محمد شعبان: بالصبر والإيمان أنا متعايش مع السرطان

محمد شعبان, رجل خمسيني  يبلغ من العمر 55 عامًا ، اعتاد طوال سنوات عمره السابقة اتباع نظامًا غذائيًا صحيًا مصاحباً لنظاماً رياضياً ، لديه مزرعة منزلية صغيرة يزرع بها أنواع مختلفة من الفواكه والخضروات، وذلك لما تحظي به هذه المزروعات من فوائد واسعة لصحته وصحة أسرته. فعلى سبيل المثال، يزرع محمد شجرة المورينغا بمزرعته  ؛لما لها من فوائد طبية فهي تقلل نسبة السكر في الدم ولها تأثير مضاد للالتهابات والأكسدة.

وصف محمد شهر مارس 2017 بأنه الوقت الذي “سقط فيه”، والذي بدأ بإمساك خفيف، ونسبه في وقتها إلى تناول الرمان؛ ولكن استمرت أعراض الإمساك لمدة 10 أيام، فقرر تناول أدوية مسهلة، لكن حالته لم تتحسن. وبدأ القيء في الظهور، وكان شديدًا مما أدى إلى شعوره بالإعياء والتعب الشديد. أدى تراكم كل هذه الأعراض إلى عدم قدرته على المشي، ومن ثم استدعى سيارة الإسعاف على الفور.

 أجري محمد الكثير من الفحوصات. فخضع للتصوير المغناطيسي والأشعة المقطعية، مما أوضح احتمال إصابته بسرطان القولون (المرحلة الثالثة). لم يتخيل محمد هذا التشخيص أبدًا، فجل ما جال في خاطره هو أن تعود هذه الأعراض إلى أمراضٍ عابرةٍ يمكن القضاء عليها بسهولة ولن تستمر أكثر من بضعة أيام.

انتقل إليه الخبر بأساليب على درجة عالية من الود واللطف، بعيدًا عن والديه كما طُلب. وبمجرد استماع محمد إلى التشخيص، تراءى في ذهنه على الفور الجراحة وما يتبعها من مضاعفات. كان شعبان مهيأً لمواجهة الصعوبات التي جلبها له مصيره فصاح قائلاً :”سرطان؟ لا يهمني ذلك” عندما سألته عما شعر به حين أخبره الطبيب عن حالته والتشخيص وكيفية إدارة المرض . أثبت “محمد” على أرض الواقع أن كل شخص لديه القدرة على التغلب على المرض فور تعلمه كيفية التعامل معه. كان “محمد” متواصل التفكير في المضاعفات التي يمكن تجنبها؛ فأحد هذه المضاعفات التي كان يرهبها هي وجود كيس القولون ، والذي يُوضع مؤقتًا حتى يُعاد الاتصال بين القولون والمستقيم. لقد كان محمدٌ قلقًا وجلاً من نظرة أصدقائه وعائلته إليه ومن وجود كيس خارجي للبراز. لقد ظن أن هذا قد يضعف صورته وسمعته أمام الجميع.

تواصلت المناقشات لفترات طويلة حتى قرر الطبيب أهمية التدخل الجراحي العاجل لأن المريض يعاني من انسداد في الأمعاء، مما قد يؤدي إلى عواقب مميتة. حاول الطبيب إدخال أنبوب ليتخلص من جميع السموم المتواجدة داخل البطن، لكنه لم يتمكن من ذلك. وفي ذات اليوم، وصل جراحٌ آخر إلى قطر واستُدعي إلى غرفة العمليات. صمم هذا الجراح على عدم مغادرة غرفة العمليات حتى يتمكن من إدخال الأنبوب. وصفه “محمد” بأنه هذا الطبيب من النوع الذي يثق ويؤمن بإرادة الله، فاستطاع إدخال الأنبوب دون أي مضاعفات على محمد. قال محمد “كانت جميع المضاعفات المترتبة على هذا الأمر كارثية لولا لطف الله وقدرته”، موقناً بأنه في طريقه إلى التحسن والشفا، استغرقت عملية إزالة السموم من جسده قرابة الساعة والنصف . شعر بعدها بتحسن وراحة. تم استئصال نسبة 80٪ من القولون والعقد الليمفاوية المحيطة.

وصف “محمد” هذه الأيام بأنها مثل رحلة تعبر خلالها الأطلسي وما به من مدٍ وجزرٍ ، ولكنها مرت بسلام وأمان في نهاية المطاف . ومع ذلك، ومع انتهاء هذه المعركة، نشأت معركة أخرى لاحقة، وهي رحلة العلاج الكيميائي. كانت أثار العلاج الكيميائي شديدة ومرهقة. عاني  “محمد” من الإسهال ، وفقدان الوزن حيث خسر 20 كجم. ومع ذلك ، شعر بالارتياح لأنه وصل إلى حالة من الفوز في معركته ضد السرطان ؛ الآثار الجانبية لم تكن مهمة لأنه اجتاز عاصفتين من عواصف السرطان ، وهما الجراحة والعلاج الكيميائي. كان يعلم أنه وصل إلى خط الفوز بإرادته.

لم تتخلى أسرة محمد وعائلته وأصدقائه عنه خلال هذه الفترة، فكانوا على درجة ملحوظة من التفهم والرقي. على الرغم من شعورهم داخلياً بأن السرطان وصمة عار، إلا إنهم جميعاً تغيروا وتقبلوا الأمر ؛ لقد ازداد تقبلهم لمرض السرطان مع الوقت وأصبح بالنسبة له – مماثلاً لأي مرض آخر يمكن علاجه، ينبغي على الجميع ألا يعتبر السرطان نهاية لحياة المرء.

أصيب “محمد” بفتق في البطن بعد ثمانية أشهر من الجراحة. سعى للعلاج واكتسب المزيد من القوة لمواجهة هذه المضاعفات الجديدة. فبحث عن العلاج البدني والنفسي معا. فهو “لم يفقد الأمل أبدًا”، استطاع “محمد” اجتياز هذه الرحلة المروعة وما استدعته من محاربة السرطان والتغلب على مضاعفاته.

 كان السرطان “ضيفًا مباغتا”، ولكن مثل أي ضيف آخر، يستلزم منك تقديم واجب الضيافة والترحيب به. وبالتالي ينبغي للمرء خلال هذه الرحلة – أن يتحوط بأسرته وأصدقائه الداعمين له ، فهم من يجلبون له مشاعر الفرح والسعادة ، وهم نفسهم من يعطون له القدرة على احتضان هذا المرض بدلاً من السماح له باستنزافه. لا تسمح لهذا المرض بالسيطرة على حياتك واعتباره مرضًا مميتًا، فالضربة التي لا تميت تقوي ، فالسرطان بداية لحياة جديدة وليس نهاية.

 انطلقت مبادرة “خطوة الأمل” بالتعاون بين الجمعية القطرية للسرطان والمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان ، والتي تهدف لدعم المتعايشين مع السرطان بشكل عام والتأكيد على أن السرطان يمكن الشفاء منه ويمكن للمرضى ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، إلى جانب التأكيد على أهمية الدعم النفسي والمجتمعي لهذه الفئة لجعل فترة المرض وما بعدها أسهل، وكذلك أهمية إتباع نمط حياة صحي متمثل في ممارسة الرياضة والغذاء الصحي للوقاية من الأمراض لاسيما السرطان.

حيث قمت خلال هذه المبادرة بقطع حوالي 555 كم مشياً كمرحلة أولى ومن ثم استكمال الجولة لقطع 2022 كم كهدف لاحق وتم اختيار هذا الرقم بمناسبة استضافة قطر لمباريات كأس العالم 2022 حيث اسعى إلى قطع ما يقرب من 25 كم يومياً بمعدل خمس ساعات.

وأود التأكيد بأن  هذه المبادرة فرصة لتعزيز دور النشاط البدني في الوقاية من الأمراض لاسيما السرطان  تماشيا مع رؤية الدولة  2030 للارتقاء بصحة الإنسان ، إلى جانب التأكيد على العلاقة الوثيقة بين السرطان والحالة النفسية  والتي قد تسهل أو تمنع العلاج.

 وفي الختام، أود أن أوجه شكري وامتناني للجمعية القطرية للسرطان لتبنيها لخطوة أمل التي تعتبر المبادرة الأولى من نوعها في العالم، ولكل ما يبذلونه من جهد ودعم متواصل.

 

Read more...

” القطرية للسرطان ” تشارك في الأسبوع الخليجي للتوعية بالمرض

سعادة الشيخ د. خالد بن جبر آل ثاني

اختتمت الجمعية القطرية للسرطان مشاركتها في الأسبوع الخليجي المشترك الثامن لتوعية بالسرطان ” والذي انطلق هذا العام تحت شعار ” خليجي واعي” برعاية الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان بالتعاون مع المركز الخليجي لمكافحة السرطان، والذي تم اعتماد الأسبوع الأول من فبراير كل عام أسبوعاً خليجيا للتوعية بالمرض.

ويهدف الأسبوع الخليجي إلى التعريف بأنواع السرطانات التي يمكن اكتشافها مبكراً والنتائج المترتبة على ذلك، تصحيح المفاهيم الخاطئة عن مرض السرطان، التعريف بالبرامج الوطنية للكشف المبكر.، كذلك التعريف بالخدمات التي تقدمها جمعيات النفع العام لمرضى السرطان وذويهم.

وتضمنت المشاركة تدشين الجمعية للعديد من البرامج والأنشطة أبرزها تفعيل الكتيب الإلكتروني ” بكل لغات العالم نستطيع ” وذلك لنشره على أوسع نطاق ، وإطلاق العديد من الأجنحة والورش التوعوية حول مرض السرطان وتعزيز أنماط الحياة الصحية ، بالإضافة لإطلاق حملة توعوية على مواقع التواصل الاجتماعي ، وكذلك نشر قصص أمل للمتعايشين مع السرطان في العديد من المنصات .

بهذه المناسبة شدد سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني- رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للسرطان- على أهمية هذا الأسبوع في رفع وعي المواطن الخليجي بالمرض الذي يجب التصدي له في ظل ارتفاع أعداد المصابين به ليس على مستوى دول مجلس التعاون فحسب وإنما على الصعيد العالمي، فضلاً عن توحيد الرسائل الإعلامية في دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك تشجيع الكشف المبكر عن المرض وأيضاً التشجيع على تبني نمط حياة صحي بين جميع فئات المجتمع من خلال ممارسة الرياضة والغذاء الصحي.

وقال سعادته انه وفقًا لسجل قطر الوطني للسرطان فإن خلال عام 2019 تم تشخيص 2525 اصابة جديدة بالسرطان ، وذكر أيضاً أن أكثر خمسة أنواع من  السرطانات شيوعًا التي تم تشخيصها حديثًا في قطر هي سرطان الثدي، سرطان القولون والمستقيم، سرطان الغدة الدرقية ، سرطان البروستات ، سرطان الدم – اللوكيميا – ، وحسب أخر معدلات الإصابة، قد يتم تشخيص إصابة شخص واحد من كل 5 أفراد في قطر بالسرطان قبل سن 75 عامًا

وأضاف ” سرطان القولون والمستقيم هو الأكثر انتشاراً بين الرجال في الخليج، في حين يعد سرطان الثدي الأكثر انتشاراً بين النساء في دول مجلس التعاون ، وسبق أن توقع مركز الخليج لمراقبة السرطان ظهور 21 ألف حالة سرطان جديدة بين مواطني دول مجلس التعاون بحلول عام 2030

وأكد سعادته الحرص على المشاركة في كافة الأحداث والمناسبات التي تحقق أهداف الجمعية سواء في مجال التوعية والتثقيف بمرض السرطان أو فيما يخص دعم المتعايشين معه وكذلك في مجال التطوير المهني والبحث العلمي، ومن هذا المنطلق جاءت مشاركة الجمعية في الأسبوع  الخليجي  المشترك الثامن خلال الفترة من 1- 7 فبراير  بهدف رفع مستوى الوعي الصحي حول عوامل الخطورة المسببة للإصابة بالسرطان، وتشجيع نمط الحياة الصحي بين جميع فئات المجتمع  لاسيما  أن 40 % من حالات السرطان يمكن الوقاية منها في حالة إتباع نمط حياة صحي، وأن 40 % منها يمكن أيضاً الشفاء منها إذا تم اكتشافها مبكراً “.

Read more...

ماوية ناجية من سرطان الثدي: سألهمكم بقصتي مثلما ألهمني الأخرون

بعد يوم طويل ومتعب، شعرت السيدة/ ماوية، بتشنجات قوية في عضلات الرقبة، تجاهلتها لفترة معينه ظناً منها انها حالة إرهاق عابرة ،لكن عندما استمرت هذه التشنجات وبدأت في إعاقة حركتها قررت ا الرعا الطبية.

بعد اجراء صورة أشعة للرقبة تم استبعاد أمراض العظام، ووصف لها الطبيب أدوية لإسترخاء العضلات ونصحها بالخضوع للعلاج الطبيعي. ولأنها عقدت العزم على عدم السماح لآلامها بالتأثير على عملها وإنتاجها، واصلت ماوية الذهاب إلى جلسات العلاج الطبيعي على الرغم من ملاحظة عدم حدوث تقدم في الحالة وازدياد الالم ، وأكملت  بعض الجلسات قبل أن تبدأ بالشكوى من ارتفاع حرارة جسمها.

  واصلت السيدة/ ماوية بحثها عن استشارة أطباء آخرين ،  ولكن أثناء هذه المرحلة شعرت أن الألم ينتشر رويداً رويداً إلى أطرافها كما وصل إلى الحوض وبدأ بإعجازها عن الحركة بشكل تدريجي. وبعد عدة اختبارات وإشاعات وتشخيصات متعارضة، تم تحويل السيدة/ ماوية إلى طبيب الأورام الذي طلب أشعة للثدي. وعندما تم العثور على كتلة في أشعتها، كانت ماوية في حالة من الإنكار، فلم تكن تدري كيف  انتشرت إلى العقدة الليمفاوية وسببت هذا الألم الذي وصل إلى العظام. لذا اتجهت للأشخاص المحيطين بها لتوجيهها نظراً لقلقها وارتباكها. و قدم لها العديد من الأصدقاء وأفراد العائلة اقتراحات حول طرق علاج مختلفة يمكن أن تجربها مثل الأعشاب والمكملات الغذائية والحجامة والوخز بالإبر. وبالرغم من تجربتها العديد منها، إلا أن كل هذه الطرق لم تجدي نفعاً ، وأخيراً  تواصلت مع بعض الأطباء للحصول على خزعة العقدة الليمفاوية.

دخلت السيدة/ ماوية المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان حيث زادت ألآمها وتضاعفت مما استدعى أخذ مسكنات قوية وتلقي تغذية وريدية لأنها شعرت بنفور قوي من الطعام وفقدت قدرتها على الحركة، ومع عدم وجود تشخيص مؤكد للحالة، بدأت ماوية باقناع نفسها بأنها مصابة بالسرطان وأنه لابد من عمل الخزعة للتأكد من ذلك، بالرغم أنها خضعت للعديد من الفحوصات والاشعاعات إلا انها لم تجزم إصابتها بالسرطان وكان لابد من الخزعة. بدأ الأمر كأنه إجراء بسيط للطاقم الطبي ولكن بالنسبة لها كان الأمر هائلاً، فهي المرة الأولى التي أخضع فيها إلى إجراء مماثل، فاخترت التخدير الموضعي خشية من مضاعفات التخدير الكلي، لكني لم أتوقع تأثير اليقظة علي خلال الإجراء، فلقد احتاجت بعد ذلك إلى طبيب نفسي لمساعدتي على التغلب على هذه التجربة “البسيطة” و”الكبيرة” في آن معا.

  مرت أيامها بطيئة جداً في انتظار نتيجة الخزعة، كان الطاقم الطبي يتحدث عن خطة العلاج، ولكنهم نسوا أن يشرحوا لها التشخيص أولاً، فقد افترض الجميع أنها تعرف مرضها بالفعل. أخبرها أحد الأطباء أنها محظوظة لأنها تملك مستقبلات جيدة للأدوية المستخدمة في علاج سرطان الثدي، ولكنها في تلك اللحظة لم تشعر أنها محظوظة علي الإطلاق، كان يدور في رأسها إعصار من الأسئلة، وكان منبع صدمتها أنها كانت تتبع أسلوب حياة صحي؛ فكانت تمارس الرياضة بإنتظام وتأكل أطعمة صحية ولا تدخن. ولذا انتابتها صدمة عارمة وشعور بالأسى، كما أنها لم تستطع فهم الكم الهائل من سبل العلاج والإجراءات التي كان من المفترض أن تمر بها لاحقاً نظراً لإنتشار المرض في جسدها ووصوله للمرحلة الرابعة من مراحله.

 أدركت السيدة/ ماوية مع الوقت أن هذا اختبار من الله وأن علاقتها مع خالقها قوية ويمكنها عبور هذه المحنة، فبدات بالتمعن في هذه الرسالة، هل كان هناك شيء تحتاج لتعلمه؟ هل ستنتهي رحلتها مع الحياة هنا أم لازال هناك ما ينبغي إنجازه؟ بدأت ترى الحياة من منظور اخر ووجدت للحياة معاني جديدة في كل جزء من رحلتها.

كان العلاج الإشعاعي مرهق ومتعب بل مخيف جداً بالنسبة لها ، لكن نوراً في قلبها جعلها تتذكر الآية القرآنية ”  قُلْنَا يَٰنَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبْرَٰهِيمَ ” الأنبياء 69 ” ، فكانت تردد الآية مراراً وتكراراً حتى تنتهي جلساتها، مما ملئ قلبها بالطمأنينة وجعل الآثار الجانبية أسهل عليها.

  قالت السيدة/ ماوية أن رحلتها كانت لتكون أكثر صعوبة دون دعم الأشخاص المحيطين بها. كما أنها لم تنسى ما قدمه فريق العلاج الإشعاعي بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان من لطف واهتمام وعناية إنسانية، حتى مع جداولهم المكتظة لم يتوانوا أبداً عن توفير الوقت لضمان راحتها بأي طريقة ممكنة. فهي لم تنسى تلك الفتاة التي تعمل كأخصائي فني والتي لاحظت أن حجاب السيدة/ ماوية ينحسر عن رأسها فأخذت الوقت لتعديله على الرغم من أنها على ديانة أخرى. وقالت بالرغم من أن هذه اللفتات الصغيرة يمكن أن تبدو تافهة للبعض إلا أنها تترك وميضا براقاً داخل قلوب المرضى. وشئ آخر كان مشجع لها في رحلتها هي القصص الملهمة للناجين من السرطان التي كانت تقرأها شقيقتها لها طوال فترة العلاج. ولذا فهي تأمل أن تلهم قصتها الآخرين وأن تساعد على شفائهم.

  استمرت السيدة/ ماوية في الذهاب إلى المستشفى وتلقي العلاج الكيميائي وكان جميع العاملين في  المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان على أعلى مستوى من الكفاءة والعون واللطف مما سهل عليها مراحل العلاج جميعها.

بدأت ماوية تنصت إلى جسدها جيداً، وفضلت عدم الإصغاء للنصائح غير المرغوب فيها والمتضاربة من حولها ،فقد احست أن جسدها يطلب الأشياء التي يحتاجها من راحة وطعام  وصحة نفسية. فقد أدركت أهمية الرعاية الذاتية بعد سنوات من الاعتقاد أن حب الذات وإعطاء الأولوية للنفس ضرب من الأنانية . فهي  الآن تهتم بالأشياء التي تحبها  أكثر حيث تقرأ العديد من الكتب وتعلمت فن الكروشيه والتلوين أثناء مكوثها في السرير وتمارس التنفس التأملي واليوغا، كل هذه الأنشطة ساعدتها كثيراً في رحلة التشافي.

والرسالة الأهم التي أدركتها هي تقدير النعم اللتي تبدو صغيرة لكنها أكبر بكثير من أن نستطيع شكر الله عليها ، فقد فقدت في رحلة مرضها القدرة على المشي بمفردها وتناول الطعام والتذوق والشم والاستحمام والكثير من الأشياء الأخرى التي يعتبرها الإنسان من المسلمات ، بعضها بسبب المرض والبعض الآخر بسبب العلاجات المستخدمة في علاجه. لكن ولله الحمد اليوم وبعد ثلاث أعوام من تشخيص المرض استعادت ماوية حواسها وقدرتها على الحركة وعادت لتقوم بممارسة حياتها بشكل طبيعي والأهم من ذلك أنها أدركت قيمة الحياة وتعلمت أن كل يوم يعيشه الانسان هو عبارة عن هدية يجب تقديرها والاحتفاء بها ويجب أن يذكّر الإنسان نفسه بأن يتعامل مع جسده وعقله وروحه بإنسانية واحترام كما يتعامل مع أغلى أحباءه ، أدركت السيدة ماوية أن الإنسان يجب أن يستمتع بصحبة نفسه وتقديرها أكثر وفهمها، والأهم مسامحتها والعزم على أن تكون كل يوم أفضل من اليوم الذي سبقه، فعندما تحب نفسك وتقدر كل التجارب التي خضتها ،تستطيع أن تحب وتمتن لخالقك وتقدر كل ما حولك .

كل تجربة قاسية تخوضها في حياتك تنقلك إلى مستوى أعلى من الوعي الذاتي ،تُعيد ترتيب كيانك ، تجعلك إنساناً أكثر ثراء على المستوى الروحي و تصنع منك تحفة فنية تضيف لمسة سحرية للحياة التي تعيشها.

 قد يشتتك إعصار الألم الذي تمر به ،حلّق مع الريح حتى لا تكسرك ،ناجي الله بقلبك  سيرسل لك نوراً ينتشلك من العاصفة، حاول أن تكون مرناً ومارس شيئاً جديداً تحبه لكي ينسيك الألم حتى تمر الأزمة بهدوء وتجعلك إنساناً ولد من جديد مثل حجر من الألماس يزداد لمعاناً و ثراءً كلما صُقِل .

Read more...

ختام حملة ” لأنك الأهم ” للتوعية بسرطان عنق الرحم والمبيض

اختتمت الجمعية القطرية للسرطان حملتها التوعوية ” لأنك الأهم ” التي استهدفت السيدات في المجتمع القطري بهدف نشر الوعي بسرطان عنق الرحم والمبيض بالشراكة مع شركة إم إس دي الرائدة في مجال الأدوية الحيوية، حيث يحتل سرطان عنق الرحم المرتبة الخامسة وسرطان المبيض المرتبة السادسة بين النساء في قطر – طبقاً للسجل الوطني للسرطان  2019 – وزارة الصحة العامة – قطر ، وتضمنت الحملة  التي دشنت على مدار يناير الفائت العديد من  المحاضرات والورش  التوعوية المباشرة والافتراضية كما تضمنت عدداً من المسابقات التوعوية التي تهدف رفع الوعي بطرق الوقاية والعلامات والأعراض التحذيرية، وعوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية الإصابة به، إلى جانب تشجيع الكشف المبكر عن المرض من خلال توزيع 100 قسيمة مجانية على المشاركات في الحملة لعمل مسحة عنق الرحم مقدمين من المستشفى الأهلي .

شاركت في الحملة العديد من المتخصصات من خلال جلسة حوارية تحت عنوان ” حقائق وشائعات حول سرطان عنق الرحم والمبيض ” لاسيما حقائق حول مطعوم فيروس الورم الحليمي HPV، وهن الدكتورة . عفاف الأنصاري- استشاري أول علاج وجراحة الأورام النسائية السرطانية – مركز صحة المرأة والأبحاث- مؤسسة حمد الطبية، الدكتورة. سهى شوقي البيات – رئيس قسم التطعيمات- وزارة الصحة العامة، الدكتورة. نهى جبريل- استشارية طب الأسرة -مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، السيدة . فتحية سلامة – متعافية من مرحلة ما قبل سرطان عنق الرحم، السيدة إيمان البرديني- خبيرة تجميل، واستهدفت الجلسة ما يقرب من 100 سيدة، كما طرحت الخدمات التي تقدمها الجمعية في مجال التوعية بالسرطان، وكذلك استشارات طبية / تغذية، وأيضاً فقرة الجمال ، بالإضافة لدعم شركة MSD  والعناية الجيدة للتجارة .

Read more...

أليسون استون: إجراء مسحة عنق الرحم كانت سبباً في شفائي

اسمي أليسون ستون، حاصلة على درجة الدكتوراه في الميتافيزيقيا، واسم الشهرة /الدكتور ة أليسون ستون. جئت إلى قطر لافتتاح مركز لرفاهية السيدات والسبب الذي دعاني لذلك هو إصابتي بسرطان عنق الرحم عندما كنت في الثلاثين من عمري. ولذاك السبب فإنني أعزو نجاحي اليوم في حياتي إلى تلك الحادثة التي وقعت منذ عدة سنوات. تجاوزت رحلة السرطان منذ 27 عامًا وأدرك كم تغيرت حياتي إلى الأفضل خلال تلك الفترة، وفي السطور القادمة ملخص موجز عن رحلتي:

 تزوجت في سن 18 وُزقت بطفلين ، عندما كنت حاملاً في طفلي الثالث، ذهبت لإجراء فحص روتيني فاكتشف الأطباء وجود تليفات سرطانية، ومن أفضل الأشياء التي أحمد الله على وجودها في المملكة المتحدة أنه في الثمانينيات وأوائل التسعينيات، كانت مسحات عنق الرحم متاحة للنساء: ولكنها لم تكن إلزامية، ولم يكن هناك تشجيع مجتمعي عليها بالرغم من كونها متاحة، وبعد ولادة ابنتي الأولى أجريت هذه المسحة وأيضاً بعد ولادة ابنتي الثانية، لذلك أنضح كل السيدات بإجراء هذه المسحة دورياً والتي لولاها لم أكن معكم هنا اليوم.

 يعتبر سرطان عنق الرحم الذي أصبت به من أشرس أنواع السرطانات، ونظرا لأنني كنت حاملاً في ذلك الوقت. ذهب السرطان إلى العقد الليمفاوية، وعندما جاء موعد ولادتي كنت قد وصلت إلى المرحلة الرابعة، لذلك أنا أولي اهتمامًا شديدًا بالحفاظ على صحة المرأة.

قررت بسبب هذه التجربة، أن أعيد النظر في حياتي وأن أحافظ عليها. إن تجربة الجراحات والعلاجات التي تمر بها تؤثر عليك تأثيراً عميقاً، ولكني أعتقد أن الخوف أعمق كثيراً من هذه التأثيرات، فالخوف الذي واجهته منذ سبعة وعشرين عاماً لا يمكن نسيانه أبداً. ولكني الآن عندما أتعرف على مجتمعات مثل الجمعية القطرية للسرطان، أعجب بها أشد الإعجاب لأن النساء يجدن في مثل الجمعيات الدعم المطلوب. لوكنت حظيت بشيء مشابه عندما أصبت بالسرطان فلربما كانت أموري تغيرت كثيراً واختلفت رحلتي في الحياة.

عندما أعود بذاكرتي إلى الوراء، ومثلي كأي أم ، لم أكن أعرف معنى سرطان عنق الرحم. ففي ذلك الأوقات لم يكن الأطباء يعلمون أن فيروس الورم الحليمي البشري هو السبب في سرطان عنق الرحم؛ فهذه المنطقة من جسد المرأة كان ممنوع التحدث عنها ,  أتذكر في اليوم الرابع بعد الجراحة – بعد 14 ساعة من الجراحة – بدأت في البكاء. وأتذكر أن الممرضة حضرت إلينا لتقول: “أوقفن البكاء هناك أناس أسوأ حالاً منكن”. أتذكر أنني لم أتكلّم مرة أخرى أبداً. لم أكن قد تحدثت أبداً عن الألم الذي أحسست به، بل لقد امتصصت الألم ولم أحرك ساكناً بعدها. كان من المستحيل التحدث عن هذا النوع من السرطانات بطلاقة، أتعجب الآن عندما أفكر أن الأمر استغرق حوالي 10 أو 15 سنة حتى أصبح التحدث عنه سهلاً. والآن وبعد أن أصبح لدينا علاج كيماوي يسقط الشعر فإننا أصبحنا نحتفي به وهو أمر طيب، وأعتقد أن وسائل الإعلام الاجتماعية ساعدت في هذا الأمر والتي تشكل وسيلة هامة  يمكن للناس من خلالها أن يتحدثوا عن تجاربهم الخاصة. ورفع الوعي المجتمعي.

لقد اخترت السيطرة على حياتي، فسلكت مساراً روحياً ـ لا أنكر أنني كنت خائفة، ولكني أظن أن تعلم بعض الأشياء مثل التأمل والتعرف على جسدك يمنحك شعوراً بالسيطرة. ، لأنه عندما يتم تشخيص إصابتك ويقول الطبيب “أنت مصاب بالسرطان، في المرحلة الرابعة، وهذا أمر خطير” ـ فأنت تسلم كل شيء إلى الأطباء، ينتابك شعور باليأس، وترى أنك الآن تحت رحمة الناس الذين يقولون لك: “عليك إجراء هذه الجراحة، عليك أن تحصل على هذا العلاج الكيميائي، عليك أن تحصل على هذا العلاج الإشعاعي” ولكنك ما زلت لا تعلم ما هذا المرض.

من هنا يأتي دور مجموعات الدعم ، حيث بدأ الأطباء في إدراك حقيقة مفادها  ” أن المرضى يحتاجون إلى بعض الرعاية العاطفية”  ، ففي حالتي كمريضة لست فقط شخصاً يجري عملية جراحية ويفحص علاماته الحيوية، أنا مريضة أمر بمرحلة غيرت حياتي تماماً  ، تم استئصال الرحم – وصرت في مواجهة حقائق واقعية شديدة الألم؛ فلن أنجب أطفالاً مرة أخرى، قد أموت وأترك أطفالي، زوجي قد يهجرني ويبتعد عني للأبد، هناك ندوباً في كل مكان ــ لم يعالج أحد هذه الحقيقة، ولم يمد أحد يده لي بالمساعدة. كانت الأمور والظروف قاسية للغاية  مثل  ” لا تتحدثي عن السرطان ” ، لذلك  ينبغي لك أن تكون ممتنة لكونك ما زلت على قيد الحياة والآن أشعر أن الناس يمكنهم الحديث عن تجربة السرطان، بل ويمكنهم معالجتها، وأعتقد أن الفرق في قطر, أن الجميع كانوا ممتنعون عن التعبير عن كلمة السرطان. وخاصة نساء الشرق الأوسط اللأتي يضعن أطفالهن في المقام الأول من حياتهن، ولذلك كن لا يرغبن في الاعتراف بمرض السرطان أو التعبير عنه..

 لقد خاطبت مجموعة من سيدات الشرق الأوسط منذ 12 سنة وحاولت إقناعهن بالحصول على فحص للثدي واختبارات مسحة عنق الرحم ، فكان الرد دائماً أنهن لن يفعلن ذلك لأنهن لا يردن أن يعرفن ويرجعون الأمر إلى القدر والابتلاءات التي يمر بها الانسان   وفي أي من الحالتين يشعرن بأنه ليس بوسعهن منع هذا القدر ويجب الرضا به وتقبله. ولكن جيل نساء اليوم بات مختلفاً، فصرن يقولن: بوسعنا أن نفعل شيئاً حيال ذلك، وخاصة الناجين. أصبحن يستخدمن بعض المصطلحات الجديدة مثل الناجيات من السرطان، كما أنهن هجرن بعض الكلمات مثل “وفاة نتيجة الإصابة بالسرطان” ليستبدلنها بعبارة “رحلة السرطان”، “التغيير”، “القوة”، “تغيير نمط الحياة”   وتوجهن أكثر للكلمات الإيجابية والابتعاد عن الموت والهلاك.

من أكثر المواقف التي مرت بي وما زالت محفورة في ذاكرتي هو أنني بعد التشخيص الأولي الذي قمت به، رجعت إلى البيت بصحبة زوجي، وحين أخبرته، رأيت نظرة الخوف في عينيه، وعندها أغلقنا الحديث في هذا الموضوع. أتذكر أنهم قالوا لابد من إنهاء الحمل، لأن الحمل من شأنه أن يزيد من الإصابة بالسرطان، وأتذكر أنني فكرت، “ماذا أفعل؟”. ما هو التصرف الصحيح؟  هذه هي الفرصة الأخيرة لإنجاب طفل لأني سأجري استئصال الرحم فيما بعد. ماذا أفعل؟  ومرة أخرى أنظر إلى وجه زوجي وعجزه عن الرد عليّ ولم أخبر أحداً.  حملت هذا العبء وحدي، مع يقيني بأنه قد يؤدي بي إلى الهلاك. حتى أنني لم أستطع أن أتحدث عن حقيقة إنهاء حياة طفلي أو عدم إنهائها، لأنني لم أكن أريد أن أتواصل مع أي شخص، لم أكن أريد أن أرى الخوف في أعين الآخرين. ففي تلك الأيام، عندما تقول كلمة سرطان، يقابلك الأخرين دائماً بالصمت. ولذلك لم أخبر أمي أو أي شخص إلا بعدما أنهيت كافة الجراحات. وبالطبع عندما كنت في المستشفى

 بدأ الناس في القدوم لزيارتي. وأنا أجاهد مع نفسي للتحلي بالشجاعة والقضاء على مخاوفي، لأن الخوف الذي رأيته في أعين الآخرين ينعكس على مكنون قلبي. ولكن مع مرور الوقت والانتهاء من العملية أدركت أن الصمت أنقذني على نحو ما، كنت اتحدث كثيراً إلى نفسي، وأصمت عن الحديث حول السرطان مع الآخرين، لأتظاهر أن كل الأمور على ما يرام، وأنني أتطلع دائماً إلى الأمام. ، وفي الليل عندما أخلد إلى نفسي أو أذهب إلى الخلاء أشعر بالحاجة إلى الصراخ.. البكاء…النحيب.

لم أستطع إخبار أي شخص عن مرضي بالرغم أنني قضيت في المستشفى ستة أو سبعة أسابيع تقريباً. وعندما خرجت من المستشفى، طلبت من أمي أن تتولى رعايتي، ولذلك كان علي أن أخبرها بمرضي. لم أخبر بناتي قط حتى بلغن الثامنة عشرة . لم أكن أريد لهم أن يخافوا علي من الموت. ولم أكن أريد أن أزرع هذا الخوف بداخلهم ،  كنت أنا من منعت نفسي عن إخبارهم. كنت دائما ألتمس لنفسي العذر بأنهم لم يبلغوا من العمر ما يكفي، ولم أكن أريد أن أراهم مذعورات، ولكنني في الوقت نفسه كنت أريد منهم أن يتحلوا بروح المبادرة في فحص السرطان، وهذا كان من أكثر التحديات التي واجهتها في حياتي. ، كان يتحتم على إخبارهم. خضعت بناتي للتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي، ويذهبن بانتظام لعمل مسحة عنق الرحم وما أدركته هو أنني لو كانت لدي الشجاعة الكافية للتصدي لهذا الأمر في وقت سابق، لجعلتهن يخضعن للمسحات في وقت مبكر، ولكن ما يهمني هو أن أتناقش وأتحاور معهن حول السرطان في وقت سابق وهو ما فعلته في نهاية المطاف. أعلمتهن أخيراً  بالأمر ورأيت أنهن غير خائفات., أعتقد أن ذلك يرجع لنعمة الانتظار، فهم يروني الآن بعد 22 عاماً شخص نشط يتمتع بصحة جيدة، والآن يفهمن حاجتي وما أطلبه منهن لأخذ خطوات استباقية. أما بالنسبة للآخرين؛ فقد فقدت الاتصال مع عدد قليل من الناس بعد مرضي ،  أظن أن بعض صديقاتي كن خائفات ، لأنني كنت شابة وصحيحة جسدياً إلى حد كبير. كان هذا هو الأمر الرئيسي لم أكن شخصاً مريضاً. كنت سليمة جسدياً وأولادي أصحاء جداً.

ولكن ما فعلته تجربة المرض بالنسبة لي مهد لي طريق حياتي الذي سلكته منذ ذلك الوقت. فالخيارات التي قمت بها في مجال التطوير والتنمية الذاتية والمهنية يرجع أساسهم إلى التجربة التي مررت بها والرحلة التي خضتها. فهي ما دفعتني إلى دراسة الدكتوراه في الميتافيزيقيا، فأنا منذ ذلك الحين حريصة جداً على تعلم علم الوراثة اللاجيني، لأن هذا العلم يساعدك على الفهم الكامل للخلايا الجسدية، كما أنه يعلمك أن الخلايا ما هي إلا انعكاس لبيئتك وليس الحمض النووي فقط، ولهذا السبب تتغير الجينات الوراثية. ، إن الخوف المزمن وعدم الاعتناء بالنفس، يؤثران على جيناتك وهو أمر مخيف ولذلك عليك أن تنتبه  ، عليك أن تؤمن وتقتنع بأنك قادر على تغيير بيئتك إلى الأفضل. لابد وأن تدرك أن أهمية هذه البيئة الداعمة ، واستبدال الخوف بما يقدموه لنا من دعم ومساندة. لأن الخوف شديد السمية، وقد يؤثر علي جسدك ويؤذيه. بل ربما يصل الأمر إلى الجينات.

عندما ذهبت لإجراء الجراحة، كنت شجاعة ولا اهاب المرض. أخذت نفساً وذهبت إلى هناك وأنا أحدث نفسي بأنني قوية وشجاعة وسأجتاز هذا الزائر الكريه. أعتقد أن الجانب الروحي للمرض هو الإيمان، ومدى قوته لدى الشخص، وكيف يمكن للإيمان أن يكون مصاحباً للمريض طوال فترة علاجه.

لقد جعلني المرض شخصاً أفضل فقد أوضح لي ما دوري وهدفي في الحياة ـ عندما أنظر إلى كل الأشياء التي كنت أخطط لها قبل إصابتي بالسرطان، أجدها تغيرت عبر تلك السنوات، لأجعل حياتي مكرسة للرعاية والطب الوقائي. ومن ثم حصلت على درجة البكالوريوس في الطب البديل. بعد أن كنت ربة منزل وأم لثلاثة أطفال – من كان ليتصور ذلك؟ درست علم الأيورفيدا في الهند. من كان يظن أن ربة منزل كانت لتفعل ذلك؟ بوسعي أن أتطلع إلى الوراء لكي أرى أن كل شيء قمت به دون خطة قادني إلى الحصول على درجة الدكتوراه، وإلى التواجد في قطر لبناء مركز طبي يهتم بصحة المرأة،، وأخيراً و بعد 27 عاما استطعت رواية قصتي على الأخرين ومشاركتها معهم.

حتى في السنة الخامسة التي كنت فيها خالية من السرطان، كنت أتعرق وينتابني الأرق، وأفكر ماذا لو عاد السرطان؟ المثير للاهتمام أنك لا تفعل ذلك مع أي مرض آخر. إن كل المصطلحات التي نستخدمها تصف هذا المرض بأنه وحش، وبمجرد أن تكون في قبضته فإنه يستحوذ عليك، ولكن إذا كان بوسعنا أن نغير الحوار ليكون “كم تبدو نشيطاً وقوياً اليوم” أو “إن خلاياك الدموية رائعة اليوم”. إذا ما بدلنا أساليبنا في التعامل مع السرطان واجتهدنا في صياغة مفردات إيجابية جديدة، كأن نقول “دعونا نرى ما إذا كان بوسعنا أن نضيف قائمة للأعمال التي سنجريها في الأعوام الثلاثة القادمة الخالية من السرطان”، قد تكون هذه محادثة مختلفة تماماً حول المرض، بدلاً من أن تقول “دعونا نرى ما إذا كان قد عاد” أو “دعونا نرى ما إذا كنت  خاليا من السرطان”

أرى أنه من المهم لمهنة الطب أن تعيد صياغة الطريقة التي تتحدث بها عن السرطان مع المرضى. فتغيير عبارات مثل “أنا آسف للغاية، ولكن لا بد من قدومك إلى المركز الصحي…” أو “لن نتصل بك إلا إذا كان هناك مشكلة صحية ما” ــ أو نغير بعض العبارات التي يسمعها  المريض مثل: “سنهاتفك  إذا كنت مصاباً بالسرطان، لأن هذه النوعية من العبارات تزيد من القلق والاضطراب أثناء ساعات الانتظار. إذا مررت بتجربة فحص إيجابية، سيكون من السهل عليك معاودة الفحص مرة أخرى. بدلاً من إخبار المرضى “بأنهم لن يظلوا على قيد الحياة أكثر من شهرين”، لماذا لا نخبرهم بأن النظام الطبي سيبذل قصارى جهده لإرسالهم إلى بيتهم ويدفعهم إلى التركيز على نوعية حياتهم، ونظامهم الغذائي.

Read more...

منيرة عيسى : ثلاث أسلحة لتفوز بالمعركة

اسمي منيرة عيسى، فتاة أردنية أبلغ من العمر20 عامًا، أعيش في قطر وإحدى  الناجيات من مرض السرطان. قبل تشخيص إصابتي بالسرطان ، اعتدت أن ألعب جميع أنواع الرياضة، ولكني كنت أفضل الركض والجمباز. كنت معروفة بين أفراد عائلتي وبين زميلاتي باسم مثيرة الشغب. حين وصلت لتوي لسن البلوغ، تم تشخيصي بمرض السرطان لأول مرة. ومثل أي فتاة تمر بتلك المرحلة ، مررت بتغييرات شخصية وجسدية. لم أعد تلك الطفلة الصاخبة، عالية الصوت، تحولت إلى فتاة خجولة هادئة. ذهبت إلى الأردن في ذلك الصيف وعندئذ بدأت رحلة السرطان، فوجئ جميع أقاربي بأني أصبحت شخصا آخر. أخبروني جميعًا أنني صرت رزينة، وقوية، هادئة، ومتزنة.

وبعد ليلة طويلة من أحاديث الصيف مع العائلة والأصدقاء، خلدت للنوم. لكني لم أستطع النوم طوال الليل، لأن الألم كان شديداً في ساقي اليمنى مما أيقظني وجعلني أذهب إلى غرفة والديً ليقدما لي يد المساعدة. أخبرني جميع الأطباء الذين ترددت على عيادتاتهم أنه من المحتمل أن أكون مصابة بنزلة برد أو تمزق عضلي.

وبعد وقت قصير من عودتي إلى قطر ، هاجمني  الألم مرة أخرى. وفي المدرسة ، لم يصدقني المسؤولون عندما أخبرتهم أنني مريضة وأنني في حاجة للذهاب إلى المستشفى ، لأنهم يعرفون أنني اعتدت على إثارة الشغب واختلاق المشكلات. حتى عندما نقلتني والدتي إلى المستشفى ، لم يشر الأطباء أبداً إلى أي شيء خطير ، ولم يظهر أي شيء من نتائج فحص التصوير بالرنين المغناطيسي. في أحد الأيام، ذهبت إلى عيادة العظام، فحصني الطبيب ثم حولني إلى مستشفى حمد العام، حيث مكثت بالمستشفى لمدة أسبوعين، أخذوا خزعة مرتين. بعد أن أكدت نتائج الخزعة الثانية التشخيص ، قامت طبيبة، لا أستطيع نسيان وجهها الممتلئ بالشفقة، بالاقتراب مني ، وقبلت جبهتي وطلبت التحدث إلى والدتي في الخارج.

عندما عادت أمي، كانت عينيها منتفختين وجهها أحمر بلون الدم. وعندما سألتها عن التشخيص ، أخبرتني أنها سعيدة لأنني سأخرج أخيرًا من المستشفى. لم يكن لدي أي سبب يجعلني أشك أن والدتي تكذب علي، لذلك ذهبت معها. لم تخبرني أنني مصابة بالسرطان. ولكنها قالت يوجد لديك كيس دهني. لم يستطع والداي تقبل الأمر، لذا أخذاني إلى الأردن لمقابلة الطبيب الذي عالج الملك الراحل حسين ملك الأردن.  كانا يأملان في أن يكون الأمر بمثابة كابوس سنستيقظ منه، لكن الأمر لم ينته بمجرد كونه كابوسًا. كان واقعاً. مؤلماً. أكد الطبيب في الأردن صحة التشخيص وأخبر والدي أن خطة العلاج هي نفسها تلك التي أخبرنا بها الأطباء في قطر.  ونظراً لأني ولدت وترعرعت في قطر، أعلمت والدايً أنني لا أريد البقاء بعيدًا عن منزلي وأصدقائي دون داعٍ، وهكذا عدنا إلى قطر. كانت أمي متحفظة طوال الوقت ولم تقل لي أي شيء عن الورم.  أفهم اليوم أن كل ما فعلته أمي ما هو إلا محاولة لحمايتي من الحقيقة المروعة. ولكن مثل كل الحقائق ، كان لا بد لهذه الحقيقة أن تخرج إلى العلن في نهاية الأمر.

تحدد موعد لي في مستشفى الأمل بقطر. وعندما ذهبت إلى الموعد اخافني ما قرأت داخل مبنى مستشفى الأمل “المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان ” لأنني كنت دائماً أربط “السرطان” بالموت فهما وجهان لعملة واحدة. نظرت إلى والدتي بوجه تملأه الصدمة والقلق ، وسألتها عن سبب وقوفنا أمام مركز لرعاية مرضى السرطان ، ولكنها أخبرتني بهدوء ما زال يبهرني حتى اللحظة ، أن هذا المستشفى كبيرًا جداً وبه العديد من التخصصات ولم يقتصر على الأورام. دخلت أمي ، كالعادة ، لمقابلة الطبيب بمفردها قبل دخولي لتطلب منه عدم الكشف عن أي معلومات عن تشخيصه لي. ومع ذلك ، رأى الطبيب أنه من الضروري أن أعلم ومن ثم أعلمني عن تشخيص المرض وعلاماته.  حينئذ ، لم يكن لدي أي فكرة عما تعنيه كلمة “ورم”. بقينا لأكثر من سبع ساعات في ذلك اليوم في المستشفى ، وكل ما استطعت رؤيته من حولي هو ظلام أيامي القادمة.

كانت حالتي  نادرة جدا.  كنتُ أول قاصراً في الشرق الأوسط تصاب بسرطان الحوض . كنت أيضًا أصغر مريض في مستشفى الأمل ، حيث يتم علاج الأطفال حتى سن 13 عامًا في مستشفى حمد العام ، وكان عمري 14 عامًا في ذلك الوقت. كان مسار العلاج 18 جلسة من العلاج الكيميائي لمدة تزيد عن عامين ونصف. خضعت لعملية جراحية قاسية على مدار 24 ساعة لإزالة الأنسجة المريضة من تجويف الجسم السفلي. وبعد الجراحة مكثتُ في وحدة العناية المركزة لمدة أسبوعين. عندما أزالت الممرضة الإبرة الأخيرة عني ، استعدادًا لإخراجي ، لم أكن أعرف ما المفترض أن أشعر به أو أقوله. حدقت في أمي التي كانت تنظر إلى وجهي. ابتسمنا سويا ابتسامة عريضة ، والدموع تملأ أعيننا ولم تخرج كلمة واحدة من أفواهنا. فما شعرت به هذه اللحظة تعجز الكلمات عن التعبير عنه.  عندما غادرت المستشفى وعدت إلى المنزل للمرة الأولى في ما بدا ، كنت أسعد فتاة في العالم. كنت أتأمل  المشهد خارج  النافذة بكثير من الابتهاج  وعلى الرغم من كون المنظر ما هو سوى صحراء ، إلا أنه كان عالماً جميلاً في عينيّ.

على الرغم من كل الألم الذي شعرت به طوال فترة علاجي ، كنت دائمًا مصممة على القتال. أردت أن أحارب السرطان وأفوز عليه. ولذا لم استسلم، أردت أن أعيش، لأولئك الذين آمنوا أنني سأنجح في محاربة السرطان وأكثر من ذلك لأولئك الذين اعتقدوا أنني لن أستطيع. أردتُ أن أظهر للجميع أنني أقوى من السرطان، وأن السرطان ليس مرادف آخر للموت. كانت عائلتي هي سندي وداعمتي طوال فترة المحنة، وقفوا جميعاً معي طوال الطريق. أرادت والدتي وأحد أخواتي حلاقة شعرهن ليجعلنني أشعر بتحسن، لكنني لم أسمح لهما بذلك، بالطبع. ومع ذلك ، لم يظن كثير من الناس أنني سأنجح؛ كانوا يعتقدون أنها معركة خاسرة. لقد استسلم كثير من الأشخاص الذين أحببتهم ولم يسألوا أبدًا عن كيفية قيامي بذلك، لأنهم كانوا يعرفون أن الإجابة ستكون مؤلمة أو مأساوية. جعلني هذا أكثر عنادًا وعزمًا على القتال والانتصار، في اليوم الذي غادرت فيه المستشفى متعافية من السرطان، أعلنت لأمي أنني عازمة على أن أكون شخصًا جديدًا وأعيش حياة جديدة. أتذكر أنه كان من المتوقع أن أستعيد قدرتي على المشي بعد عام واحد ، لكنني استغرقت ستة أشهر فقط للمشي مرة أخرى. نما شعري من جديد اتبعت نمط حياة جديد وصحي. التقيت بأشخاص جُدد وأصبحت شخصية اجتماعية، أكثر انفتاحاً على العالم لقد كانت رحلتي مع  السرطان مؤلمة لكنها ثاقبة. قطعت شوطًا طويلًا وتعلمت الكثير من الدروس. أشعر بالامتنان والتقدير لكل ما حدث لي. أنا شخصية مرنة أدرس الآن بالسنة الأولى  في الجامعة ، أبلغ من العمر 20 عامًا. متفائلة  بما يخبئه لي المستقبل. أيا كان ما يأتي في طريقي ، أعتقد أن لدي القوة والقدرة على التحمل لمواجهته والتغلب عليه لأن السرطان جعلني أقوى.

 إذا أردت تسمية ثلاث أسلحة ساعدتني طوال فترة العلاج ستكون كالتالي: الإصرار والصبر والقوة. وإذا كان بإمكاني تقديم نصيحة واحدة لكل مريض بالسرطان، فستكون عدم التخلي عن هذه الميزات الثلاث، عدم التخلي عنها أبدًا لأنه من المؤكد أن المعركة ضد السرطان ليست سهلة. إنها صعبة ومع ذلك، يحتاج المحاربون الشجعان إلى إعطاء أنفسهم سببًا للعيش من أجله ويحتاجون إلى التمسك بالأشياء التي تساعدهم على تحملها. أريد أيضًا أن أذكّر جميع مرضى السرطان في العالم بأنهم أقوى الأشخاص الذين أعرفهم… إنهم أبطال! أعلم أن السرطان مجرد عدو يمكن أن نحاربه إذا تركنا الخوف جانباً وواجهناه بقوة وأمل. لقد تغلبت على السرطان ، وهكذا يمكنك أنتَ وأنتِ وأنتم وأنتن .دعونا لا ندع هذا الوحش  يأخذنا من أنفسنا ومن أحبائنا. دعونا جميعًا نحارب السرطان ، ودعونا جميعًا نكسب المعركة “بتصميم وصبر وقوة”.

Read more...

سامي ,متعافي من السرطان : تغيرت نظرتي للحياة وأصبح للوقت قيمة أكبر

سأروي لكم حكايتي مع هذا المرض، ومنحي فرصة جديده للحياة والبقاء بعد تجربة مريرة بكل ما فيها وصعاب، لعل حكايتي تكون نقطة تحول لمريض فقد القوة والإرادة وأنهكه المرض والعلاج، وأكون سبباً في إعطاءه الأمل في الشفاء.

أنا اسمي سامي من الأردن ، انتقلت الى الدوحة في عام 2016 ومعي الأمل والخطط للبدء بمشروعي الخاص وتحسين الظروف المادية والاجتماعية لأولادي وعائلتي، حيث كنت الأب الحنون والمسؤول عن سعادة عائلتي، وكنت رياضي لا أدخن ومهتماً بصحتي.

   بعد فترة من وصولي إلى الدوحة بدأت أشعر بتغير في نظر عيني اليمنى ورغم أن الفحوصات الخارجية للعين لم توضح السبب في ذلك! إلا أنه تم أجراء أشعة أم أر أي للدماغ.

وهنا كانت الصدمة الأولى حين تبين أن السبب المؤثر على نظري هو وجود بعض الأورام في الدماغ ثم أكتشف لاحقاً انتشاره في أعضاء مختلفة من جسمي وهي الكبد والغدة الكظرية والرئة والعمود الفقري وبدأ الكابوس المرعب .

لحظتها لم تعد قدماي تقوى على حملي، لم أتوقع يومًا أنى سأبدأ بحساب عدد أيامي المتبقية في الدنيا ولم أتخيل نفسي يومًا طريح الفراش في انتظار الموت.

أخدتني الأفكار بعيداً عن كل شيء في حياتي ، أهلي وأولادي وعملي  ، فأنا بالدوحة  بمفردي ، هل أستسلم للمرض وللموت بهذه البساطة ؟ هل أفتح الباب بكل سهولة لذلك اللعين لينهش في جسمي وقدرتي على الحياة ؟ .

لم ارى أمامي في تلك الأيام إلا الموت والذي لم يغب عن فكري ، فأتعبني جداً هذا الشعور ، حتى استوقفت نفسي وقلت ، لماذا التفكير بالموت وأنا لا ازال على قيد الحياة!  لذلك قررت أن أقاوم وأعيش وأتعايش معه وأبعد كل التفكير أو مجرد التفكير بأن حياتي قاربت على الانتهاء وسأحتفظ بهذه المأساة بداخلي ، سأخفيها عن أهلي فلا أريد أن أحملهم فوق طاقتهم أو أشعرهم  بأي ألم أو حزن لمعرفتهم بمرضي ، لذلك قررت أن أدعهم لحياتهم ودراستهم . وحتى زوجتي فلديها أعبائها ومسؤولياتها مع الأولاد ورعايتهم .

وبدأت رحلة العلاج الإشعاعي ثم الكيماوي وما أدراكم ما الكيماوي وأثاره السلبية على جسمي ونفسيتي , هذيان ، ضعف ، ألتهاب ، إسهال ، اكتئاب وغيره من كل الأثار الجانبية الشديدة .

وبدأ التغير يظهر على وجهي وجسمي من الكورتيزون والإشعاع وبدأت الأسئلة تتزايد على وجوه المحطين بي في عملي وبدأ يقل مجهودي وقدرتي على العمل وبدأ الجميع يعرضون مساعدتهم، لكن قراري عدم أخبار أحد ، لن أتراجع عن قراري ، ورفضت كل المساعدات ولم أتوقف عن العمل برغم ما كنت أعانيه من إرهاق  وألم وتحملت بكل حب وقناعة بالمكتوب وأن أرادة الله فوق كل شيء .

استمريت مع العلاج بالكيماوي فترة من الزمن وكانت تحلو لي فترة بقائي  في المستشفى رغم ما كنت أعانيه ورغم كل ما أرى من معاناة باقي المرضى حولي ولكنى كنت أجعلها فرصة لخلق جو من الاستمتاع والهدوء فكنت أجلس في حديقة المستشفى في الهواء الطلق وأتبادل أطراف الحديث مع الممرضين وباقي المرضى وكنت أحمد الله أن المركز كان خالٍ من أي أطفال مرضى لأنى لا أتحمل رؤية طفل مريض فما بالك لوكان مريض بالسرطان ؟ وأنا أعرف كم المعاناة صعبة.

استمريت في العلاج بصبر وجهد وكنت أقاوم وأقاوم ، وبدأت في الانتصار وبدأ يتراجع المرض بفضل الله وبدأت التحاليل تظهر نتيجة إيجابية بعد مرحلة العلاج الكيماوي ، وبعدها بدأت مرحلة العلاج المناعي وبدأ الخير يظهر والأمل يتحقق وتدب الحياة والقوة مرة أخرى في جسدي المتعب  الذى أنهكه العلاج ، نعم أنهكه لكنه لم ينتصر عليه وبدأ التفاؤل .

كل هذا تم دون أن أخبر أحداً من أفراد عائلتي ،تحملت بنفسي  القدر الكبير من التعب الجسدي والنفسي.

وخلال تلك الفترة بدأت تنفذ مني كل الأعذار بعدم سفري لبلدي وأهلي  ، كما كان في السابق خاصة في الأعياد والمناسبات وبدأت زوجتي تشعر أن زوجها في حالة من التغير فاضطررت ان اصارحها بحالتي وبكل ما حصل ، لم تتوقع أن أكون أنا والموت على مسافة قريبة .

طلبت منى زوجتي أن أعود فوراً ولكني رفضت وطلبت منى أن تترك هي كل شيء وتأتى لي فرفضت وأقنعتها بضرورة وأهمية بقاءنا على نفس الوضع واستمراري بالعلاج وتستمر هي برعاية الأولاد واستمرار الحياة ، بقي الحال في التطور إلى الأفضل بفضل الله ثم المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان

ونصيحتي هنا لكل من يصيبه هذا المرض بالالتزام بالعلاج ولا يفقد الأمل ولا يلتفت إلى النصائح الأخرى التي يعتقد الأخرون أنها تشفى من السرطان .

وبعد تحقيق نتيجة جيده جدًا بالعلاج المناعي قل تواجدي في المركز، وتماثلت للشفاء بصورة كبيرة وبعد مده بسيطة سافرت لزيارة أهلي وأخبرت الجميع خاصة أمي ، ولكنى طمأنتها بأني أتعالج وفي ايدي أمينة وبأنه أفضل كثيرًا من أن أكون في أي مكان أو بلد أخر.

في هذا الوقت قررت وضع نقطة نهاية هذا السطر من حياتي وأبدأ من جديد سطر وصفحة أخرى مشرقة ، خرجت من تلك التجربة إنسان جديد ولدت من جديد بعد شفائي وتجددت نظرتي للحياة، فأصبح للوقت والأيام  قيمة أكبر ،وأن العزيمة والإرادة والرغبة في الحياة والثقة في الله هي السبيل الى الشفاء وألا نفكر بالموت طالما نحن على قيد الحياة. وبالنهاية، الرياضة والنوم الكافي والأكل الصحي هي طريقنا جميعاً لحياة صحية.

Read more...

” القطرية للسرطان ” تحتفل باليوبيل الفضي وتكرم الشركاء

احتفلت الجمعية القطرية للسرطان بمرور 25 عاماً على تأسيسها في العام 1997، بإقامة حفل حضره عدد من سفراء الدول الأجنبية والعربية ولفيف من الشخصيات العامة والإعلامية والشركاء والداعمين، بفندق سانت ريجس، وذلك بالتزامن مع ختام حملة «أزهري» للتوعية بسرطان الثدي التي استمرت على مدار شهر أكتوبر

حضر الحفل: سفراء الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وأستراليا، وأسبانيا، والقائم بأعمال السفارة السنغافورية، زوجة السفير السويسري، والسفير السعودي، والسفير العماني، والسفيرة اللبنانية، والسفير الأردني، نائب رئيس البعثة الفرنسية، بالإضافة إلى رؤساء تحرير المؤسسات الصحفية في قطر ومديري القنوات التلفزيونية والإذاعية، كما شهد الحفل تكريم الشركاء الإعلاميين والداعمين.

ورحّب سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني – رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للسرطان بالحضور قائلاً: «نرحب بكم في هذا الحفل الذي يجمعنا على هدف واحد وهو تحقيق الشراكات لبناء المجتمعات، فبدعمكم ومساهمتكم، استطاعت الجمعية أن تكمل عامها الـ 25، وبمواصلة دعمكم سوف تستكمل مسيرتها نحو العطاء عرفاناً بجميل هذا البلد المعطاء تحت قيادتنا الرشيدة

.
وتحدّث سعادته خلال كلمته عن بداية تأسيس الجمعية قائلاً: «كانت عبارة عن لجنة مكونة من مجموعة من وزارات ومؤسسات الدولة وكانت تعمل آنذاك بشكل بسيط، حتى تم إشهارها رسمياً وتأسيسها في عام 1997 وانطلاقها من مقر بسيط ومتواضع، حتى تم الانتقال لمقر أكبر مع زيادة عدد الموظفين، وفي عام 2017 تم افتتاح مركز التوعية بالسرطان والذي يعد نقلة نوعية جديدة في مسيرة الجمعية والأول من نوعه في الشرق الأوسط، والآن أصبحت الجمعية، تحت مظلة هيئة تنظيم الأعمال الخيرية، عضواً فاعلاً في العديد من المنظمات الدولية أبرزها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، التحالف الدولي للوقاية من السرطان، فضلاً عن عضويتها في الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان وفي الإطار الوطني لمكافحة السرطان في قطر.

وأكد رئيس مجلس الإدارة على مواصلة الجمعية لجهودها التوعوية لتحقيق رؤيتها ورسالتها، معبّراً عن استعداده الدائم لأية مشاريع مستقبلية مع كافة جهات و مؤسسات الدولة بما يدعم رؤيتها في أن تكون منصة الشراكات المجتمعية لجعل قطر رائدة في مجال الوقاية من السرطان وتخفيف آثاره، لاسيما أن الجمعية لا تدخر جهداً في سبيل تعزيز الوعي المجتمعي بمرض السرطان وطرق الوقاية منه.

ولفت سعادته أنه قد بلغ عدد المستفيدين من برامج التوعية المجتمعية 450 ألفاً خلال عام 2021، إلى جانب 26 ألف مستفيد من برامج الدعم النفسي والمجتمعي للمتعايشين مع السرطان.

وتابع: «كما استهداف ما يقرب من 7000 مستفيد من برامج بناء قدرات العاملين في القطاع الصحي، كما بلغ عدد المستفيدين من برامج الدعم المادي التي تقدمها الجمعية للمرضى غير القادرين على تحمّل تكاليف العلاج لما يقرب من 1400 مستفيد بتكلفة إجمالية 13 مليون ريال قطري، سواء المرضى البالغين في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان أو الأطفال المرضى بالسرطان في سدرة للطب.

وأضاف: «كما شهد النصف الأول من عام 2022 علاج ما يقرب من 980 مريضاً – بتكلفة إجمالية تقدّر بـ 6 ملايين ريال قطري، للمرضى البالغين في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان والأطفال المرضى بالسرطان في سدرة للطب.

كما قدّمت الدكتورة ارتفاع الشمري – اخصائية جراحة الثدي والسفيرة الفخرية للجمعية، خلال الحفل بعض المعلومات الثرية التي قد تساهم في تحفيز الجميع على إجراء الكشف المبكر عن السرطان لاسيما السيدات، والكشف المبكر عن سرطان الثدي، كما كان للمتعايشين مع السرطان كلمة في هذا الحفل، حيث تحدثت السيدة/ عائشة التميمي عن تجربتها مع الشفاء من مرض السرطان وشاركها التجربة زوجها السيد/ أحمد عبدالملك.

وتضمّن الحفل تكريم الشركاء الإعلاميين للجمعية، حيث تم تكريم الأستاذ عبد الله طالب المري، رئيس تحرير صحيفة العرب، كما تم تكريم الأستاذ صادق محمد العماري رئيس تحرير صحيفة الشرق، والأستاذ محمد حجي، رئيس تحرير صحيفة لوسيل، والأستاذ محمد ناصر المهندي مدير إذاعة قطر، والأستاذ علي صالح السادة القائم بتسيير أعمال ومهام تلفزيون قطر، وممثل عن تلفزيون الريان، وممثل قنوات الدوري والكأس، وممثل صحيفة جلف تايمز، وممثل وكالة الأنباء القطرية

.
وشملت قائمة المكرّمين في اليوبيل الفضي للقطرية للسرطان أيضاً عدة جهات من بينها: جمعية قطر الخيرية، وأُريدُ، ومؤسسة جاسم وحمد بن جاسم، وبنك دخان، وأودي قطر، وفلاورد، وشركة ماضي، وشركة مواصلات، واللولو، والبنك الأهلي، ونسيم الربيع، وشركة روش، ومجوهرات الدرويش.

Read more...

الجمعية القطرية للسرطان تشارك في مؤتمر جنيف العالمي للسرطان 2022

شاركت الجمعية القطرية للسرطان في المؤتمر العالمي للسرطان 2022 والذي أقيم في العاصمة السويسرية جنيف خلال الفترة من 18 -20 أكتوبر، بوفد ترأسه سعادة الشيخ الدكتور . خالد بن جبر آل ثاني – رئيس مجلس الإدارة ، وكل من البروفسيور مهند حراره – مدير إدارة البرامج ، والدكتور هادي محمد أبو رشيد – المستشار العلمي ورئيس قسم التوعية بالسرطان والتطوير المهني

وقد تضمنت مشاركة الجمعية القطرية للسرطان والتي كانت الجمعية الأهلية لمكافحة السرطان الوحيدة من دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، في المعرض  العالمي الذي أقيم على هامش  المؤتمر  ولاقى اهتمام كبير من الزوار ،  وذلك بجناح توعوي طرح  جهود الجمعية في مجال مكافحة السرطان والمتعايشين معه  وتسليط الضوء على جهودها أيضاً خلال استضافة  دولة قطر لكأس العالم .

كما قدمت الجمعية بحثاً حول ” الممارسات المتعلقة بسرطان الثدي بين النساء في قطر” وذلك بالتعاون مع جامعة قطر ، مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، كما شاركت كأحد الأعضاء الفاعلين في الاتحاد الدولي للسرطان في  إصدار مرجع الاتحاد حول ”  مقاومة المضادات الحيوية وأثارها على مرضى السرطان “والذي  كان من أبرز مخرجات المؤتمر  وتم توزيعه على الحضور  ، فضلاً عن تقديم  ورشتين  الأولى حول ” قصص الأشخاص المصابين بالسرطان كأسلوب مبتكر للتعليم الطبي”  بالتعاون مع كلية طب وايل كورنيل – قطر وكلية الفنون بجامعة فرجينيا كومنولث (قطر) ، والثانية حول  ” التوعية بسرطان الأطفال ” بالتعاون  مع مركز سرطان الأطفال في لبنان والمنظمة الدولية لسرطان الأطفال

حضر المؤتمر عدداً من المسؤولين الحكوميين ووزراء الصحة وممثلين رفيعي المستوى  من الأمم المتحدة ،  وما يزيد عن 2000 متخصص وخبير من المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني ، فضلاً عن حضور افتراضي لما يقرب من 120 دولة حول العالم ، كما بلغ عدد جلسات المؤتمر 200 جلسة وورشة عمل تم خلالهم مناقشة العديد من الموضوعات أبرزها التطورات  في فحوصات الكشف عن السرطان وتشخيصه وعلاجه بما في ذلك اللقاحات والعلاج المناعي والذكاء الاصطناعي والطب الدقيق ، وكذلك التطورات في التغطية الصحية الشاملة ومكافحة السرطان وتأثير كوفيد- 19 على  المتعايشين مع السرطان

كما تم خلال المؤتمر طرح خطر مقاومة مرضى السرطان لمضادات الميكروبات ، وضرورة مكافحة العدوى والاستخدام الرشيد للأدوية وكذلك تحسين الوصول إلى أدوية السرطان في المناطق ذات الدخل المنخفض ،  فضلاً عن مواجهة تأثير الصناعة وتنظيم المنتجات الجديدة مثل السجائر الإلكترونية فيما يخص مكافحة التبغ ، كما تم الاستماع لقصص للعديد من  الأشخاص المتعايشين مع السرطان .

وخلال المؤتمر تم تبادل الخبرات والتجارب  بين  وفد الجمعية وعدد من المسؤولين حيث تم اللقاء بكل من إليزابيت ويدرباس – مدير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان – منظمة الصحة العالمية ، ريتشارد شادياك –  الرئيس التنفيذي لـ ALSAC – فرع التوعية وجمع التبرعات لمستشفى سانت جود لبحوث الأطفال. ، إيزابيل ميستريس – الرئيس التنفيذي لمؤسسة City Cancer Challenge Foundation ، ماريا باربرا ليون – الرئيس التنفيذي للعمليات – الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان ، زينب شينكافي باغودو – السيدة الأولى لولاية كيبي ، نيجيريا – الرئيس التنفيذي – مؤسسة ميديكيد للسرطان .

كما تم الاجتماع بصاحبة السمو الملكي الأميرة دينا مرعد –  الرئيس الأسبق للاتحاد الدولي لمكافحة السرطان ، و د. عاصم منصور – الرئيس التنفيذي لمركز الحسين للسرطان ، هنا  شعيب – المديرة العامة لمركز سرطان الأطفال في لبنان .

Read more...

أصحاب السمو دينا مرعد ومنى آل سعيد تزوران ” القطرية للسرطان “

استقبل سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني – رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للسرطان، صاحبة السمو الملكي الأميرة دينا مرعد- – الرئيس السابق للاتحاد الدولي لمكافحة السرطان UICC   ، وصاحبة السمو السيدة  الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد – مساعد رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي ، وكان في استقبالهما وفد من الجمعية ترأسه  سعادته بمقر الجمعية .

قامتا أصحاب السمو الملكي خلال الزيارة بجولة تفقدتا أنشطة الجمعية ومركز التوعية بالسرطان ودورهما في نشر الوعي بالمرض من خلال مجموعة من البرامج التي تستهدف كافة الفئات والشرائح المجتمعية، مثمنتا جهود الجمعية في تعزيز ونشر ثقافة الكشف المبكر عن المرض ورفع الوعي الصحي وكذلك دعم المتعايشين مع السرطان.

تم خلال الزيارة بحث سبل التعاون ومناقشة آخر المستجدات في قضية مكافحة السرطان وكذلك في مجال دعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع المرض وأيضاً في مجال التطوير المهني والبحث العلمي في مجال السرطان كما طرح الاجتماع خدمات الرعاية الصحية المقدمة والمتاحة في دولة قطر التي تعنى بالسرطان لاسيما الجمعية.

من جهته ثمن سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني زيارة أصحاب السمو ، معرباً عن سعاته بهذه الزيارة التي ستترك أثراً إيجابياً على مسيرة الجمعية التوعوية، كما تناول سعادته الحديث عن أنشطة الجمعية وفعالياتها ودورها في نشر الوعي المجتمعي إلى جانب دعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع المرض، مؤكداً مواصلة الجمعية لتحقيق رسالتها التي أنشئت من أجلها منذ عام 1997 نحو السعي للوقاية من السرطان وتخفيف آثاره في قطر، من خلال العمل مع شركائها لتوعية المجتمع، ودعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع المرض، والتطوير المهني والبحث العلمي في مجال السرطان ورؤيتها أن تكون منصة الشراكة المجتمعية لجعل قطر رائدة في مجال الوقاية من السرطان وتخفيف آثاره.

وأكد سعادته  حرص الجمعية على مواكبة  التجارب والخبرات العالمية المرموقة لتطوير برامجها وخططها المستقبلية  من خلال المشاركة في كافة الأحداث في الداخل والخارج بما يثري عملها من خلال تبادل الأفكار والرؤى بين المختصين من مختلف القطاعات والاهتمامات  وانعكاسات ذلك على تطوير مجال التوعية وتقديم أفضل السبل والخدمات عن طريق الاطلاع على كل ما هو جديد في هذا الصدد  على مستوى العالم لاسيما وأن الجمعية عضو في الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان الذي يعد من أكبر المؤسسات العالمية الأمر الذي يضع على عاتقها مزيداً من المسؤوليات والمهام وإصرارها على أن تصبح عضو فاعل في هذه المنصة العالمية.

Read more...