وطـــرق الـتـشـخـيـص والــعــلاج الـى جانب عرض أحدث الدراسات والابحاث العالمية حول هذا الموضوع، كما بحث أهم الأسباب التي أدت إلى زيادة الإصابة بهذا النوع السرطان.

وقد بحث المشاركون في المؤتمر من عدد من الدول  من  بينها أمريكا، النمسا ، الكويت , السعودية ، الإمارات ، البحرين , سلطنة عمان ، لبنان ، الأردن ،  إلى جـانـب دولــة قـطـر ممثلة في وزارة الصحة العامة ، مؤسسة حمد الطبية ، مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ،  وضع توصيات وآليات تهدف إلى الحد من انتشار هذا المرض والعمل على وضع برامج للتثقيف والتوعية للوقاية من منه .

عبئاً عالمياً

وقال سعادة الشيخ الدكتور. خالد بن جبر آل ثاني رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للسرطان خلال كلمته الافتتاحية أن هذا المؤتمر تم انعقاده بالتزامن مع توقعات بزيادة عبء الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي  عن المستويات الحالية والتي تبلغ حوالي 18 إصابة لكل 100.000 لتصبح 34 لكل 100.000 بحلول عام 2030، وذلك وفقًا لسجل قطر الوطني للسرطان – وزارة الصحة العامة في قطر.

وأشار أن تنظيم هذا المؤتمر يأتي في إطار حرص الجمعية القطرية للسرطان على مواكبة التطورات الطبية العالمية للحد من انتشار المرض في دولة قطر وتوفير كافة الإمكانيات اللازمة والدعم المطلوب لمكافحته محليا والسيطرة عليه.

توصيات

وقد خرج المؤتمر الدولي لسرطانات الجهاز الهضمي  بمجموعة من التوصيات أهمها

  • ضرورة إنشاء فرق متعددة التخصصات من خلال تشجيع المؤسسات الصحية على تشكيل فرق متعددة التخصصات، تجمع خبرات الجراحين وأطباء الأورام وأخصائي الأشعة إلى جانب الممرضين المتخصصين لتقديم رعاية شاملة لسرطان الجهاز الهضمي.
  •  تعزيز برامج التدريب الجراحي من خلال تطوير برامج تدريب متقدمة للجراحين، مع التركيز على أحدث التقنيات في الإدارة الجراحية لسرطانات الجهاز الهضمي، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم والكبد والبنكرياس.
  • تعزيز أبحاث الأورام الدقيقة من خلال الدعوة إلى زيادة التمويل والدعم للأبحاث في علاج الأورام الدقيقة وتخصيص علاج سرطان القولون والمستقيم، وتعزيز فعاليته وتقليل الآثار الجانبية.
  • تنفيذ بروتوكولات زراعة الكبد: من خلال التوصية باعتماد بروتوكولات متخصصة لزراعة الكبد في حالات سرطان القولون والمستقيم النقيلي، مما يضمن الاختيار الأمثل للمريض والرعاية اللاحقة للعمليات الجراحية.
  • اعتماد المبادئ التوجيهية السريرية: من خلال حث مقدمي الرعاية الصحية على اعتماد ودمج المبادئ التوجيهية للممارسة السريرية في خططهم العلاجية لسرطان القولون والمستقيم النقيلي، وضمان الرعاية القائمة على الأدلة.
  • تنظيم حملات التوعية العامة: عبر إطلاق حملات توعوية جماهيرية حول أهمية الكشف المبكر لسرطانات الجهاز الهضمي، مع التركيز على عوامل الخطر والاستراتيجيات الوقائية
  • توسيع الوصول إلى التصوير المتقدم: من خلال تسهيل الوصول على نطاق أوسع إلى تقنيات التصوير المتقدمة مثل التصوير المقطعي   (CT-PET) لتحديد مراحل سرطانات الجهاز الهضمي ومراقبتها بدقة، خاصة في المناطق منخفضة الموارد .
  • تعزيز البحوث الاقتصادية في علاج سرطانات الجهاز الهضمي: من خلال تشجيع الدراسات حول فعالية التكلفة المطروحة لطرق علاج سرطانات الجهاز الهضمي المختلفة لتوجيه القرارات السياسية والإنفاق على الرعاية الصحية.
  • تعزيز خدمات دعم المرضى: من خلال إنشاء خدمات دعم شاملة للمرضى، بما في ذلك الاستشارات الغذائية والدعم النفسي وإدارة الألم، لتحسين نوعية الحياة للمرضى المصابين بسرطانات الجهاز الهضمي.
  • إنشاء وحدات متخصصة في علاج السرطان: عبر الدعوة إلى تطوير وحدات متخصصة في علاج السرطان مثل وحدة سرطان المريء والمعدة في قطر، مع التركيز على العلاج والأبحاث المستهدفة في أنواع معينة من سرطانات الجهاز الهضمي.
Read more...

تحت رعاية معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية : إنطلاق المؤتمر الدولي لسرطانات الجهاز الهضمي

تـحـت رعـايـة مـعـالـي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، تستضيف الجمعية القطرية للسرطان في الأول والثاني من ديسمبر المقبل المؤتمر الدولي لسرطانات الجهاز الهضمي ، بفندق الريتزكارلتون – الدوحة  ، ومن المتوقع أن يستقطب ما يزيد عن 1000 من مقدمي الرعاية الصحية الأولية ونخبة من الباحثين والأكاديميين والمتخصصين في مجال اورام الجهاز الهضمي حول العالم.

وقال سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني – رئيس مجلس إدارة الجمعية خلال مؤتمر صحفي نظمته الجمعية للإعلان عن المؤتمر الدولي لسرطانات الجهاز الهضمي، أن هذا المؤتمر انبثقت أهميته من كون سرطانات الجهاز الهضمي تمثل عبئا كبيرا على مستوى العالم، سواء من حيث الإصابة أو الوفيات، حيث يصيب هذا النوع من السرطان حالة واحدة من كل 4 حالات سرطان، وحالة واحدة من كل 3 حالات وفاة بالسرطان على مستوى العالم.

واكد سعادته أن هذا المؤتمر تم اعتماده كنشاط للتعليم الطبي المستمر والمصنف كنشاط رقم 1 بواقع 9 ساعات معتمدة من المجلس القطري للتخصصات الصحية – قسم الاعتماد – وزارة الصحة العامة، مشيرا ان التسجيل سـيـتـم مــن خــلال تـطـبـيـق الجمعية على الـهـاتـف المـحـمـول، لافتاً أن المؤتمر منصة عالمية تجمع  نخبة من المتخصصين والخبراء  ‏في شتى المجالات التي لها علاقة ‏بسرطانات الجهاز الهضمي من عدد من الدول  من  بينها أمريكا، النمسا ، الكويت , السعودية ، الإمارات ، البحرين , سلطنة عمان ، لبنان ، الأردن ،  إلى جـانـب دولــة قـطـر ممثلة في وزارة الصحة العامة ، مؤسسة حمد الطبية ، مؤسسة الرعاية الصحية الأولية .

وأضاف ” كما يكتسب هذا المؤتمر أهمية كبرى مع توقعات بزيادة عبء الإصابة بهذا النوع من السرطان عن المستويات الحالية والتي تبلغ حوالي 18 إصابة لكل 100.000 لتزيد لتصبح 34 لكل 100.000 بحلول عام 2030، وفقًا لسجل قطر الوطني للسرطان – وزارة الصحة العامة في قطر

ولفت أن المؤتمر سيتناول من هذا المنطلق كل المواضيع الــتــي تـغـطـي ســرطــان الــجهاز الهضمي وعــوامــل الاصــابــة بــه وطـــرق الـتـشـخـيـص والــعــلاج الـى جانب عرض بعض الدراسات والابحاث العالمية حول هذا الموضوع  ، منوهاً بان المؤتمر ستضمن جلستين حواريتين  الأولى  تعنى بتوعية المجتمع حول الوقاية من سرطانات الجهاز الهضمي ”  وتستهدف 100 شخص لتوعيتهم سرطانات الجهاز الهضمي وطرق الوقاية والكشف المبكر مع التركيز على دور الغذاء في الوقاية من المرض كما سيكون هناك معرض طبي مرافق بالتعاون مع بعض الجهات الصحية لتقديم خدمات الاستشارة المجانية (الطبية والتغذية) وعمل قياسات حيوية ومؤشر كتلة الجسم للجمهور  ، وتعنى الجلسة الثانية بالمتعايشين مع السرطان  وذويهم  للحديث عن أهمية الغذاء خلال فترة العلاج والتعافي عبر استضافة نخبة من الأخصائيين في هذا المجال .

وأكد سعادته على أهمية الشراكات المجتمعية في دعم خطط الجمعية وخص بالشكر وزارة التنمية الاجتماعية  والأسرة ، وزارة الصحة العامة،  هيئة تنظيم الأعمال الخيرية ، مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ، مؤسسة حمد الطبية ، اوريدو ، كتارا للضيافة ، سهيل القابضة ، بنك دخان ، البنك الأهلي ،مصرف قطر الإسلامي،  شركة تصوير .

وفــي هــذا الـسـيـاق أشــــار الدكتور عبدالعظيم عبدالوهاب حسين- نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية ان سرطانات الجهاز الهضمي  تشمل مجموعة واسعة من الأورام الخبيثة، بما في ذلك سرطانات المريء والمعدة والكبد والبنكرياس والمرارة والقنوات الصفراوية والأمعاء الدقيقة والقولون والمستقيم والشر ،  ومع ذلك، فإن العبء الذي تفرضه هذه الأمراض يقابله  فرصة لإحداث تحول جذري في حياة الملايين من خلال الإنجازات الطبية والأبحاث المبتكرة والرعاية التعاوني

 وأوضح قائلاً” في عام 2020، احتلت سرطانات القولون والمستقيم المرتبة الثانية في العالم. الإصابة بالسرطان. ومن بين السكان القطريين المسجلين في السجل الوطني للأبحاث، هناك 635 حالة تم تشخيص إصابتها بسرطان القولون والمستقيم. ومن بين هذه الحالات توفي 28% وما زال 72% على قيد الحياة. 54% من الحالات كانت في مرحلة متأخرة. احتلت سرطانات الكبد والقنوات الصفراوية داخل الكبد المرتبة العاشرة في حدوث السرطان. ومن بين السكان القطريين المسجلين في السجل الوطني للأبحاث، هناك 246 حالة تم تشخيص إصابتها بسرطان الكبد. ومن بين هذه الحالات توفي 65% وما زال 35% على قيد الحياة. وكان 69% من المرضى في مرحلة متأخرة., وفقاً لسجل قطر الوطني .

Read more...

محمد شعبان: بالصبر والإيمان أنا متعايش مع السرطان

محمد شعبان, رجل خمسيني  يبلغ من العمر 55 عامًا ، اعتاد طوال سنوات عمره السابقة اتباع نظامًا غذائيًا صحيًا مصاحباً لنظاماً رياضياً ، لديه مزرعة منزلية صغيرة يزرع بها أنواع مختلفة من الفواكه والخضروات، وذلك لما تحظي به هذه المزروعات من فوائد واسعة لصحته وصحة أسرته. فعلى سبيل المثال، يزرع محمد شجرة المورينغا بمزرعته  ؛لما لها من فوائد طبية فهي تقلل نسبة السكر في الدم ولها تأثير مضاد للالتهابات والأكسدة.

وصف محمد شهر مارس 2017 بأنه الوقت الذي “سقط فيه”، والذي بدأ بإمساك خفيف، ونسبه في وقتها إلى تناول الرمان؛ ولكن استمرت أعراض الإمساك لمدة 10 أيام، فقرر تناول أدوية مسهلة، لكن حالته لم تتحسن. وبدأ القيء في الظهور، وكان شديدًا مما أدى إلى شعوره بالإعياء والتعب الشديد. أدى تراكم كل هذه الأعراض إلى عدم قدرته على المشي، ومن ثم استدعى سيارة الإسعاف على الفور.

 أجري محمد الكثير من الفحوصات. فخضع للتصوير المغناطيسي والأشعة المقطعية، مما أوضح احتمال إصابته بسرطان القولون (المرحلة الثالثة). لم يتخيل محمد هذا التشخيص أبدًا، فجل ما جال في خاطره هو أن تعود هذه الأعراض إلى أمراضٍ عابرةٍ يمكن القضاء عليها بسهولة ولن تستمر أكثر من بضعة أيام.

انتقل إليه الخبر بأساليب على درجة عالية من الود واللطف، بعيدًا عن والديه كما طُلب. وبمجرد استماع محمد إلى التشخيص، تراءى في ذهنه على الفور الجراحة وما يتبعها من مضاعفات. كان شعبان مهيأً لمواجهة الصعوبات التي جلبها له مصيره فصاح قائلاً :”سرطان؟ لا يهمني ذلك” عندما سألته عما شعر به حين أخبره الطبيب عن حالته والتشخيص وكيفية إدارة المرض . أثبت “محمد” على أرض الواقع أن كل شخص لديه القدرة على التغلب على المرض فور تعلمه كيفية التعامل معه. كان “محمد” متواصل التفكير في المضاعفات التي يمكن تجنبها؛ فأحد هذه المضاعفات التي كان يرهبها هي وجود كيس القولون ، والذي يُوضع مؤقتًا حتى يُعاد الاتصال بين القولون والمستقيم. لقد كان محمدٌ قلقًا وجلاً من نظرة أصدقائه وعائلته إليه ومن وجود كيس خارجي للبراز. لقد ظن أن هذا قد يضعف صورته وسمعته أمام الجميع.

تواصلت المناقشات لفترات طويلة حتى قرر الطبيب أهمية التدخل الجراحي العاجل لأن المريض يعاني من انسداد في الأمعاء، مما قد يؤدي إلى عواقب مميتة. حاول الطبيب إدخال أنبوب ليتخلص من جميع السموم المتواجدة داخل البطن، لكنه لم يتمكن من ذلك. وفي ذات اليوم، وصل جراحٌ آخر إلى قطر واستُدعي إلى غرفة العمليات. صمم هذا الجراح على عدم مغادرة غرفة العمليات حتى يتمكن من إدخال الأنبوب. وصفه “محمد” بأنه هذا الطبيب من النوع الذي يثق ويؤمن بإرادة الله، فاستطاع إدخال الأنبوب دون أي مضاعفات على محمد. قال محمد “كانت جميع المضاعفات المترتبة على هذا الأمر كارثية لولا لطف الله وقدرته”، موقناً بأنه في طريقه إلى التحسن والشفا، استغرقت عملية إزالة السموم من جسده قرابة الساعة والنصف . شعر بعدها بتحسن وراحة. تم استئصال نسبة 80٪ من القولون والعقد الليمفاوية المحيطة.

وصف “محمد” هذه الأيام بأنها مثل رحلة تعبر خلالها الأطلسي وما به من مدٍ وجزرٍ ، ولكنها مرت بسلام وأمان في نهاية المطاف . ومع ذلك، ومع انتهاء هذه المعركة، نشأت معركة أخرى لاحقة، وهي رحلة العلاج الكيميائي. كانت أثار العلاج الكيميائي شديدة ومرهقة. عاني  “محمد” من الإسهال ، وفقدان الوزن حيث خسر 20 كجم. ومع ذلك ، شعر بالارتياح لأنه وصل إلى حالة من الفوز في معركته ضد السرطان ؛ الآثار الجانبية لم تكن مهمة لأنه اجتاز عاصفتين من عواصف السرطان ، وهما الجراحة والعلاج الكيميائي. كان يعلم أنه وصل إلى خط الفوز بإرادته.

لم تتخلى أسرة محمد وعائلته وأصدقائه عنه خلال هذه الفترة، فكانوا على درجة ملحوظة من التفهم والرقي. على الرغم من شعورهم داخلياً بأن السرطان وصمة عار، إلا إنهم جميعاً تغيروا وتقبلوا الأمر ؛ لقد ازداد تقبلهم لمرض السرطان مع الوقت وأصبح بالنسبة له – مماثلاً لأي مرض آخر يمكن علاجه، ينبغي على الجميع ألا يعتبر السرطان نهاية لحياة المرء.

أصيب “محمد” بفتق في البطن بعد ثمانية أشهر من الجراحة. سعى للعلاج واكتسب المزيد من القوة لمواجهة هذه المضاعفات الجديدة. فبحث عن العلاج البدني والنفسي معا. فهو “لم يفقد الأمل أبدًا”، استطاع “محمد” اجتياز هذه الرحلة المروعة وما استدعته من محاربة السرطان والتغلب على مضاعفاته.

 كان السرطان “ضيفًا مباغتا”، ولكن مثل أي ضيف آخر، يستلزم منك تقديم واجب الضيافة والترحيب به. وبالتالي ينبغي للمرء خلال هذه الرحلة – أن يتحوط بأسرته وأصدقائه الداعمين له ، فهم من يجلبون له مشاعر الفرح والسعادة ، وهم نفسهم من يعطون له القدرة على احتضان هذا المرض بدلاً من السماح له باستنزافه. لا تسمح لهذا المرض بالسيطرة على حياتك واعتباره مرضًا مميتًا، فالضربة التي لا تميت تقوي ، فالسرطان بداية لحياة جديدة وليس نهاية.

 انطلقت مبادرة “خطوة الأمل” بالتعاون بين الجمعية القطرية للسرطان والمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان ، والتي تهدف لدعم المتعايشين مع السرطان بشكل عام والتأكيد على أن السرطان يمكن الشفاء منه ويمكن للمرضى ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، إلى جانب التأكيد على أهمية الدعم النفسي والمجتمعي لهذه الفئة لجعل فترة المرض وما بعدها أسهل، وكذلك أهمية إتباع نمط حياة صحي متمثل في ممارسة الرياضة والغذاء الصحي للوقاية من الأمراض لاسيما السرطان.

حيث قمت خلال هذه المبادرة بقطع حوالي 555 كم مشياً كمرحلة أولى ومن ثم استكمال الجولة لقطع 2022 كم كهدف لاحق وتم اختيار هذا الرقم بمناسبة استضافة قطر لمباريات كأس العالم 2022 حيث اسعى إلى قطع ما يقرب من 25 كم يومياً بمعدل خمس ساعات.

وأود التأكيد بأن  هذه المبادرة فرصة لتعزيز دور النشاط البدني في الوقاية من الأمراض لاسيما السرطان  تماشيا مع رؤية الدولة  2030 للارتقاء بصحة الإنسان ، إلى جانب التأكيد على العلاقة الوثيقة بين السرطان والحالة النفسية  والتي قد تسهل أو تمنع العلاج.

 وفي الختام، أود أن أوجه شكري وامتناني للجمعية القطرية للسرطان لتبنيها لخطوة أمل التي تعتبر المبادرة الأولى من نوعها في العالم، ولكل ما يبذلونه من جهد ودعم متواصل.

 

Read more...

شيخة المناعي : ادركت المعنى الحقيقي للحياة بعد التعافي

اسمي شيخة المناعي أعمل كمقدمة برامج تلفزيونية وإذاعية، وذلك بعد أن كنت أعمل كمعلمة منذ 1995 ومديرة مدرسة سابقاً. وبعد انتهاء فترة خدمتي كمديرة إحدى المدارس المستقلة في عام 2016 ، قمت بالسفر للخارج للاستجمام ولكي أجد شغفا جديداً. وهناك كانت المرة الأولى التي شاهدت الورم فيها ، وظننت أنه مجرد كدمة رغم  عدم وجود أي آثار مما جعلني أشك وأفحص نفسي بنفسي كما تعلمت في الدورات الطبية التي كنت التحق بها من فترة لأخرى ،  وأثناء الفحص أحسست بورم بأعلى الكتف يشبه الكرة الصغيرة ،شعرت لحظتها بالخوف.. تذكرت حينها أنني ارتطمت بجدار حمام السباحة قبل سفري .

في بداية الأمر تجاهلت الورم لمدة تقارب الأربعة أشهر لاعتقادي بأنها ستختفي .  وعند عودتي ذهبت لزيارة طبيب مختص بالموجات فوق الصوتية ،  لمعرفة طبيعة الورم بما أنه لا زال موجوداً ، وأعطاني بعض الأدوية التي قد تساعدني في تخفيف الانتفاخ. وسافرت مرة أخرى بعد أن كنت التحقت بالعمل في مجال الإعلام . بعد شهرين من بداية مساري في عملي الجديد أصبحت قلقة ومتوترة من الورم لأنه قد تقلص في الحجم بعد أخذي للأدوية ولكن قد عاود البروز مما جعلني أذهب للمركز الصحي الذي حول ملفي لمستشفى حمد. وفي اليوم الذي يليه تلقيت هاتف من المستشفى يفيد بتحديد موعد لمقابلة طبيب مختص بالأورام .

باشر الطبيب بالفحص السريري ، وقال أنه  يشتبه بوجود ورم  خبيث ،وسألني عن تاريخ عائلتي المرضي ،كما سألني عما إذا لدي أطفال ،  بعد المراجعة الأولية مع الطبيب أحلت إلى قسم  الجراحة الذي أزال بعض الغدد اللمفاوية لأغراض التحاليل، وقد استغرق معرفة نتائج الفحص أسبوعين. النتيجة كانت إيجابية لسرطان الثدي من الدرجة الأولى. لم استوعب ما حدث لفترة من الزمن ، وبكيت عندما عرفت نتيجة الفحص ليس خوفاً من المرض وإنما لمعرفتي كم ستكون أمي رحمة الله عليها خائفة وهلعة من هذا الخبر .. وشعرت والدتي يوم رجوعي من المستشفى أن هناك أمر ما عندما رأتني وقد قمت بإخباره.

 كان طبيبي أكبر سند لي وقتها، هو الذي قال لي بأنني أحتاج لعلاج كيماوي وبعدها علاج جراحي. لقد أخبرني بأن هناك مراحل للعلاج، وأنها قد تكون صعبة بسبب فقدان شعري ووزني. تفاصيل كثيرة مؤلمة مررت بها في تلك المرحلة، لكن ما ساعدني خلال هذه الفترة الحرجة هو ذكر الله تعالى والمحافظة على الصلوات وقراءة القرآن ، خلال هذه الفترة زاد بكائي بالأخص عند الصلوات. كانت أول جرعة من العلاج الكيماوي في مركز الأمل، رائحة العلاج سببت لي الغثيان وجعلتني أشعر بالتعب. سألت الممرضة كم من الوقت قد يأخذ العلاج وكان الرد تقريبا ثلاث ساعات. والدي رحمه الله وطبيبي كانا يصاحباني في كل الزيارات العلاجية وكانا ينتظراني طول فترة العلاج بالمستشفى. بعد العلاج ويسألاني إذا ارغب في تناول الطعام ، وكنت أرفض لأن العلاج كان يجعلني أشعر بالغثيان. بعد أن أتممت أول جرعة من العلاج عدت إلى منزل والدي لأكون معهما طول فترتي العلاجية بسبب الأعراض التي كانت لدي بسبب العلاج.

كنت أخذ العلاج كل إحدى وعشرون يوما. ما كنت أخاف منه قد حدث لقد  ألم  بأمي ما كنت أخشاه  فكانت تجهش بالبكاء عندما أعود بعد علاجي لأنها كانت تشم رائحة العلاج الممزوجة برائحتي، والتغير في طباعي أثناء علاجي أثر فيها. بعد أن أتممت أول مراحلي العلاجية طلبت أن يتم تحويلي لمدينة تكون شبيهة بقطر من ناحية العادات والتعداد وأن تكون هادئة. وبالفعل تم تحويلي لأكمل علاجي في مستشفى md Anderson, لأني لا أريد أن تراني والدتي في حالتي المرضية. رافقني أخي في رحلتي العلاجية. قبل سفري أخبرت بعض زملائي بالعمل عن حالتي المرضية ، لأني لم أرد أن يشفق علي أي أحد. لقد أخبرت أخي أنه إذا رآني قد ضعفت جسدياً لا أريد أن تنظر إلي نظرة ضعف أو انكسار لأن هذا سيجعلني أضعف ولن يساعدني. اعتبر الفترة التي عشتها في هيوستن من أجمل الفترات التي عشتها في حياتي، أنا لم أسكن مع المرضى في السكن المخصص لهم ولكن سكنت بمنزل بعيد عن المرضى لأني لم أرد شفقة الناس ولم أرد أن أحيط نفسي بمرضى، لقد وجد لي أخي سكن في مجمع سكني.

في أحد الأيام قررت ألا أضع الشعر المستعار مما صدم أخي عندما رآني وخرج مسرعاً من المنزل، كنت أدرك أنه ذهب ليبكي  ، بعد أن عاد أخبرته أني أعلم أنه قد صدم بسبب أنه رآني هكذا ولكني قد تقبلت حالتي وأنه قد أخبرني الطبيب أن هذا الأمر مؤقت وسوف تعود صحتي لما قد كانت عليه ، بعد تسعة أشهر. لقد أخبرت أخي أنني لا أريده أن ينظر إلي نظرة شفقة بالأخص أن العلاج يختلف فقد كنت آخذ جرعة كل 21 يوم وأصبحت الآن أخذ جرعة أسبوعياً. لقد كان هناك الكثير من مرضى سرطان الثدي وقد كان أغلبهم من كبار السن وكان كل منهم بصحبة زوجهم أو أختهم. كانت حالتهم مستعصية أكثر من حالتي مما جعلني أدرك أن هنالك أمل وجعلني أتشجع وأتخطى الآلام التي سببها العلاج الكيماوي بعون من الله. أثناء علاجي  نادراً ما كنت  أحس بالألم لأني كنت حريصة على إشغال نفسي بممارسة الرياضة والسباحة والطهي لأخي وجيراني وكان جدولي اليومي مزدحماً بعد أن استيقظ من نومي في الساعة العاشرة صباحاً بتنظيف المنزل وغسيل الملابس. هذه التفاصيل الصغيرة تعني لي الكثير وجعلتني أشعر بإنجاز عظيم بدل من الشعور بالآسف على نفسي. لقد كنت أصر على أخي أن نخرج قبل جلستي العلاجية لكي أستمتع بالأجواء، لأنني  كنت أعرف أنني لن أستطيع أن أقوم بأي شيء في اليوم الذي يلي علاجي.

فترتي العلاجية مثلت لي الكثير فقد أيقنت بها المعنى الحقيقي لعائلتي وأدركت أهمية وجود عائلتي بجواري. كانت تقوم والدتي رحمها الله ووالدي رحمه الله  بالاتصال علي يومياً عدة مرات. لقد كانت والدتي شديدة القلق علي فقد مرضت وأصبح قلبها ضعيفاً ووصل بها الحال لعدم قدرتها على الكلام. قد عانت والدتي من الناحية النفسية أكثر مني ,لقد حاولت أن أريها أنني بخير و كنت أرسل لها صوري وأنا أقوم بأعمال المنزل لكنها كانت تظل قلقة. بعد أن وصلت للولايات المتحدة الأمريكية تغيرت حياتي بالكامل ,أصبح إيماني أقوى ,أصبحت مواظبة على صلاة قيام الليل ،ولا زلت ، وكذلك قراءة  سورة البقرة و أذكار الصباح و المساء يومياً. لاحظت كيف أن  سرعة إيقاع الحياة اليومية تجعلنا جميعاً في لهو دائم ، ونفقد السيطرة على الوقت ونقنع أنفسنا  أنه لا يوجد وقت كافٍ لما نريد أن نعمل وتشغلنا بأعمال نظن أنها أهم ,لكن في واقع الحال لا يوجد أي شيء أهم من أن  يأخذ الشخص وقت مخصصاً لنفسه للمحافظة على صحته وعلى صلته بربه والاستشعار بالنعم الإلهية . وقت يخلو به المرء لكي يتأمل  ما مر به مهم جدا لأن المرض يأثر على كل شيء بحياة الإنسان مهما كان صغيراً..

 لقد أثر العلاج على كل جسدي ما عدا طريقة تفكيري. مروري بهذه التجربة جعلتني أحول وجهة نظري من الناحية السلبية إلى الإيجابية وكيف أتعامل مع صعوبات في الحياة. أنا الآن أعتبر أي شيء قد يقابلني في الحياة سهلاً بإذن الله تعالى. عندما يتوكل الإنسان على الله سبحانه وتعالى سيجد قوة غير طبيعية تساعده على مواجهة أي شيء. لقد أدركت أن أي شيء مقارنة مع مرض السرطان ضعيف جداً. أنا لا أصف نفسي كمحاربة لمرض السرطان ولكنني أنظر إليه من منظور أن الله تعالى ساعدني على محاربة المرض ,قد كان مرضي اختبار من الله ليرى صبري وقدرتي على التحمل لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ   الله سبحانه و تعالى كان يعلم بمقدرتي على تحملي لمرضي و أصبت بهذا المرض لكي أدرك تقصيري فقد أصبحت أذكر الله تعالى أكثر ,ولكي أتواضع أمام عظمة الله. بعد إصابتي بالمرض أدرك أهمية كل شيء وأصبحت واعية وقدرت ما قدمت لي الحياة. أدركت قيمة الصحة وعائلتي وأصحبت أقرب لأبنائي وأخواني. لقد أخذتني مشاغل حياتي اليومية بعيداً عن والداي ،  حيث كنت أزورهما يومياً ولكني لم أكن قريبة منهم. لقد اكتشفت هذه الأشياء بسبب مرضي والحمدالله لتداركي لأهمية وجودهما بحياتي

Read more...