على أنغام الأمل تجاور الصعاب.. روجر ويكام

روجر ويكام يمثل نموذجًا رائعًا للقوة والإيجابية في مواجهة التحديات الصحية. من خلال قصته، يظهر كيف يمكن للتواصل المفتوح والصريح مع الأطباء والمجتمع المحلي أن يسهم في التشخيص المبكر والعلاج الفعّال لأمراض خطيرة مثل السرطان. تحوّل تجربته إلى فرصة لتوعية الآخرين وتشجيعهم على البحث عن المساعدة والدعم.

قد تكون تجربة انتظار التشخيص محط ألم كبير للكثيرين، ولكن من خلال تجربته، يعطي روجر نظرة عميقة على الصمود والقوة الداخلية التي يمكن أن يظهرها الإنسان في وجه التحديات. إن تشجيعه على التحدث ومشاركة قصته يعزز الوعي بأهمية الكشف المبكر ويعطي الأمل لأولئك الذين يواجهون تحديات مماثلة.

يظهر روجر كيف يمكن للإيجابية والتفاؤل أن تكون قوة حقيقية في مواجهة الصعاب. تعزيز الوعي وتشجيع الدعم المجتمعي يمكن أن يجعلان الرحلة إلى التعافي من السرطان  أكثر سهولة وأملًا.

تجسد قصة روجر ويكام روح الصمود والتفاؤل في مواجهة التحديات الصحية. من خلال مواجهته لتشخيص السرطان ومواجهة العلاجات، يظهر كيف يمكن للصراع أن يجلب التغيير الإيجابي في الحياة الشخصية والعلاقات الاجتماعية.

تبدأ رحلة روجر بتلقي التشخيص، ومع ذلك، فإن استعداده للتعامل مع الوضع وقبول الدعم من الأصدقاء والعائلة يبرز بوضوح. بدلاً من الانغماس في الخوف والغضب، اختار روجر التفكير بإيجابية والتركيز على العلاج والتعافي. يظهر القدر الكبير من النضج والتفكير المستقيم في قراره بمشاركة تلك التجربة مع أحبائه، وكذلك في استخدام هذه الفرصة لتقدير قيمة العلاقات الإنسانية.

من خلال إعادة التواصل مع الأشخاص الذين يهتم بهم، يعكس روجر على أهمية العلاقات الإنسانية والاتصال الاجتماعي في تحقيق السعادة والتأقلم مع التحديات. بالتأكيد، يُظهر روجر أنه لا يمكن للأزمات الصحية أن تُحدِّ من القوة والتواصل مع الآخرين، وأن الدعم والتفاؤل يمكن أن يكونان العاملين الرئيسيين في النجاح في مواجهة المصاعب.

تجسد قصة روجر نموذجًا للصمود والقوة في مواجهة تحديات السرطان. يظهر تفاؤله وإصراره على التغلب على المرض والتعافي بشكل واضح في كل تفاصيل رحلته. بالرغم من المحن التي مر بها، إلا أنه استطاع الوقوف بقوة وتجاوز كل تحدي.

تجلى الشجاعة في قبوله لعملية الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي، حيث واجه تجارب صعبة ولكنه استطاع التغلب عليها بتفاؤل وإيمان بالشفاء. كانت لحظات الضعف والوحدة موجودة، ولكنه عبر عن قوته وعزيمته بمواجهتها وتجاوزها.

تعكس قصته أيضًا قيمة الدعم الاجتماعي وأهمية العلاقات الإنسانية في فترات الأزمات، حيث كانت المحادثات مع الأصدقاء والعائلة والتواصل مع مرضى آخرين في غرف الانتظار تلعب دورًا حيويًا في تخفيف الضغط النفسي وتعزيز الروح المعنوية.

تتركز نصائحه لمن يواجهون التحدي نقاطاً هامة، مثل قبول الدعم والمساعدة من الآخرين، والتحدث بصراحة حول مشاعرهم، والتركيز على العلاج وتجنب القلق. ويشير أيضًا إلى أهمية العيش بشكل صحيح وتغذية جيدة في عملية التعافي.

في النهاية، تعكس قصة روجر أهمية الصمود والتفاؤل في مواجهة التحديات الصحية، وتذكيرنا بأن الدعم الاجتماعي والإيمان بالشفاء يمكن أن يكونان أساسًا قويًا للتغلب على الصعاب

Read more...

فاهث : إصابتي بالسرطان جعلتني أكثر قوة وثبات

عندما زار فاهث الطبيب في شهر أبريل 2017 تغيرت حياته ككل، عندما لاحظ كتلة صغيرة على الجانب الأيسر من عنقه ولكنه لم يعيرها كثير من الاهتمام، لدرجة أنه تجاهلها تمامًا ولم يقرر الذهاب للطبيب لفحصه إلا عندما أخبره صديقه وأفراد عائلته بضرورة ذلك.

 قال فاهث ” تراجعت عن رأيي من أجلهم ولكني لم أكن قلقًا، لقد كان هذا وقت انتشار الإنفلونزا وجميع أفراد أسرتي بخير وصحة طيبة. ظللت متغافلاً وطلبت إجازة مرضية حتى أتجنب زملاء العمل، تركت الشركة وذهبت للمستشفى. وهناك قام الأطباء بفحص جسدي فحصا كليًا ودقيقًا. أجمع الأطباء على أهمية إجراء جراحة لاستئصال الغدة الدرقية وفي يونيو 2017، خضعت لإجراء العملية وأخذت الخزعة، ثم أخبرني الأطباء بوجود سرطان في الغدة الدرقية، وهو نوع من أنواع السرطانات التي تؤثر بالضرورة على الغدة الدرقية.

 صُدمت بحالتي عندما أُخبرت بذلك، حيث كان السرطان آخر شيء يتبادر إلى ذهني، بدأت هواجس الخوف تنحدر تدريجيًا عندما حاول الأطباء التخفيف عني وتأكيدهم أن هذا النوع من السرطانات شائع، وأنه قابل للشفاء وأن فرصتي في التعافي ممتازة. وبالرغم من رد فعلي المبدئي، كان عقلي صافيًا وتفاعلت مع طبيبي وتعاونا سويًا لرسم خطة تفصيلية للتغلب على الورم. عرفت ما يجب عليً فعله وقررت أن أهزم السرطان.

 وفي الشهر التالي، أجرى الأطباء جراحة استئصال الغدة الدرقية التي استعمرتها الخلايا السرطانية استعمارًا كاملاً ، نجحت العملية ونصحني الأطباء باللجوء إلى جرعات عالية من اليود المشع، على عكس المعتاد لأن الجرعة العالية تضمن عدم رجوع السرطان مرة أخرى لفترة معقولة. وفي سبتمبر 2017، خضعت لجرعة عالية من اليود المشع.

أعطاني الأطباء دواء مكمل لهرمونات الغدة الدرقية ، وتركوا ندبة صغيرة تذكرني بانتصاري على السرطان، كنت راضياَ جداً، جاهزاً لغلق هذا الفصل من حياتي والرجوع إلى حياتي الاعتيادية فأنا على وشك الاستمتاع بوقتي مرة أخرى والاتصال بعائلتي من خلال الهاتف والتسوق مع الأصدقاء ، شعرت باهتمام كبير من جانب الأطباء. فكل ثلاثة أشهر، ينبغي عليَ الذهاب إلى الموعد الطبي. وكان الطبيب يعطيني موعد متابعة منتظم، وفي هذه الأثناء وجدت كتلة مقاسها 6 مم والتي لم تكن ولله الحمد سرطان، خضعت لجرعة منخفضة من اليود المشع في يونيو 2018 كجزء من العلاج.

ومع مرور الأيام، لم أعد أفكر في الكتلة الكائنة في رقبتي أو أي شيء يتعلق بالسرطان. كنت أتابع روتين زيارتي للطبيب كل ثلاثة أشهر، وكان الطبيب في كل مرة يذكرني بنجاحي وانتصاري على السرطان. وكنت أشعر بأني منتصر. وفي كل مرة كان يقول لي الطبيب أنه لا يوجد أي علامات للسرطان، فأتنهد مرتاحا وممتنا لله، ومع مرور الشهور والأيام، كنت أجري اختبارًا من حين لآخر وكانت نتيجة الاختبارات سلبية دائمًا، ومن ثم بدأت أشعر بأن هذه المواعيد الطبية مملة وشعرت بالثقة لدرئي السرطان. وإذ وفي نوفمبر 2019 وأثناء متابعتي الطبية، شعرت أثناء إجراء الأشعة فوق الصوتية بأمرٍ غير عادي من طريقة فحص الطبيب وتعاطف طقم التمريض. قال الطبيب متألمًا ومتحسرًا أنه يرى كتلة جديدة مقاسها 3 مم في العقد الليمفاوية مما يعني عودة السرطان مرة أخرى، وأخبرني الطاقم الطبي أن هذه ظاهرة طبيعية تصيب 75% من المرضى الذين يعانون من سرطان الغدة الدرقية حيث يصيب السرطان العقد الليمفاوية. ونصحني الطاقم الطبي بإنهاء جولة أخرى من العلاج باليود المشع.

شعرت بالأسف. كنت قد اتبعت خطة العلاج السابقة بانضباط ونفذتها بدقة كاملة. لقد هزمت السرطان. لماذا رجع مرة أخرى؟ بدأت في ملاحظة عاداتي اليومية والبحث عما هو خطأ في أسلوب حياتي. احتجت لإجابات كثيرة، لأعرف سبب إصابتي بالسرطان مرة أخرى. أصبت بالذهول. بدأت في لوم نفسي كثيراً. ليس بسبب ارتداده لي مرة أخرى ولكن لإصابتي بالسرطان في المرحلة الأولى. هل أتبع نظاما غذائيا غير صحي؟ هل هذا بسبب تعثر حظي؟ هل أصابني أحدهم بالحسد؟ شعرت بالمسؤولية مقتنعاَ أنه لو فعلت شيئًا في حياتي بشكل مختلف عما كنت لتمكنت من منعه. ولكن الحقيقة أنه لا يستطيع أحد منع السرطان او توقع حدوثه. أمضيت وقتًا طويلاً في هذه الأحاسيس، وأخذت وقتًا أكثر للتغلب على ما انتابني من مخاوف ووجع بالقلب قبل أن أصل إلى هذه الحقيقة، ولكن عندما توصلت إليها أصبح من السهل علي تغيير خطتي وأن انتقل إلى المرحلة الثانية من العلاج.

رجعت في فبراير 2020 لجولة أخرى من جرعات اليود المشع العالية. فهذا اليود يساعد على استئصال كأفة الأنسجة السرطانية التي انتشرت بالعقد الليمفاوية. يمنع البروتوكول الطبي استخدام أدوية المكملات الهرمونية للغدة الدرقية في الأسابيع التالية للعلاج ولذا شعرت أثناء هذه الفترة بكثير من الإنهاك والألم. فالأقراص التي أعطاها لي الأطباء كانت تقضي فقط على الخمول والكسل اللذين انتاباني ولكن رافقها كثير من الغثيان. كانت الهرمونات بين صعود وهبوط، أشعر في بعض الأيام برجفة وبعض الأيام بالتعرق مما يضطرني للاستحمام ثلاث مرات يوميا. كانت هذه الأيام عصيبة للغاية، فهي أصعب ما خبرته طوال رحلة العلاج.  صارت حياتي رتيبة، كئيبة ومما زاد من صعوبتها أوامر الأطباء كإضافة ملح إلى الطعام. توقعت أن يكون العلاج الإشعاعي أحرق كل ما بداخلي. ولكني الآن نسيت كل هذه الآلام والأوجاع، عندما استرجع ما حدث، أتعجب كيف تحملت كل هذه الآلام، لقد كنت أشعر حينها بأن قنبلة نووية انفجرت بداخلي. ربما كنت أشعر أنه ليس لدي حل آخر، لم يكن لدي وقت للغرق في التفاصيل، فجل ما يهمني هو أن أنتقل للمرحلة الثانية من العلاج.

 بعدما أنهيت العلاج الإشعاعي في شهر فبراير، تم عزلي لشهر كامل.  ويُعزى هذا العزل إلى عدم إيذاء من هم حولي بما يصدر من جسمي من إشعاعات، زادت تلك الأسابيع من شعوري بالغربة، فالغربة ليست جسدية فقط فهي عقلية أيضًا.  ولكن ومع كل هذه الآلام …..كان هناك نور في نهاية النفق. فأخيرًا وبعد انقضاء هذه الفترة المريرة، بشرني الأطباء بالأخبار السارة. فقد انتصرت على العقبة الأخيرة وأزلتها تماما. وعدت خاليًا من السرطان للمرة الثانية.

ومن ذلك الحين، أصبحت أكثر وعيًا بأهمية مواعيد المتابعة. صرت أكثر حرصًا في عدم الشعور بالثقة المفرطة فيما أصابني من سرطان حليمي، لأن السرطان الحليمي انتشر من قبل ووصل إلى العقد الليمفاوية، وقد يحدث ذلك مرة أخرى.  وفعلاً وبعد مرور شهرين وجدوا أن السرطان منتشر في العقد الليمفاوية. في كل مرة أعلم بإصابتي بالسرطان، أصبح أقوى وأكثر ثباتًا، وأقل انزعاجًا، كانت شخصيتي تتطور إلى الأفضل لتحارب هذا المرض اللعين. لم أعد هذا الشخص الساذج، صرت أكثر قدرة على تلقي برنامج العلاج التالي.

وكان البروتوكول العلاجي هو نفس البروتوكول السابق المستخدم في أخر مرة وهو اليود المشع. ولكن نصحني الأطباء بالخضوع لجرعة أكبر عما سبق لأن الجرعة العالية تضمن عدم رجوع السرطان مرة أخرى لفترة معقولة، معركة جديدة مع عدوٍ سابقٍ. وفي الوقت الذي كنت أتلقى دعم عاطفي ومادي من قبل الجمعية القطرية للسرطان بالدوحة، كان لا بد لي أن أبحث عن مكان آخر إذا قررت العلاج في بلد آخر. فقد قررت أن أكمل علاجي في وطني الأم – سريلانكا – حتى أحظى برعاية ودعم أسرتي وأصدقائي، يكفيني ما قضيته من سنوات في الغربة.

 وقبل أن أغادر الدوحة، منحتني الجمعية القطرية للسرطان كتيب يسمى قصة أمل، يشرح تفصيليًا كثير من قصص المتعافين من مرض السرطان. وبينما أقرأ هذه القصص، أحسست بمشاعر غريبة، فبالرغم أن أبطال هذه الحكايات غرباء بالنسبة لي، إلا أن أنواع السرطان التي أصيبوا بها وما خبروه أثناء مرحلة العلاج يشبهني كثيرًا، ومن ثم وجدت نفسي قادراً على محاكاتهم وإكمال طريقي إلى نهايته. وحتى هذه اللحظة، ظللت قادرًا على استكمال رحلة العلاج لأني أعرف أن لدى خيار آخر، عليّ أن أستمر، ملأتني حكايات هذا الكتاب بأمل ليس له حدود، وأدركت حينها من بين ثنايا الكتاب أنه لا يوجد حالتان متطابقتان تماما ولكن لكل مريض حالة منفردة خاصة به. وأخيرَا، استطعت وضع صورة ذاتية لحالتي وكتابة قصتي. كان من الصعب أن أسمع عبارة نوع “السرطان الذي أصبت به من النوع الحميد أو من النوع السهل” ولكني أحترم ما مر به الأخرون من رحلاتٍ صعبةٍ شاقةٍ، وهذا ما جعلني أصف رحلتي بأنها ليست جيدة أو سهلة. ما زال السرطانُ سرطاناَ فهو ليس بالشيء اليسير كما أخبرني الأطباء، وكما فهمت من المواقع الإلكترونية التي أكدت لي ذلك. وكان عليّ أن أعدل خطتي لتكون أكثر مرونة فقد صرت متفائلاً ولست ساذجاَ. وبعد الانتهاء من كتيب الجمعية القطرية للسرطان أدركت أن السرطان ليس مرضاً بسيطاً تتغلب عليه بقراءة ملصق. فلكل مريض سرطان خبرة وتفاصيل خاصة به. وفجأة شعرت بأنه لا ينبغي علي التوقع بكيفية سير عملية العلاج ولا كيف سأشفى منه، ولكني استجمعت قوتي متفهماً حقيقة إمكانية هزيمة السرطان بأسلحةٍ مختلفةٍ. وفهمت أنه لا يمكن التنبؤ بالسرطان، فهو يعبر عن نفسه فجأة ولكن يمكن التغلب عليه وهزيمته. والآن أنهيت علاجي وأعتقد أن حكايتي قد تكون ملهمة للمرضى الآخرين التائهين في طريق العلاج. فقد يروا أنفسهم في قصتي وأتمنى لهم أن يكتبوا قصتهم بأنفسهم وفق رؤيتهم الشخصية.

Read more...

” غبقة رمضانية ” للمتعايشين مع المرض وذويهم

في إطار دعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع السرطان ، نظمت الجمعية القطرية للسرطان  للعام الثاني على التوالي بالتعاون مع هيوستن ميثوديست لخدمات الرعاية الصحية العالمية ” غبقة الأمل” للمتعايشين مع المرض  وذويهم وذلك ضمن برامج الدعم النفسي والمجتمعي التي أطلقتها الجمعية لهذه الفئة

حيث حضر الحفل الذي أقيم بفندق شيراتون الدوحة ، سعادة الشيخ الدكتور خالد  بن جبر آل ثاني- رئيس مجلس إدارة الجمعية  ، والسيدة . منى أشكناني- المدير العام ،  والسيد .طلال بريدي، المدير الإقليمي لهيوستن ميثوديست لخدمات الرعاية الصحية العالمية، والسيدة . نجلاء الهديب، مديرة مكتب هيوستن ميثوديست في قطر. كما حضره عدد من سفراء الدول لدى دولة قطر وهم السفير السويسري ، السفير الإسباني ، السفير الإيطالي ، والسفير التركي ، قنصل الكويت ، بالإضافة لكوكبة من الشخصيات العامة والإعلامية.

بهذه المناسبة رحب سعادة الشيخ الدكتور خالد ن جبر  – بالحضور في هذا الحفل الذي تحرص الجمعية على تنظيمه كل عام يهدف تقديم الدعم النفسي والمجتمعي للمتعايشين مع المرض ،مثمناً جهود هيوستن ميثوديست لخدمات الرعاية الصحية العالمية في القطاع الصحي ودورها الفاعل في دعم الجهود التوعوية، التي تقودها الجمعية، معرباً عن سعادته بهذا التعاون الذي يأمل أن تكون اللبنة لشراكات مستقبلية تعود بالنفع على جميع أفراد المجتمع، لاسيما المتعايشين مع المرض.

وشدد سعادته على جهود هيوستن ميثوديست من خلال اتفاقية التعاون التي وقعاها العام الفائت والتي تأتي انطلاقاً من الدور الذي يقوم به الطرفان في خدمة المجتمع والشراكة الفاعلة، التي تُسهم في تحقيق الأهداف التي تنصب في صالح الجميع لاسيما وأن قضية مكافحة السرطان تحتاج لتكاتف الجهود واستمراريتها من اجل التصدي للمرض.

وأشار رئيس مجلس إدارة الجمعية  أن الاتفاق بين الطرفين يتيح الفرصة لبناء شراكات وثيقة في إطار العمل المشترك لنشر الوعي والمساهمة في تقديم الخدمات الصحية والإنسانية لمرضى السرطان، آملاً مزيد من التعاون تأكيداً على رؤية الجمعية في أن نكون منصة الشراكة المجتمعية لجعل قطر رائدة في مجال الوقاية من السرطان وتخفيف آثاره.

بدورها قالت السيدة . منى إشكناني – المدير العام للجمعية – أن تنظيم مثل هذه الفعاليات ينبثق من رسالة الجمعية نحو السعي للوقاية من السرطان وتخفيف آثاره في قطر، من خلال العمل مع شركائنا لتوعية المجتمع، ودعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع المرض، والتطوير المهني والبحث العلمي في مجال السرطان، كما يأتي ليؤكد على التزام الجمعية بدورها تجاه هذه الفئة.

وتابعت ” نحرص على تقديم كافة سبل الدعم لهذه الفئة سواء المادية أو النفسية والمجتمعية وكذلك التوعوية، وقد دشنت الجمعية في هذا الصدد العديد من البرامج التي تعنى بهذا الأمر وتسلط الضوء على نماذج مشرقة استطاعت قهر المرض والتغلب عليه ليكتب الله لهم اشراقة جديدة مليئة بحب الحياة.

وأعربت عن سعادتها مجدداً بهذا التجمع قائلة  ” إن الاحتفال بهذا الشهر الكريم يمثل فرصة كبيرة للمجتمع لإثبات أن مرض السرطان كباقي الأمراض يمكن ‏الشفاء منه، كما أنه فرصة لزيادة الوعي المجتمعي تجاه التحديات التي يواجها المرضى أثناء ‏وبعد فترة العلاج .

من جهته، قال  السيد .طلال بريدي، المدير الإقليمي لتطوير الأعمال في هيوستن ميثوديست للخدمات الرعاية الصحية العالمية: ” يشرفناالاستمرار في تطبيق بنود مذكرة التفاهم التي أبرمتها هيوستن ميثوديست مع الجمعية العام الماضي والتي تعكس التزامنا في دعم جهود شركاءنا في قطر والمنطقة لتقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية. ونتطلع للعمل مع الجمعية لدعم عملها وجهودها الرائدة للوقاية من السرطان وتخفيف أعبائه في قطر، فضلاً عن تمكين الأفراد المصابين وتوسيع المجالات المحتملة للتعاون البحثي العلمي في مجال السرطان”.

Read more...

الأطفال المتعايشون مع المرض يحتفلون باليوم الرياضي

 احتفلت الجمعية القطرية للسرطان باليوم الرياضي للدولة الذي يوافق الثلاثاء الثاني من فبراير كل عام، بدعم من فندق ريكسوس الخليج ،  وشركة إف إم إم ، وأوريد قطر ،  من خلال إقامة فعالية توعوية ترفيهية استهدفت الأطفال المتعايشين مع المرض وذويهم ،  بهدف رفع لوعي بأهمية الرياضة وضرورة تعزيز أنماط الحياة الصحية للوقاية من الأمراض لاسيما السرطان. ، كما تخلل الفعالية  التي أقيمت في فندق ريكسوس الخليج   مجموعة من الألعاب التعليمية  والترفيهية  بالإضافة لجلسة يوجا خاصه بالأطفال.

بهذه المناسبة قالت السيدة / منى أشكناني– المدير العام للجمعية – أن الاحتفال باليوم الرياضي يأتي في ظل حرص الدولة على تعزيز مفهوم الصحة والسلامة عبر رؤيتها الوطنية 2030 واهمية الاستثمار في العنصر البشري ووجود مجتمع يتمتع أفراده بالصحة والعافية ، مشيرة  لحرص الجمعية على نشر الوعي بأهمية الرياضة وتعزيز دورها في حياة الأفراد والمجتمع بشكل عام  استناداً إلى رؤيتها  في أن نكون منصة الشراكة المجتمعية لجعل قطر رائدة في مجال الوقاية من السرطان وتخفيف آثاره .

 ودعت جميع أفراد المجتمع إلى جعل الرياضة أسلوب حياة   لاسيما أنها  تمثل أحد  ركائز التنمية الصحية والتي تلعب دوراً رئيسياً في تحسين نوعية الحياة وتعزيزها، ورفاه جميع من يقيم على أرض قطر ، وذلك في ظل  العلاقة الوثيقة بين الرياضة والصحة وتأثير كل منهما إيجابياً على الآخر ” .

وأضافت ” تأتي المشاركة من منطلق حرصنا على تشجيع أفراد المجتمع بجميع فئاته وأعماره على تبني نمط حياة صحيّ وجعل الرياضة جزءً لا يتجزأ من ثقافة مجتمعنا، والتأكيد على ضرورة ممارستها بشكل يومي مع التشجيع على إتباع نمط حياة صحي متمثل في ممارسة الرياضة وتناول غذاء صحي الأمر الذي يساهم في الوقاية من السرطان بنسبة 30-40%، حيث يلعب النشاط البدني دوراً محورياً في إثراء حياة الأفراد وعاملاً قوياً للوقاية من ‏الأمراض من بينها السرطان.

Read more...

د. خالد بن جبر: خطة استراتيجية جديدة ل” القطرية للسرطان “

أعلن سعادة الشيخ الدكتور. خالد بن جبر آل ثاني- رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للسرطان- أن الجمعية بصدد تطوير وإعداد خطتها الاستراتيجية لعام 2025- 2027، حيث تتولى شركة أفيروس إعداد مشروع التطوير الذي يهدف إلى صياغة توجه الجمعية الاستراتيجي، وتحديد النتائج والأهداف الاستراتيجية وإعداد الخارطة الاستراتيجية فضلاً عن تصميم مؤشرات ومصفوفة الأداء  وتحديد مصفوفة المبادرات ومن ثم اعداد الخطة التنفيذية لمبادرات العام الأول من الخطة .

واكد سعادته ان هذا التطوير يأتي استناداً لدور الجمعية  المجتمعي في مجال الوقاية من السرطان ودعم المتعايشين معه والتطوير المهني والبحث العلمي ،  ويتوافق مع الاستراتيجية الوطنية للسرطان وتحت مظلة  القطاع الخيري ، انطلاقاً لمرحلة جديدة من العمل باستخدام منهجية التخطيط المبني على النتائج وتحديد المبادرات التنفيذية والتشغيلية الخاصة بها وأدوات المتابعة لضمان تنفيذ فعال للخطة الاستراتيجية .

وشدد سعادته أن الجمعية منذ إنشائها في عام 1997 وهي تحرص بل وتكلل كل جهودها من أجل خدمة المجتمع وتقديم كافة سبل الرعاية المستدامة في مجال السرطان وتحقيق الرفاه الصحي  لكل سكان  دولة قطر تنفيذا لتوجيهات القيادة الحكيمة وتحقيقا لرؤية قطر الوطنية 2030 ، وحرصا على أن تظل  دولة  قطر رائدة في مجال السرطان  ورعاية  المتعايشين معه ، لافتاً إن الخطة سوف  تحدد الأهداف والمخرجات الاستراتيجية التي من شأنها إحداث تغيير شامل ومتكامل في  هذا المجال .

ولفت سعادته ان المشروع سوف يتم على ستة مراحل أساسية تبدأ بالتهيئة والاعداد ، مروراً بالتشخيص والتحليل ، وتحديد التوجه الاستراتيجي ، ثم اعداد الخطة والخارطة الاستراتيجية ، فأعداد بطاقة ومؤشرات الأداء ومصفوفة المبادرات  ، انتهاءً بأعداد الخطة التنفيذية والتشغيلية للجمعية .

وقال سعادته أن هذه الخطة تأتي بالتزامن مع قرب انتهاء خطتها الاستراتيجية  2018- 2024  ومن حاجتها  لتقييم أدائها على مدار  تلك  السنوات الفائتة للوقوف على أبرز التحديدات  والمخاطر ونقاط القوة  ، فضلاً عن  النتائج والمخرجات التي تستند عليها الخطة الجديدة   والتي ستاتي استكمالا لدور سابقتها في تحقيق غاياتها الاستراتيجية الثلاثة وهي رفع الوعي المجتمعي بمرض السرطان وطرق الوقاية منه ، دعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع المرض ، التطوير المهني والبحث العلمي في مجال السرطان .

وأشار سعادته أن هذا العام سوف يكون بمثابة نقلة نوعية جديدة تضاف لعمل الجمعية في مجال رعاية مرضى السرطان وذويهم من مقدمي الرعاية لهم ، حيث سيشهد تدشين عدد من المبادرات الرقمية التي من شأنها  التسهيل على هذا الفئة وتخفيف الأعباء عليهم  حرصاً على دعم هذه الفئة بشتى الطرق سواء مادياً أو نفسياً واجتماعياً  ، وهنا  يجدر الذكر أن الجمعية لديها

العديد من البرامج المستدامة التي تعنى بهذه الفئة منها برنامج عيالنا ذهب ، ابتسامتك حياتنا ، أنا متعافي وسألهمكم بقصتي، معاً نستطيع ، مجموعات دعم  إلى جانب  برنامج المشاركات المجتمعية، كل هذه البرامج من شأنها دعم وتمكين ومناصرة هذه الفئة وإعادة تفعيل دورهم في المجتمع من خلال تقديم كافة سبل الدعم النفسي والمجتمعي لهم ولذويهم .

Read more...

أليسون استون: مسحة عنق الرحم كانت سبباً في شفائي

اسمي أليسون ستون، حاصلة على درجة الدكتوراه في الميتافيزيقيا، واسم الشهرة /الدكتور ة أليسون ستون. جئت إلى قطر لافتتاح مركز لرفاهية السيدات والسبب الذي دعاني لذلك هو إصابتي بسرطان عنق الرحم عندما كنت في الثلاثين من عمري. ولذاك السبب فإنني أعزو نجاحي اليوم في حياتي إلى تلك الحادثة التي وقعت منذ عدة سنوات. تجاوزت رحلة السرطان منذ 27 عامًا وأدرك كم تغيرت حياتي إلى الأفضل خلال تلك الفترة، وفي السطور القادمة ملخص موجز عن رحلتي:

 تزوجت في سن 18 وُزقت بطفلين ، عندما كنت حاملاً في طفلي الثالث، ذهبت لإجراء فحص روتيني فاكتشف الأطباء وجود تليفات سرطانية، ومن أفضل الأشياء التي أحمد الله على وجودها في المملكة المتحدة أنه في الثمانينيات وأوائل التسعينيات، كانت مسحات عنق الرحم متاحة للنساء: ولكنها لم تكن إلزامية، ولم يكن هناك تشجيع مجتمعي عليها بالرغم من كونها متاحة، وبعد ولادة ابنتي الأولى أجريت هذه المسحة وأيضاً بعد ولادة ابنتي الثانية، لذلك أنضح كل السيدات بإجراء هذه المسحة دورياً والتي لولاها لم أكن معكم هنا اليوم.

 يعتبر سرطان عنق الرحم الذي أصبت به من أشرس أنواع السرطانات، ونظرا لأنني كنت حاملاً في ذلك الوقت. ذهب السرطان إلى العقد الليمفاوية، وعندما جاء موعد ولادتي كنت قد وصلت إلى المرحلة الرابعة، لذلك أنا أولي اهتمامًا شديدًا بالحفاظ على صحة المرأة.

قررت بسبب هذه التجربة، أن أعيد النظر في حياتي وأن أحافظ عليها. إن تجربة الجراحات والعلاجات التي تمر بها تؤثر عليك تأثيراً عميقاً، ولكني أعتقد أن الخوف أعمق كثيراً من هذه التأثيرات، فالخوف الذي واجهته منذ سبعة وعشرين عاماً لا يمكن نسيانه أبداً. ولكني الآن عندما أتعرف على مجتمعات مثل الجمعية القطرية للسرطان، أعجب بها أشد الإعجاب لأن النساء يجدن في مثل الجمعيات الدعم المطلوب. لوكنت حظيت بشيء مشابه عندما أصبت بالسرطان فلربما كانت أموري تغيرت كثيراً واختلفت رحلتي في الحياة.

عندما أعود بذاكرتي إلى الوراء، ومثلي كأي أم ، لم أكن أعرف معنى سرطان عنق الرحم. ففي ذلك الأوقات لم يكن الأطباء يعلمون أن فيروس الورم الحليمي البشري هو السبب في سرطان عنق الرحم؛ فهذه المنطقة من جسد المرأة كان ممنوع التحدث عنها ,  أتذكر في اليوم الرابع بعد الجراحة – بعد 14 ساعة من الجراحة – بدأت في البكاء. وأتذكر أن الممرضة حضرت إلينا لتقول: “أوقفن البكاء هناك أناس أسوأ حالاً منكن”. أتذكر أنني لم أتكلّم مرة أخرى أبداً. لم أكن قد تحدثت أبداً عن الألم الذي أحسست به، بل لقد امتصصت الألم ولم أحرك ساكناً بعدها. كان من المستحيل التحدث عن هذا النوع من السرطانات بطلاقة، أتعجب الآن عندما أفكر أن الأمر استغرق حوالي 10 أو 15 سنة حتى أصبح التحدث عنه سهلاً. والآن وبعد أن أصبح لدينا علاج كيماوي يسقط الشعر فإننا أصبحنا نحتفي به وهو أمر طيب، وأعتقد أن وسائل الإعلام الاجتماعية ساعدت في هذا الأمر والتي تشكل وسيلة هامة  يمكن للناس من خلالها أن يتحدثوا عن تجاربهم الخاصة. ورفع الوعي المجتمعي.

لقد اخترت السيطرة على حياتي، فسلكت مساراً روحياً ـ لا أنكر أنني كنت خائفة، ولكني أظن أن تعلم بعض الأشياء مثل التأمل والتعرف على جسدك يمنحك شعوراً بالسيطرة. ، لأنه عندما يتم تشخيص إصابتك ويقول الطبيب “أنت مصاب بالسرطان، في المرحلة الرابعة، وهذا أمر خطير” ـ فأنت تسلم كل شيء إلى الأطباء، ينتابك شعور باليأس، وترى أنك الآن تحت رحمة الناس الذين يقولون لك: “عليك إجراء هذه الجراحة، عليك أن تحصل على هذا العلاج الكيميائي، عليك أن تحصل على هذا العلاج الإشعاعي” ولكنك ما زلت لا تعلم ما هذا المرض.

من هنا يأتي دور مجموعات الدعم ، حيث بدأ الأطباء في إدراك حقيقة مفادها  ” أن المرضى يحتاجون إلى بعض الرعاية العاطفية”  ، ففي حالتي كمريضة لست فقط شخصاً يجري عملية جراحية ويفحص علاماته الحيوية، أنا مريضة أمر بمرحلة غيرت حياتي تماماً  ، تم استئصال الرحم – وصرت في مواجهة حقائق واقعية شديدة الألم؛ فلن أنجب أطفالاً مرة أخرى، قد أموت وأترك أطفالي، زوجي قد يهجرني ويبتعد عني للأبد، هناك ندوباً في كل مكان ــ لم يعالج أحد هذه الحقيقة، ولم يمد أحد يده لي بالمساعدة. كانت الأمور والظروف قاسية للغاية  مثل  ” لا تتحدثي عن السرطان ” ، لذلك  ينبغي لك أن تكون ممتنة لكونك ما زلت على قيد الحياة والآن أشعر أن الناس يمكنهم الحديث عن تجربة السرطان، بل ويمكنهم معالجتها، وأعتقد أن الفرق في قطر, أن الجميع كانوا ممتنعون عن التعبير عن كلمة السرطان. وخاصة نساء الشرق الأوسط اللأتي يضعن أطفالهن في المقام الأول من حياتهن، ولذلك كن لا يرغبن في الاعتراف بمرض السرطان أو التعبير عنه..

 لقد خاطبت مجموعة من سيدات الشرق الأوسط منذ 12 سنة وحاولت إقناعهن بالحصول على فحص للثدي واختبارات مسحة عنق الرحم ، فكان الرد دائماً أنهن لن يفعلن ذلك لأنهن لا يردن أن يعرفن ويرجعون الأمر إلى القدر والابتلاءات التي يمر بها الانسان   وفي أي من الحالتين يشعرن بأنه ليس بوسعهن منع هذا القدر ويجب الرضا به وتقبله. ولكن جيل نساء اليوم بات مختلفاً، فصرن يقولن: بوسعنا أن نفعل شيئاً حيال ذلك، وخاصة الناجين. أصبحن يستخدمن بعض المصطلحات الجديدة مثل الناجيات من السرطان، كما أنهن هجرن بعض الكلمات مثل “وفاة نتيجة الإصابة بالسرطان” ليستبدلنها بعبارة “رحلة السرطان”، “التغيير”، “القوة”، “تغيير نمط الحياة”   وتوجهن أكثر للكلمات الإيجابية والابتعاد عن الموت والهلاك.

من أكثر المواقف التي مرت بي وما زالت محفورة في ذاكرتي هو أنني بعد التشخيص الأولي الذي قمت به، رجعت إلى البيت بصحبة زوجي، وحين أخبرته، رأيت نظرة الخوف في عينيه، وعندها أغلقنا الحديث في هذا الموضوع. أتذكر أنهم قالوا لابد من إنهاء الحمل، لأن الحمل من شأنه أن يزيد من الإصابة بالسرطان، وأتذكر أنني فكرت، “ماذا أفعل؟”. ما هو التصرف الصحيح؟  هذه هي الفرصة الأخيرة لإنجاب طفل لأني سأجري استئصال الرحم فيما بعد. ماذا أفعل؟  ومرة أخرى أنظر إلى وجه زوجي وعجزه عن الرد عليّ ولم أخبر أحداً.  حملت هذا العبء وحدي، مع يقيني بأنه قد يؤدي بي إلى الهلاك. حتى أنني لم أستطع أن أتحدث عن حقيقة إنهاء حياة طفلي أو عدم إنهائها، لأنني لم أكن أريد أن أتواصل مع أي شخص، لم أكن أريد أن أرى الخوف في أعين الآخرين. ففي تلك الأيام، عندما تقول كلمة سرطان، يقابلك الأخرين دائماً بالصمت. ولذلك لم أخبر أمي أو أي شخص إلا بعدما أنهيت كافة الجراحات. وبالطبع عندما كنت في المستشفى

 بدأ الناس في القدوم لزيارتي. وأنا أجاهد مع نفسي للتحلي بالشجاعة والقضاء على مخاوفي، لأن الخوف الذي رأيته في أعين الآخرين ينعكس على مكنون قلبي. ولكن مع مرور الوقت والانتهاء من العملية أدركت أن الصمت أنقذني على نحو ما، كنت اتحدث كثيراً إلى نفسي، وأصمت عن الحديث حول السرطان مع الآخرين، لأتظاهر أن كل الأمور على ما يرام، وأنني أتطلع دائماً إلى الأمام. ، وفي الليل عندما أخلد إلى نفسي أو أذهب إلى الخلاء أشعر بالحاجة إلى الصراخ.. البكاء…النحيب.

لم أستطع إخبار أي شخص عن مرضي بالرغم أنني قضيت في المستشفى ستة أو سبعة أسابيع تقريباً. وعندما خرجت من المستشفى، طلبت من أمي أن تتولى رعايتي، ولذلك كان علي أن أخبرها بمرضي. لم أخبر بناتي قط حتى بلغن الثامنة عشرة . لم أكن أريد لهم أن يخافوا علي من الموت. ولم أكن أريد أن أزرع هذا الخوف بداخلهم ،  كنت أنا من منعت نفسي عن إخبارهم. كنت دائما ألتمس لنفسي العذر بأنهم لم يبلغوا من العمر ما يكفي، ولم أكن أريد أن أراهم مذعورات، ولكنني في الوقت نفسه كنت أريد منهم أن يتحلوا بروح المبادرة في فحص السرطان، وهذا كان من أكثر التحديات التي واجهتها في حياتي. ، كان يتحتم على إخبارهم. خضعت بناتي للتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي، ويذهبن بانتظام لعمل مسحة عنق الرحم وما أدركته هو أنني لو كانت لدي الشجاعة الكافية للتصدي لهذا الأمر في وقت سابق، لجعلتهن يخضعن للمسحات في وقت مبكر، ولكن ما يهمني هو أن أتناقش وأتحاور معهن حول السرطان في وقت سابق وهو ما فعلته في نهاية المطاف. أعلمتهن أخيراً  بالأمر ورأيت أنهن غير خائفات., أعتقد أن ذلك يرجع لنعمة الانتظار، فهم يروني الآن بعد 22 عاماً شخص نشط يتمتع بصحة جيدة، والآن يفهمن حاجتي وما أطلبه منهن لأخذ خطوات استباقية. أما بالنسبة للآخرين؛ فقد فقدت الاتصال مع عدد قليل من الناس بعد مرضي ،  أظن أن بعض صديقاتي كن خائفات ، لأنني كنت شابة وصحيحة جسدياً إلى حد كبير. كان هذا هو الأمر الرئيسي لم أكن شخصاً مريضاً. كنت سليمة جسدياً وأولادي أصحاء جداً.

ولكن ما فعلته تجربة المرض بالنسبة لي مهد لي طريق حياتي الذي سلكته منذ ذلك الوقت. فالخيارات التي قمت بها في مجال التطوير والتنمية الذاتية والمهنية يرجع أساسهم إلى التجربة التي مررت بها والرحلة التي خضتها. فهي ما دفعتني إلى دراسة الدكتوراه في الميتافيزيقيا، فأنا منذ ذلك الحين حريصة جداً على تعلم علم الوراثة اللاجيني، لأن هذا العلم يساعدك على الفهم الكامل للخلايا الجسدية، كما أنه يعلمك أن الخلايا ما هي إلا انعكاس لبيئتك وليس الحمض النووي فقط، ولهذا السبب تتغير الجينات الوراثية. ، إن الخوف المزمن وعدم الاعتناء بالنفس، يؤثران على جيناتك وهو أمر مخيف ولذلك عليك أن تنتبه  ، عليك أن تؤمن وتقتنع بأنك قادر على تغيير بيئتك إلى الأفضل. لابد وأن تدرك أن أهمية هذه البيئة الداعمة ، واستبدال الخوف بما يقدموه لنا من دعم ومساندة. لأن الخوف شديد السمية، وقد يؤثر علي جسدك ويؤذيه. بل ربما يصل الأمر إلى الجينات.

عندما ذهبت لإجراء الجراحة، كنت شجاعة ولا اهاب المرض. أخذت نفساً وذهبت إلى هناك وأنا أحدث نفسي بأنني قوية وشجاعة وسأجتاز هذا الزائر الكريه. أعتقد أن الجانب الروحي للمرض هو الإيمان، ومدى قوته لدى الشخص، وكيف يمكن للإيمان أن يكون مصاحباً للمريض طوال فترة علاجه.

لقد جعلني المرض شخصاً أفضل فقد أوضح لي ما دوري وهدفي في الحياة ـ عندما أنظر إلى كل الأشياء التي كنت أخطط لها قبل إصابتي بالسرطان، أجدها تغيرت عبر تلك السنوات، لأجعل حياتي مكرسة للرعاية والطب الوقائي. ومن ثم حصلت على درجة البكالوريوس في الطب البديل. بعد أن كنت ربة منزل وأم لثلاثة أطفال – من كان ليتصور ذلك؟ درست علم الأيورفيدا في الهند. من كان يظن أن ربة منزل كانت لتفعل ذلك؟ بوسعي أن أتطلع إلى الوراء لكي أرى أن كل شيء قمت به دون خطة قادني إلى الحصول على درجة الدكتوراه، وإلى التواجد في قطر لبناء مركز طبي يهتم بصحة المرأة،، وأخيراً و بعد 27 عاما استطعت رواية قصتي على الأخرين ومشاركتها معهم.

حتى في السنة الخامسة التي كنت فيها خالية من السرطان، كنت أتعرق وينتابني الأرق، وأفكر ماذا لو عاد السرطان؟ المثير للاهتمام أنك لا تفعل ذلك مع أي مرض آخر. إن كل المصطلحات التي نستخدمها تصف هذا المرض بأنه وحش، وبمجرد أن تكون في قبضته فإنه يستحوذ عليك، ولكن إذا كان بوسعنا أن نغير الحوار ليكون “كم تبدو نشيطاً وقوياً اليوم” أو “إن خلاياك الدموية رائعة اليوم”. إذا ما بدلنا أساليبنا في التعامل مع السرطان واجتهدنا في صياغة مفردات إيجابية جديدة، كأن نقول “دعونا نرى ما إذا كان بوسعنا أن نضيف قائمة للأعمال التي سنجريها في الأعوام الثلاثة القادمة الخالية من السرطان”، قد تكون هذه محادثة مختلفة تماماً حول المرض، بدلاً من أن تقول “دعونا نرى ما إذا كان قد عاد” أو “دعونا نرى ما إذا كنت  خاليا من السرطان”

أرى أنه من المهم لمهنة الطب أن تعيد صياغة الطريقة التي تتحدث بها عن السرطان مع المرضى. فتغيير عبارات مثل “أنا آسف للغاية، ولكن لا بد من قدومك إلى المركز الصحي…” أو “لن نتصل بك إلا إذا كان هناك مشكلة صحية ما” ــ أو نغير بعض العبارات التي يسمعها  المريض مثل: “سنهاتفك  إذا كنت مصاباً بالسرطان، لأن هذه النوعية من العبارات تزيد من القلق والاضطراب أثناء ساعات الانتظار. إذا مررت بتجربة فحص إيجابية، سيكون من السهل عليك معاودة الفحص مرة أخرى. بدلاً من إخبار المرضى “بأنهم لن يظلوا على قيد الحياة أكثر من شهرين”، لماذا لا نخبرهم بأن النظام الطبي سيبذل قصارى جهده لإرسالهم إلى بيتهم ويدفعهم إلى التركيز على نوعية حياتهم، ونظامهم الغذائي.

Read more...

: محمد مولود: تجاوزت الصعاب بدعم أسرتي والفريق الطبي

كانت حياة محمد مولود تسير بشكل طبيعي إلى أن لاحظَ بعض الأعراض الغريبة التي اكتشفها بالصدفة. بعد أن أجرى جميع التحاليل والفحوصات اللازمة، فقام بعمل منظار وأظهرت النتائج إصابته بسرطان المستقيم، وكانت الخطوة التالية هي إجراء عملية لإزالة الورم. لم يكن لدى محمد أي انطباعات سابقة عن مرض سرطان المستقيم مما جعله يستقبله كأي مرض يصيب أي إنسان. بالإضافة إلى ذلك كان إيمانه بالله وتوكله عليه سبباً في تلقيه الخبر بدون أي مخاوف من المستقبل، ورغم شدة الألم الذي أصابه في العملية، إلّا أن عائلته كانت مصدراً كبيراً للدعم بالنسبة له، وخاصةً أخته.

 قام محمد بأخذ إجازة من العمل الخاص لمدة سنة لكي يتلقى العلاج الكيماوي الذي واجه معه عدة أعراض مثل الإنهاك والفتور وانعدام الشهية وبعض الآلام البسيطة مما أدى إلى خسارته لعمله. ولكن ما يشعره بالراحة الآن هو إتمامه لمعظم جلسات الكيماوي، وبقاء جرعة واحدة فقط لإكمال العلاج مما سيجعله قادراً على البحث عن وظيفة جديدة قريباً.

ويتلقى محمد العلاج الكيماوي والإشعاعي من خلال الجمعية القطرية للسرطان التي تواصل معها عن طريق مستشفى حمد العام. ووصف محمد أنه بالإضافة إلى العلاج، فإن ما تلقاه من الفريق الطبي من الدعم النفسي أثّر بصورة إيجابيّة على صحته وساعده في تجاوز المصاعب التي واجهها. وخلال وصفه لرحلته، ذكر أن أجمل ما خرج بِهِ من تلك التجربة هو الصبر الذي تعلمهُ خلال فترةِ تلقي للعلاج الكيماوي والإشعاعي، وأكثر ما ينصح به كل من يمر بنفس التجربة هو الالتزام بالعلاج ومواصلته، ومواجهة الأعراض الجانبية بدون خوف لأنها مؤقتة وتزول مع الوقت. وأوضح أن أفضل الأشياء التي ساعدته على مواجهة السرطان هي الصلاة وتلاوة ورد من القرآن الذي وصفه -كما ورد بسورةِ الإسراء- أنه شفاء للناس.

Read more...

مؤتمر سرطانات الجهاز الهضمي ينطلق مع توقعات بزيادة أعداد الإصابة

تـحـت رعـايـة مـعـالـي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أفتحت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة ، أعمال المؤتمر الدولي لسرطانات الجهاز الهضمي 2023 ـالذي نظمته الجمعية القطرية للسرطان بفندق ريتزكارلتون بحضور ما يزيد عن 1000 من مقدمي الرعاية الصحية ونخبة من المتخصصين والخبراء في مجال الأورام حول العالم .

وناقش المؤتمر على مدار يوميه كافة الموضوعات الــتــي تـعنى بســرطــانات الــجهاز الهضمي وعــوامــل الاصــابــة بــه وطـــرق الـتـشـخـيـص والــعــلاج الـى جانب عرض أحدث الدراسات والابحاث العالمية حول هذا الموضوع، كما بحث أهم الأسباب التي أدت إلى زيادة الإصابة بهذا النوع السرطان.

وقد بحث المشاركون في المؤتمر من عدد من الدول  من  بينها أمريكا، النمسا ، الكويت , السعودية ، الإمارات ، البحرين , سلطنة عمان ، لبنان ، الأردن ،  إلى جـانـب دولــة قـطـر ممثلة في وزارة الصحة العامة ، مؤسسة حمد الطبية ، مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ،  وضع توصيات وآليات تهدف إلى الحد من انتشار هذا المرض والعمل على وضع برامج للتثقيف والتوعية للوقاية من منه .

عبئاً عالمياً

وقال سعادة الشيخ الدكتور. خالد بن جبر آل ثاني رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للسرطان خلال كلمته الافتتاحية أن هذا المؤتمر تم انعقاده بالتزامن مع توقعات بزيادة عبء الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي  عن المستويات الحالية والتي تبلغ حوالي 18 إصابة لكل 100.000 لتصبح 34 لكل 100.000 بحلول عام 2030، وذلك وفقًا لسجل قطر الوطني للسرطان – وزارة الصحة العامة في قطر.

وأشار أن تنظيم هذا المؤتمر يأتي في إطار حرص الجمعية القطرية للسرطان على مواكبة التطورات الطبية العالمية للحد من انتشار المرض في دولة قطر وتوفير كافة الإمكانيات اللازمة والدعم المطلوب لمكافحته محليا والسيطرة عليه.

توصيات

وقد خرج المؤتمر الدولي لسرطانات الجهاز الهضمي  بمجموعة من التوصيات أهمها

  • ضرورة إنشاء فرق متعددة التخصصات من خلال تشجيع المؤسسات الصحية على تشكيل فرق متعددة التخصصات، تجمع خبرات الجراحين وأطباء الأورام وأخصائي الأشعة إلى جانب الممرضين المتخصصين لتقديم رعاية شاملة لسرطان الجهاز الهضمي.
  •  تعزيز برامج التدريب الجراحي من خلال تطوير برامج تدريب متقدمة للجراحين، مع التركيز على أحدث التقنيات في الإدارة الجراحية لسرطانات الجهاز الهضمي، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم والكبد والبنكرياس.
  • تعزيز أبحاث الأورام الدقيقة من خلال الدعوة إلى زيادة التمويل والدعم للأبحاث في علاج الأورام الدقيقة وتخصيص علاج سرطان القولون والمستقيم، وتعزيز فعاليته وتقليل الآثار الجانبية.
  • تنفيذ بروتوكولات زراعة الكبد: من خلال التوصية باعتماد بروتوكولات متخصصة لزراعة الكبد في حالات سرطان القولون والمستقيم النقيلي، مما يضمن الاختيار الأمثل للمريض والرعاية اللاحقة للعمليات الجراحية.
  • اعتماد المبادئ التوجيهية السريرية: من خلال حث مقدمي الرعاية الصحية على اعتماد ودمج المبادئ التوجيهية للممارسة السريرية في خططهم العلاجية لسرطان القولون والمستقيم النقيلي، وضمان الرعاية القائمة على الأدلة.
  • تنظيم حملات التوعية العامة: عبر إطلاق حملات توعوية جماهيرية حول أهمية الكشف المبكر لسرطانات الجهاز الهضمي، مع التركيز على عوامل الخطر والاستراتيجيات الوقائية
  • توسيع الوصول إلى التصوير المتقدم: من خلال تسهيل الوصول على نطاق أوسع إلى تقنيات التصوير المتقدمة مثل التصوير المقطعي   (CT-PET) لتحديد مراحل سرطانات الجهاز الهضمي ومراقبتها بدقة، خاصة في المناطق منخفضة الموارد .
  • تعزيز البحوث الاقتصادية في علاج سرطانات الجهاز الهضمي: من خلال تشجيع الدراسات حول فعالية التكلفة المطروحة لطرق علاج سرطانات الجهاز الهضمي المختلفة لتوجيه القرارات السياسية والإنفاق على الرعاية الصحية.
  • تعزيز خدمات دعم المرضى: من خلال إنشاء خدمات دعم شاملة للمرضى، بما في ذلك الاستشارات الغذائية والدعم النفسي وإدارة الألم، لتحسين نوعية الحياة للمرضى المصابين بسرطانات الجهاز الهضمي.
  • إنشاء وحدات متخصصة في علاج السرطان: عبر الدعوة إلى تطوير وحدات متخصصة في علاج السرطان مثل وحدة سرطان المريء والمعدة في قطر، مع التركيز على العلاج والأبحاث المستهدفة في أنواع معينة من سرطانات الجهاز الهضمي.
Read more...

تحت رعاية معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية : إنطلاق المؤتمر الدولي لسرطانات الجهاز الهضمي

تـحـت رعـايـة مـعـالـي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، تستضيف الجمعية القطرية للسرطان في الأول والثاني من ديسمبر المقبل المؤتمر الدولي لسرطانات الجهاز الهضمي ، بفندق الريتزكارلتون – الدوحة  ، ومن المتوقع أن يستقطب ما يزيد عن 1000 من مقدمي الرعاية الصحية الأولية ونخبة من الباحثين والأكاديميين والمتخصصين في مجال اورام الجهاز الهضمي حول العالم.

وقال سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني – رئيس مجلس إدارة الجمعية خلال مؤتمر صحفي نظمته الجمعية للإعلان عن المؤتمر الدولي لسرطانات الجهاز الهضمي، أن هذا المؤتمر انبثقت أهميته من كون سرطانات الجهاز الهضمي تمثل عبئا كبيرا على مستوى العالم، سواء من حيث الإصابة أو الوفيات، حيث يصيب هذا النوع من السرطان حالة واحدة من كل 4 حالات سرطان، وحالة واحدة من كل 3 حالات وفاة بالسرطان على مستوى العالم.

واكد سعادته أن هذا المؤتمر تم اعتماده كنشاط للتعليم الطبي المستمر والمصنف كنشاط رقم 1 بواقع 9 ساعات معتمدة من المجلس القطري للتخصصات الصحية – قسم الاعتماد – وزارة الصحة العامة، مشيرا ان التسجيل سـيـتـم مــن خــلال تـطـبـيـق الجمعية على الـهـاتـف المـحـمـول، لافتاً أن المؤتمر منصة عالمية تجمع  نخبة من المتخصصين والخبراء  ‏في شتى المجالات التي لها علاقة ‏بسرطانات الجهاز الهضمي من عدد من الدول  من  بينها أمريكا، النمسا ، الكويت , السعودية ، الإمارات ، البحرين , سلطنة عمان ، لبنان ، الأردن ،  إلى جـانـب دولــة قـطـر ممثلة في وزارة الصحة العامة ، مؤسسة حمد الطبية ، مؤسسة الرعاية الصحية الأولية .

وأضاف ” كما يكتسب هذا المؤتمر أهمية كبرى مع توقعات بزيادة عبء الإصابة بهذا النوع من السرطان عن المستويات الحالية والتي تبلغ حوالي 18 إصابة لكل 100.000 لتزيد لتصبح 34 لكل 100.000 بحلول عام 2030، وفقًا لسجل قطر الوطني للسرطان – وزارة الصحة العامة في قطر

ولفت أن المؤتمر سيتناول من هذا المنطلق كل المواضيع الــتــي تـغـطـي ســرطــان الــجهاز الهضمي وعــوامــل الاصــابــة بــه وطـــرق الـتـشـخـيـص والــعــلاج الـى جانب عرض بعض الدراسات والابحاث العالمية حول هذا الموضوع  ، منوهاً بان المؤتمر ستضمن جلستين حواريتين  الأولى  تعنى بتوعية المجتمع حول الوقاية من سرطانات الجهاز الهضمي ”  وتستهدف 100 شخص لتوعيتهم سرطانات الجهاز الهضمي وطرق الوقاية والكشف المبكر مع التركيز على دور الغذاء في الوقاية من المرض كما سيكون هناك معرض طبي مرافق بالتعاون مع بعض الجهات الصحية لتقديم خدمات الاستشارة المجانية (الطبية والتغذية) وعمل قياسات حيوية ومؤشر كتلة الجسم للجمهور  ، وتعنى الجلسة الثانية بالمتعايشين مع السرطان  وذويهم  للحديث عن أهمية الغذاء خلال فترة العلاج والتعافي عبر استضافة نخبة من الأخصائيين في هذا المجال .

وأكد سعادته على أهمية الشراكات المجتمعية في دعم خطط الجمعية وخص بالشكر وزارة التنمية الاجتماعية  والأسرة ، وزارة الصحة العامة،  هيئة تنظيم الأعمال الخيرية ، مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ، مؤسسة حمد الطبية ، اوريدو ، كتارا للضيافة ، سهيل القابضة ، بنك دخان ، البنك الأهلي ،مصرف قطر الإسلامي،  شركة تصوير .

وفــي هــذا الـسـيـاق أشــــار الدكتور عبدالعظيم عبدالوهاب حسين- نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية ان سرطانات الجهاز الهضمي  تشمل مجموعة واسعة من الأورام الخبيثة، بما في ذلك سرطانات المريء والمعدة والكبد والبنكرياس والمرارة والقنوات الصفراوية والأمعاء الدقيقة والقولون والمستقيم والشر ،  ومع ذلك، فإن العبء الذي تفرضه هذه الأمراض يقابله  فرصة لإحداث تحول جذري في حياة الملايين من خلال الإنجازات الطبية والأبحاث المبتكرة والرعاية التعاوني

 وأوضح قائلاً” في عام 2020، احتلت سرطانات القولون والمستقيم المرتبة الثانية في العالم. الإصابة بالسرطان. ومن بين السكان القطريين المسجلين في السجل الوطني للأبحاث، هناك 635 حالة تم تشخيص إصابتها بسرطان القولون والمستقيم. ومن بين هذه الحالات توفي 28% وما زال 72% على قيد الحياة. 54% من الحالات كانت في مرحلة متأخرة. احتلت سرطانات الكبد والقنوات الصفراوية داخل الكبد المرتبة العاشرة في حدوث السرطان. ومن بين السكان القطريين المسجلين في السجل الوطني للأبحاث، هناك 246 حالة تم تشخيص إصابتها بسرطان الكبد. ومن بين هذه الحالات توفي 65% وما زال 35% على قيد الحياة. وكان 69% من المرضى في مرحلة متأخرة., وفقاً لسجل قطر الوطني .

Read more...

محمد شعبان: بالصبر والإيمان أنا متعايش مع السرطان

محمد شعبان, رجل خمسيني  يبلغ من العمر 55 عامًا ، اعتاد طوال سنوات عمره السابقة اتباع نظامًا غذائيًا صحيًا مصاحباً لنظاماً رياضياً ، لديه مزرعة منزلية صغيرة يزرع بها أنواع مختلفة من الفواكه والخضروات، وذلك لما تحظي به هذه المزروعات من فوائد واسعة لصحته وصحة أسرته. فعلى سبيل المثال، يزرع محمد شجرة المورينغا بمزرعته  ؛لما لها من فوائد طبية فهي تقلل نسبة السكر في الدم ولها تأثير مضاد للالتهابات والأكسدة.

وصف محمد شهر مارس 2017 بأنه الوقت الذي “سقط فيه”، والذي بدأ بإمساك خفيف، ونسبه في وقتها إلى تناول الرمان؛ ولكن استمرت أعراض الإمساك لمدة 10 أيام، فقرر تناول أدوية مسهلة، لكن حالته لم تتحسن. وبدأ القيء في الظهور، وكان شديدًا مما أدى إلى شعوره بالإعياء والتعب الشديد. أدى تراكم كل هذه الأعراض إلى عدم قدرته على المشي، ومن ثم استدعى سيارة الإسعاف على الفور.

 أجري محمد الكثير من الفحوصات. فخضع للتصوير المغناطيسي والأشعة المقطعية، مما أوضح احتمال إصابته بسرطان القولون (المرحلة الثالثة). لم يتخيل محمد هذا التشخيص أبدًا، فجل ما جال في خاطره هو أن تعود هذه الأعراض إلى أمراضٍ عابرةٍ يمكن القضاء عليها بسهولة ولن تستمر أكثر من بضعة أيام.

انتقل إليه الخبر بأساليب على درجة عالية من الود واللطف، بعيدًا عن والديه كما طُلب. وبمجرد استماع محمد إلى التشخيص، تراءى في ذهنه على الفور الجراحة وما يتبعها من مضاعفات. كان شعبان مهيأً لمواجهة الصعوبات التي جلبها له مصيره فصاح قائلاً :”سرطان؟ لا يهمني ذلك” عندما سألته عما شعر به حين أخبره الطبيب عن حالته والتشخيص وكيفية إدارة المرض . أثبت “محمد” على أرض الواقع أن كل شخص لديه القدرة على التغلب على المرض فور تعلمه كيفية التعامل معه. كان “محمد” متواصل التفكير في المضاعفات التي يمكن تجنبها؛ فأحد هذه المضاعفات التي كان يرهبها هي وجود كيس القولون ، والذي يُوضع مؤقتًا حتى يُعاد الاتصال بين القولون والمستقيم. لقد كان محمدٌ قلقًا وجلاً من نظرة أصدقائه وعائلته إليه ومن وجود كيس خارجي للبراز. لقد ظن أن هذا قد يضعف صورته وسمعته أمام الجميع.

تواصلت المناقشات لفترات طويلة حتى قرر الطبيب أهمية التدخل الجراحي العاجل لأن المريض يعاني من انسداد في الأمعاء، مما قد يؤدي إلى عواقب مميتة. حاول الطبيب إدخال أنبوب ليتخلص من جميع السموم المتواجدة داخل البطن، لكنه لم يتمكن من ذلك. وفي ذات اليوم، وصل جراحٌ آخر إلى قطر واستُدعي إلى غرفة العمليات. صمم هذا الجراح على عدم مغادرة غرفة العمليات حتى يتمكن من إدخال الأنبوب. وصفه “محمد” بأنه هذا الطبيب من النوع الذي يثق ويؤمن بإرادة الله، فاستطاع إدخال الأنبوب دون أي مضاعفات على محمد. قال محمد “كانت جميع المضاعفات المترتبة على هذا الأمر كارثية لولا لطف الله وقدرته”، موقناً بأنه في طريقه إلى التحسن والشفا، استغرقت عملية إزالة السموم من جسده قرابة الساعة والنصف . شعر بعدها بتحسن وراحة. تم استئصال نسبة 80٪ من القولون والعقد الليمفاوية المحيطة.

وصف “محمد” هذه الأيام بأنها مثل رحلة تعبر خلالها الأطلسي وما به من مدٍ وجزرٍ ، ولكنها مرت بسلام وأمان في نهاية المطاف . ومع ذلك، ومع انتهاء هذه المعركة، نشأت معركة أخرى لاحقة، وهي رحلة العلاج الكيميائي. كانت أثار العلاج الكيميائي شديدة ومرهقة. عاني  “محمد” من الإسهال ، وفقدان الوزن حيث خسر 20 كجم. ومع ذلك ، شعر بالارتياح لأنه وصل إلى حالة من الفوز في معركته ضد السرطان ؛ الآثار الجانبية لم تكن مهمة لأنه اجتاز عاصفتين من عواصف السرطان ، وهما الجراحة والعلاج الكيميائي. كان يعلم أنه وصل إلى خط الفوز بإرادته.

لم تتخلى أسرة محمد وعائلته وأصدقائه عنه خلال هذه الفترة، فكانوا على درجة ملحوظة من التفهم والرقي. على الرغم من شعورهم داخلياً بأن السرطان وصمة عار، إلا إنهم جميعاً تغيروا وتقبلوا الأمر ؛ لقد ازداد تقبلهم لمرض السرطان مع الوقت وأصبح بالنسبة له – مماثلاً لأي مرض آخر يمكن علاجه، ينبغي على الجميع ألا يعتبر السرطان نهاية لحياة المرء.

أصيب “محمد” بفتق في البطن بعد ثمانية أشهر من الجراحة. سعى للعلاج واكتسب المزيد من القوة لمواجهة هذه المضاعفات الجديدة. فبحث عن العلاج البدني والنفسي معا. فهو “لم يفقد الأمل أبدًا”، استطاع “محمد” اجتياز هذه الرحلة المروعة وما استدعته من محاربة السرطان والتغلب على مضاعفاته.

 كان السرطان “ضيفًا مباغتا”، ولكن مثل أي ضيف آخر، يستلزم منك تقديم واجب الضيافة والترحيب به. وبالتالي ينبغي للمرء خلال هذه الرحلة – أن يتحوط بأسرته وأصدقائه الداعمين له ، فهم من يجلبون له مشاعر الفرح والسعادة ، وهم نفسهم من يعطون له القدرة على احتضان هذا المرض بدلاً من السماح له باستنزافه. لا تسمح لهذا المرض بالسيطرة على حياتك واعتباره مرضًا مميتًا، فالضربة التي لا تميت تقوي ، فالسرطان بداية لحياة جديدة وليس نهاية.

 انطلقت مبادرة “خطوة الأمل” بالتعاون بين الجمعية القطرية للسرطان والمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان ، والتي تهدف لدعم المتعايشين مع السرطان بشكل عام والتأكيد على أن السرطان يمكن الشفاء منه ويمكن للمرضى ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، إلى جانب التأكيد على أهمية الدعم النفسي والمجتمعي لهذه الفئة لجعل فترة المرض وما بعدها أسهل، وكذلك أهمية إتباع نمط حياة صحي متمثل في ممارسة الرياضة والغذاء الصحي للوقاية من الأمراض لاسيما السرطان.

حيث قمت خلال هذه المبادرة بقطع حوالي 555 كم مشياً كمرحلة أولى ومن ثم استكمال الجولة لقطع 2022 كم كهدف لاحق وتم اختيار هذا الرقم بمناسبة استضافة قطر لمباريات كأس العالم 2022 حيث اسعى إلى قطع ما يقرب من 25 كم يومياً بمعدل خمس ساعات.

وأود التأكيد بأن  هذه المبادرة فرصة لتعزيز دور النشاط البدني في الوقاية من الأمراض لاسيما السرطان  تماشيا مع رؤية الدولة  2030 للارتقاء بصحة الإنسان ، إلى جانب التأكيد على العلاقة الوثيقة بين السرطان والحالة النفسية  والتي قد تسهل أو تمنع العلاج.

 وفي الختام، أود أن أوجه شكري وامتناني للجمعية القطرية للسرطان لتبنيها لخطوة أمل التي تعتبر المبادرة الأولى من نوعها في العالم، ولكل ما يبذلونه من جهد ودعم متواصل.

 

Read more...