شيخة المناعي : ادركت المعنى الحقيقي للحياة بعد التعافي

اسمي شيخة المناعي أعمل كمقدمة برامج تلفزيونية وإذاعية، وذلك بعد أن كنت أعمل كمعلمة منذ 1995 ومديرة مدرسة سابقاً. وبعد انتهاء فترة خدمتي كمديرة إحدى المدارس المستقلة في عام 2016 ، قمت بالسفر للخارج للاستجمام ولكي أجد شغفا جديداً. وهناك كانت المرة الأولى التي شاهدت الورم فيها ، وظننت أنه مجرد كدمة رغم  عدم وجود أي آثار مما جعلني أشك وأفحص نفسي بنفسي كما تعلمت في الدورات الطبية التي كنت التحق بها من فترة لأخرى ،  وأثناء الفحص أحسست بورم بأعلى الكتف يشبه الكرة الصغيرة ،شعرت لحظتها بالخوف.. تذكرت حينها أنني ارتطمت بجدار حمام السباحة قبل سفري .

في بداية الأمر تجاهلت الورم لمدة تقارب الأربعة أشهر لاعتقادي بأنها ستختفي .  وعند عودتي ذهبت لزيارة طبيب مختص بالموجات فوق الصوتية ،  لمعرفة طبيعة الورم بما أنه لا زال موجوداً ، وأعطاني بعض الأدوية التي قد تساعدني في تخفيف الانتفاخ. وسافرت مرة أخرى بعد أن كنت التحقت بالعمل في مجال الإعلام . بعد شهرين من بداية مساري في عملي الجديد أصبحت قلقة ومتوترة من الورم لأنه قد تقلص في الحجم بعد أخذي للأدوية ولكن قد عاود البروز مما جعلني أذهب للمركز الصحي الذي حول ملفي لمستشفى حمد. وفي اليوم الذي يليه تلقيت هاتف من المستشفى يفيد بتحديد موعد لمقابلة طبيب مختص بالأورام .

باشر الطبيب بالفحص السريري ، وقال أنه  يشتبه بوجود ورم  خبيث ،وسألني عن تاريخ عائلتي المرضي ،كما سألني عما إذا لدي أطفال ،  بعد المراجعة الأولية مع الطبيب أحلت إلى قسم  الجراحة الذي أزال بعض الغدد اللمفاوية لأغراض التحاليل، وقد استغرق معرفة نتائج الفحص أسبوعين. النتيجة كانت إيجابية لسرطان الثدي من الدرجة الأولى. لم استوعب ما حدث لفترة من الزمن ، وبكيت عندما عرفت نتيجة الفحص ليس خوفاً من المرض وإنما لمعرفتي كم ستكون أمي رحمة الله عليها خائفة وهلعة من هذا الخبر .. وشعرت والدتي يوم رجوعي من المستشفى أن هناك أمر ما عندما رأتني وقد قمت بإخباره.

 كان طبيبي أكبر سند لي وقتها، هو الذي قال لي بأنني أحتاج لعلاج كيماوي وبعدها علاج جراحي. لقد أخبرني بأن هناك مراحل للعلاج، وأنها قد تكون صعبة بسبب فقدان شعري ووزني. تفاصيل كثيرة مؤلمة مررت بها في تلك المرحلة، لكن ما ساعدني خلال هذه الفترة الحرجة هو ذكر الله تعالى والمحافظة على الصلوات وقراءة القرآن ، خلال هذه الفترة زاد بكائي بالأخص عند الصلوات. كانت أول جرعة من العلاج الكيماوي في مركز الأمل، رائحة العلاج سببت لي الغثيان وجعلتني أشعر بالتعب. سألت الممرضة كم من الوقت قد يأخذ العلاج وكان الرد تقريبا ثلاث ساعات. والدي رحمه الله وطبيبي كانا يصاحباني في كل الزيارات العلاجية وكانا ينتظراني طول فترة العلاج بالمستشفى. بعد العلاج ويسألاني إذا ارغب في تناول الطعام ، وكنت أرفض لأن العلاج كان يجعلني أشعر بالغثيان. بعد أن أتممت أول جرعة من العلاج عدت إلى منزل والدي لأكون معهما طول فترتي العلاجية بسبب الأعراض التي كانت لدي بسبب العلاج.

كنت أخذ العلاج كل إحدى وعشرون يوما. ما كنت أخاف منه قد حدث لقد  ألم  بأمي ما كنت أخشاه  فكانت تجهش بالبكاء عندما أعود بعد علاجي لأنها كانت تشم رائحة العلاج الممزوجة برائحتي، والتغير في طباعي أثناء علاجي أثر فيها. بعد أن أتممت أول مراحلي العلاجية طلبت أن يتم تحويلي لمدينة تكون شبيهة بقطر من ناحية العادات والتعداد وأن تكون هادئة. وبالفعل تم تحويلي لأكمل علاجي في مستشفى md Anderson, لأني لا أريد أن تراني والدتي في حالتي المرضية. رافقني أخي في رحلتي العلاجية. قبل سفري أخبرت بعض زملائي بالعمل عن حالتي المرضية ، لأني لم أرد أن يشفق علي أي أحد. لقد أخبرت أخي أنه إذا رآني قد ضعفت جسدياً لا أريد أن تنظر إلي نظرة ضعف أو انكسار لأن هذا سيجعلني أضعف ولن يساعدني. اعتبر الفترة التي عشتها في هيوستن من أجمل الفترات التي عشتها في حياتي، أنا لم أسكن مع المرضى في السكن المخصص لهم ولكن سكنت بمنزل بعيد عن المرضى لأني لم أرد شفقة الناس ولم أرد أن أحيط نفسي بمرضى، لقد وجد لي أخي سكن في مجمع سكني.

في أحد الأيام قررت ألا أضع الشعر المستعار مما صدم أخي عندما رآني وخرج مسرعاً من المنزل، كنت أدرك أنه ذهب ليبكي  ، بعد أن عاد أخبرته أني أعلم أنه قد صدم بسبب أنه رآني هكذا ولكني قد تقبلت حالتي وأنه قد أخبرني الطبيب أن هذا الأمر مؤقت وسوف تعود صحتي لما قد كانت عليه ، بعد تسعة أشهر. لقد أخبرت أخي أنني لا أريده أن ينظر إلي نظرة شفقة بالأخص أن العلاج يختلف فقد كنت آخذ جرعة كل 21 يوم وأصبحت الآن أخذ جرعة أسبوعياً. لقد كان هناك الكثير من مرضى سرطان الثدي وقد كان أغلبهم من كبار السن وكان كل منهم بصحبة زوجهم أو أختهم. كانت حالتهم مستعصية أكثر من حالتي مما جعلني أدرك أن هنالك أمل وجعلني أتشجع وأتخطى الآلام التي سببها العلاج الكيماوي بعون من الله. أثناء علاجي  نادراً ما كنت  أحس بالألم لأني كنت حريصة على إشغال نفسي بممارسة الرياضة والسباحة والطهي لأخي وجيراني وكان جدولي اليومي مزدحماً بعد أن استيقظ من نومي في الساعة العاشرة صباحاً بتنظيف المنزل وغسيل الملابس. هذه التفاصيل الصغيرة تعني لي الكثير وجعلتني أشعر بإنجاز عظيم بدل من الشعور بالآسف على نفسي. لقد كنت أصر على أخي أن نخرج قبل جلستي العلاجية لكي أستمتع بالأجواء، لأنني  كنت أعرف أنني لن أستطيع أن أقوم بأي شيء في اليوم الذي يلي علاجي.

فترتي العلاجية مثلت لي الكثير فقد أيقنت بها المعنى الحقيقي لعائلتي وأدركت أهمية وجود عائلتي بجواري. كانت تقوم والدتي رحمها الله ووالدي رحمه الله  بالاتصال علي يومياً عدة مرات. لقد كانت والدتي شديدة القلق علي فقد مرضت وأصبح قلبها ضعيفاً ووصل بها الحال لعدم قدرتها على الكلام. قد عانت والدتي من الناحية النفسية أكثر مني ,لقد حاولت أن أريها أنني بخير و كنت أرسل لها صوري وأنا أقوم بأعمال المنزل لكنها كانت تظل قلقة. بعد أن وصلت للولايات المتحدة الأمريكية تغيرت حياتي بالكامل ,أصبح إيماني أقوى ,أصبحت مواظبة على صلاة قيام الليل ،ولا زلت ، وكذلك قراءة  سورة البقرة و أذكار الصباح و المساء يومياً. لاحظت كيف أن  سرعة إيقاع الحياة اليومية تجعلنا جميعاً في لهو دائم ، ونفقد السيطرة على الوقت ونقنع أنفسنا  أنه لا يوجد وقت كافٍ لما نريد أن نعمل وتشغلنا بأعمال نظن أنها أهم ,لكن في واقع الحال لا يوجد أي شيء أهم من أن  يأخذ الشخص وقت مخصصاً لنفسه للمحافظة على صحته وعلى صلته بربه والاستشعار بالنعم الإلهية . وقت يخلو به المرء لكي يتأمل  ما مر به مهم جدا لأن المرض يأثر على كل شيء بحياة الإنسان مهما كان صغيراً..

 لقد أثر العلاج على كل جسدي ما عدا طريقة تفكيري. مروري بهذه التجربة جعلتني أحول وجهة نظري من الناحية السلبية إلى الإيجابية وكيف أتعامل مع صعوبات في الحياة. أنا الآن أعتبر أي شيء قد يقابلني في الحياة سهلاً بإذن الله تعالى. عندما يتوكل الإنسان على الله سبحانه وتعالى سيجد قوة غير طبيعية تساعده على مواجهة أي شيء. لقد أدركت أن أي شيء مقارنة مع مرض السرطان ضعيف جداً. أنا لا أصف نفسي كمحاربة لمرض السرطان ولكنني أنظر إليه من منظور أن الله تعالى ساعدني على محاربة المرض ,قد كان مرضي اختبار من الله ليرى صبري وقدرتي على التحمل لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ   الله سبحانه و تعالى كان يعلم بمقدرتي على تحملي لمرضي و أصبت بهذا المرض لكي أدرك تقصيري فقد أصبحت أذكر الله تعالى أكثر ,ولكي أتواضع أمام عظمة الله. بعد إصابتي بالمرض أدرك أهمية كل شيء وأصبحت واعية وقدرت ما قدمت لي الحياة. أدركت قيمة الصحة وعائلتي وأصحبت أقرب لأبنائي وأخواني. لقد أخذتني مشاغل حياتي اليومية بعيداً عن والداي ،  حيث كنت أزورهما يومياً ولكني لم أكن قريبة منهم. لقد اكتشفت هذه الأشياء بسبب مرضي والحمدالله لتداركي لأهمية وجودهما بحياتي

Read more...

وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة تزور الجمعية القطرية للسرطان

قامت سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند- وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة بزيارة الى الجمعية القطرية للسرطان وكان في استقبالها سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني – رئيس مجلس الإدارة.

وخلال الزيارة قامت سعادتها بجولة داخل الجمعية ومركز التوعية بالسرطان أطلعت خلالها على أنشطة الجمعية والمركز ودورهما في نشر الوعي بالمرض من خلال مجموعة من البرامج التي تستهدف كافة الفئات والشرائح المجتمعية، وأبدت سعادتها إعجابها بجهود الجمعية في تعزيز ونشر ثقافة الكشف المبكر عن المرض ورفع الوعي الصحي وكذلك دعم المتعايشين مع السرطان، مؤكدة على جهود دولة قطر في دعم وتعزيز القطاع الصحي والاهتمام بالعنصر البشري كونه الركيزة الأساسية في تنمية المجتمع.

من جانبه اعرب سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر عن سعادته بهذه الزيارة التي  ستترك بالغ الأثر في مسيرة الجمعية ومواصلة جهودها التوعوية ، وتناول خلال الزيارة  الحديث عن أنشطة الجمعية وفعالياتها ودورها في نشر الوعي داخل المجتمع إلى جانب دعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع المرض>

كما استعرض سعادته سبل دعم وتعزيز أنشطة الجمعية وبرامجها وإسهامات الوزارة الفاعلة في هذا القطاع الخيري والصحي، مؤكداً مواصلة الجمعية لتحقيق  رؤيتها التي أنشئت من أجلها منذ عام 1997 في أن تكون منصة الشراكة المجتمعية لجعل قطر رائدة في مجال الوقاية من السرطان وتخفيف آثاره ورسالتها التي أنشئت نحو السعي للوقاية من السرطان وتخفيف آثاره في قطر، من خلال العمل مع شركائنا لتوعية المجتمع، ودعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع المرض، والتطوير المهني والبحث العلمي في مجال السرطان .

Read more...

الشيخ د. خالد بن جبر يستقبل ممثلة منظمة الصحة العالمية

استقبل سعادة الشيخ الدكتور / خالد بن جبر آل ثاني- رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للسرطان في مكتبه أمس – الدكتورة / ريانه أبو حاقة –  ممثل منظمة الصحة العالمية – قطر ، وذلك  لبحث  سبل التعاون بين الطرفين من حلال تنفيذ عدد من البرامج المشتركة  ، وكذلك تسليط الضوء على مسيرة الجمعية وبرامجها عبر  منظمة الصحة العالمية .

  كما ناقش الاجتماع آخر المستجدات في قضية مكافحة السرطان وفي مجال دعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع المرض وأيضاً فيما يخص التطوير المهني والبحث العلمي في مجال السرطان ، كما طرح الاجتماع خدمات الرعاية الصحية المقدمة والمتاحة في دولة قطر التي تعنى بالسرطان لاسيما الجمعية.

خلال الزيارة قامت ممثل منظمة الصحة العالمية – قطر بجولة تفقدت أنشطة الجمعية ومركز التوعية بالسرطان ودورهما في نشر الوعي بالمرض من خلال مجموعة من البرامج التي تستهدف كافة الفئات والشرائح المجتمعية، مثمنة جهود الجمعية في تعزيز ونشر ثقافة الكشف المبكر عن المرض ورفع الوعي الصحي وكذلك دعم المتعايشين مع السرطان.

من جهته ثمن سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر زيارة ممثل منظمة الصحة العالمية – قطر، التي ستترك أثراً إيجابياً على مسيرة الجمعية التوعوية.

كما تناول سعادته الحديث عن أنشطة الجمعية وفعالياتها ودورها في نشر الوعي المجتمعي إلى جانب دعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع المرض، مؤكداً مواصلة الجمعية لتحقيق رؤيته منذ  تأسيسها عام 1997 في أن تكون منصة الشراكة المجتمعية لجعل قطر رائدة في مجال الوقاية من السرطان وتخفيف آثاره  ورسالتها نحو السعي للوقاية من السرطان وتخفيف آثاره في قطر، من خلال العمل مع شركائها لتوعية المجتمع، ودعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع المرض، والتطوير المهني والبحث العلمي في مجال السرطان

وأكد سعادته  حرص الجمعية على مواكبة  التجارب والخبرات العالمية المرموقة لتطوير برامجها وخططها المستقبلية  من خلال المشاركة في كافة الأحداث في الداخل والخارج بما يثري عملها من خلال تبادل الأفكار والرؤى بين المختصين من مختلف القطاعات والاهتمامات  وانعكاسات ذلك على تطوير مجال التوعية وتقديم أفضل السبل والخدمات عن طريق الاطلاع على كل ما هو جديد في هذا الصدد  على مستوى العالم لاسيما وأن الجمعية عضو في الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان الذي يعد من أكبر المؤسسات العالمية الأمر الذي يضع على عاتقها مزيداً من المسؤوليات والمهام وإصرارها على أن تصبح عضو فاعل في هذه المنصة العالمية.

Read more...

عبدالرحمن: هذه الرحلة جعلتني أقوى مما أظن

بطلنا المغوار في هذه القصة هو ((عبد الرحمن)). فتى قطري يبلغ من العمر 13 عاماً، تغير كلية عندما بلغ من العمر ثماني سنوات والذي يحكي لنا قصته قائلاً :

 بعد شهر من عيد ميلادي الثامن وبينما ألعب مع أبناء عمومتي وأخي في المنزل، أخذتني أمي إلى مركز طوارئ الأطفال بالسد، كنت أظن أنه فحص دوري، لأنني كنت أمرض بصورة متزايدة عن جميع أقراني.  أخبرت أبناء عمومتي أنني سأعود قريبًا جدًا ، وسنعاود لعبنا فور رجوعي من المستشفى ، لم أكن أعرف أن هذه هي المرة الأخيرة التي أري فيها أبناء عمومتي لمدة ثلاث سنوات قادمة، عندما أخذتني أمي إلى طوارئ الأطفال، توقعنا أن تكون نتائج الفحص مماثلة لما اعتدنا عليه في الزيارات السابقة، ولكن ما حدث أن الممرضة والطبيب أخبرانا بضرورة الانتقال إلى غرفة العزل مما أثار شكوكنا ، ونظرا لأني كنت في الثامنة من عمري بالكاد فهمت ما كان يحدث من حولي، ولكن كان الوضع نفسه بالنسبة لأمي ، فالطبيب لم يفسّر لماذا اضطررنا إلى الانتقال إلى غرفة العزل.

عندما جاءت الممرضة لبدء الحقن، سألتها والدتي هل تم وضعنا في غرفة العزل للحفاظ على سلامة الآخرين، حيث اعتقدت أمي أن لدي مرضًا معديًا.أجابت الممرضة قائلة: “إن هذا من شأنه أن يحافظ على سلامة ابنك من الآخرين”، كان الرد بمثابة صدمة لي ولأمي.

في غضون ساعة كنت في سيارة إسعاف للانتقال إلى مستشفى حمد العام، ولم أعرف بعد لماذا كل هذا ، فور وصولي إلى المستشفى، بدأت مجموعة أخرى من الممرضات في عملية أخذ عينة  مرة أخرى من الدم تحتوي على الصفائح الدموية ، ومع كل هذه الفوضى والقلق اللذان يحيطان بنا من كل جانب، احتفظت أمي برباطة جأشها فكانت مثل مصباح يضيء لي الظلام المحيط ، كانت والدتي قد اتصلت بوالدها (جدي)، وأخبرته عن هذا الموقف، مما حمله إلى البكاء، لأن صديقه الذي تم تشخيصه من قبل بمرض السرطان خضع لإجراء مماثل..
أصيبت أمي بالإحباط لعدم وجود من يقدم لنا أي إجابات، فبحثت بنفسها على محرك البحث “جوجل” على كل الأعراض واستنتجت أنني مصاب بمرض سرطان الدم ،  وقد قوبلت هذه النتيجة بالتردد من الأطباء، وقضيت أنا وأمي اليوم بأكمله في مستشفى حمد دون أن نعرف لماذا نحن هنا .

في اليوم التالي، عندما جاء الأطباء لأداء جولتهم الصباحية، واجهتهم أمي وسألت عما إذا كنت مصاباً بسرطان الدم – لكنها قوبلت بمزيد من عدم اليقين من الأطباء.  وبعد بضعة أيام أخرى ممتلئة بالاختبارات والفحوصات تم تشخيص إصابتي بمرض سرطان دم عضلي حاد، وبدأتُ العلاج الكيميائي على الفور لإنقاذ حياتي، وبعد يومين فقط من مغادرة بيتي، تبين لي أنني سأخضع لفحص دوري منتظم، أوشكت أعصابي أن تنفلت وبدأت أشعر بالذعر فكل ما أريده هو أن أعرف متى سأتمكن من مغادرة المستشفى والذهاب للعب مع أبناء عمومتي من جديد. في تلك المرحلة شرحت لي أمي بعبارات بسيطة ما هو مرض سرطان الدم وما علينا أن نفعله للتخلص من هذا المرض.  لم تكن أمي تريد أن تتركني في الظلام ليدمرني من الداخل، ولكنها في الوقت نفسه لم تكن تريد أن تخيفني بكلمات كبيرة، فأنا ما زلت طفلاً على أية حال.

 في غضون أسبوع واحد بعد هذه الفوضى، انتقلت مع أمي إلى مستشفى الأطفال في واشنطن العاصمة الأمريكية، وعلى الفور امتلأت غرفتي بالمستشفى بالأطباء والممرضات والأخصائيين الاجتماعيين.  كانت هذه بداية رحلتي الطبية التي دامت 3 سنوات. كنت أشعر بالبؤس والحزن في معظم أوقات هذه المدة على الرغم من الدعم القوي الذي أتلقاه من أسرتي ووالدتي التي ظلت بجانبي طيلة الوقت. لم أرى أصدقائي وأخواني وأبناء عمومتي لفترة طويلة، وشعرت بالعزلة بكل ما تعنيه الكلمة.  لم يكن لدي سوى أمي وجدتي فهما الشخصان الوحيدان الثابتان في حياتي، وكانتا هما الداعم الرئيسي الذي مكنني من اجتياز هذا المرض والبقاء قوياً.

 لا أتذكر الكثير مما حدث في المستشفى ولكن من أكثر اللحظات المؤلمة التي مررت بها وما زلت أتذكرها عندما كان عليهم وضع القسطرة، أتذكر جيداً الألم المبرح الذي شعرت به حتى لم أكن أقوى على الحديث مع والدتي. شعرت أنني لم أعد صبياً وأنني تحولت إلى إنسان آلي. كانت هذه أطول فترة تجاهلت فيها أمي. ثم اتصل بي أحد أعمامي من قطر فأشار إلى أن القوس الثابت على صدر الرجل الحديدي “ايرون مان” مماثل تماماً للقسطرة التي وضعتها لي الممرضات، وأن هذا القوس هو مصدر قوته وكذلك ستكون القسطرة بالنسبة لي هي سبب قوتي. ساعدتني كلمات عمي في تغيير الكيفية التي نظرت بها إلى إجراءات المستشفى؛ فلم تعد الإجراءات تخيفني، ولكنها ظلت مؤلمة، يبدو أنها لم تكن مخيفة كما كانت في السابق.

 عندما كنت في المستشفى، فقدت الكثير من شعري بسبب العلاج الكيميائي.  كانت خصلات من شعري تتساقط في حجري، وفي ذاك الوقت أخبرني عمى عن جون سينا وروك وهما المصارعان المفضلان لدي، وكلاهما أصلع.  فقال إن الصلع جعلهما أقوياء، وقد ساعدني هذا الحديث كثيراً خلال ذلك الوقت.  حتى أنني سمحت لرئيس قسم أمراض الدم في المستشفى بحلق رأسي.

أتذكر تماماً كل هذه الأوقات العصيبة ولكني في نفس الوقت أتذكر الأوقات الرائعة التي أمضيتها في المستشفى مع الممرضات اللاتي يعتنين بي والمهرج وراقصي الباليه الذين كانوا كثيراً ما يترددون على المستشفى لإسعاد المرضى. أتذكر ذات مرة عندما أخذ التفاعل مع موظفي المستشفى في التناقص، اخترعت أمي لعبة أطلقت عليها اسم “خمن الرقم”، حيث يخمن العاملون في المستشفى الرقم المطلوب كل يوم ، لتحصل أفضل التخمينات على جوائز. وقد شجع ذلك الموظفين على القدوم إلى غرفتي وشغلها بابتسامة على وجوههم أو ملاطفة مبهجة في الحديث معي، الأمر الذي رفع معنوياتي.  كانت هذه الروح المجتمعية التي ساعدتني وعائلتي على اجتياز المحنة.

 استطعت مصادقة بعض الأطفال في المستشفى، خاصةً هذا الصبي السعودي الذي تزامن دخوله إلى المستشفى مع الوقت الذي دخلت فيه، ولكن كانت هناك حادثة اضطرت فيها إحدى صديقاتي إلى بتر ساقيها وكانت صدمة كبيرة لي، مما منعني من التحدث مع أطفال المستشفى. ما زلت لا أفهم لماذا فعلت ذلك، لكنني شعرت براحة أكبر في التحدث إلى البالغين داخل المستشفى بعد تلك الحادثة.

 لم أتمكن من الذهاب إلى المدرسة أثناء العلاج الكيماوي لما تركه من آثار سيئة على جسديّ، ولكن كان لدي بعض المدرسين الذين كانوا يأتون إلى المستشفى للتدريس لي.  حتى في اللحظات التي لم أتمكن فيها من التحدث، كانت أمي تحثني على التعلم وإكمال دروسي. كنت أكره كل ثانية من ذلك الوقت، وكنت أحاول الاختباء تحت الحرام وأطلب من أمي أن تطلب من المعلم مغادرة المستشفى، ولكني الآن أدرك أهمية الاستمرار في التعليم.  قالت أمي إن الاستمرار في التعليم سيشعرني بأهمية هذه الفترة من حياتي وأنها فترة مؤقتة ستزول بعض قليل. لم أصدقها حينها ولكني الآن أتيقن من صحة كلامها.

   بعد أن انتهت أغلب جلسات العلاج الكيميائي، استأجرنا منزلاً ضخماً وانتقلنا إليه بدلاً من المستشفى لأنه لم يعد من الضروري البقاء فيه.  كان بالمنزل قبو كبير، حولته إلى ملعبٍ شخصي – كان لدي ألعاب فيديو ومساحة ضخمة للعب كرة القدم – كان منزلاً رائعًا!  ولكن هذا لم يدم طويلاً: فقد خضعت لمزيد من الاختبارات، الأمر الذي كشف عن وجود خلايا سرطانية في الدم ـ لم يكن العلاج الكيميائي يعمل كما تصورنا، كما اكتشف الأطباء أن العلاج الكيميائي لم يكن يحذف 5 q داخل الخلايا الجينية مما يعني أنني سأضطر إلى إجراء عملية زرع نخاع.  وبالتالي كان عليّ أن أخضع لجلستان أخيرتان من العلاج الكيميائي قبل إجراء عملية الزرع، والانتقال إلى المستشفى مرة أخرى.   من المؤكد أن البحث عن مضادات الكريات البيض البشرية المناسبة كان أسوأ فترة بالنسبة لأمي لأن أقاربنا وأصدقائنا في قطر لم يكونوا على علم بذلك، وحتى عندما خضعوا للاختبار، لم يكن هناك من يماثلني.  وذات يوم، أخبرنا الأطباء بأن هناك أم في تكساس تبرعت بدم الحبل السري، والذي يتطابق بشكل مدهش مع كرياتي من الدم البيضاء. أصبح لدي متبرع بخلايا جذعية من تكساس.

كانت الخطوات التالية قبل إجراء عملية الزرع هي الأسوأ، اضطررت لتحمل إشعاع كامل للجسم مرتين في اليوم ثم المزيد من جلسات العلاج الكيميائي قبل الاستعداد لعملية الزرع. ثم جاءت المضاعفات – وعمليات رفض متعددة لنخاع العظم المزروع أدرك جسمي أن النخاع العظمي الجديد غريب وقام بمحاربته. ومن ثم أعطاني الأطباء كميات كبيرة من المثبطات لمحاربة هذا الرفض بالإضافة إلى كثير من التوجيهات الصارمة. حيث يجب أن يكون كل غذائي مطهي جيدا، وكان لي ساعة لشرب زجاجة من الماء، لأنه بعد مرور ساعة، لم يعد شرب المياه آمنا بالنسبة لي. أثناء، هذه المحنة كانت أمي على دراية تامة بأهمية المتابعة مع طبيب نفسي حتى يهتم بصحتي العقلية.

 بعد الانتهاء من العلاج الطبي سجلتني أمي في مدرسة داخل الولايات المتحدة. كانت مشاعري إزاء العودة إلى المدرسة مختلطة. فقد فاتني اللعب مع الأصدقاء وفي نفس الوقت هذه البيئة مختلفة عما اعتدت عليه في قطر، كما أنني لا أبدو كطفل عادي.  كانت المثبطات التي أتناولها قد تسببت في الكثير من زيادة الوزن لذلك واجهت بعض السخرية والتنمر في المدرسة.
لم يسمح لي بعض الطلاب بالاشتراك معهم في لعب كرة القدم وهي رياضتي المفضلة، حتى بعض المعلمين لم يتفهموا موقفي وحالتي.  كان معلم التربية الرياضية يشعر بالإحباط إزاء عدم قدرتي على الركض أثناء فصول التربية الرياضية بسبب وزني الزائد ، لم يزعجني هذا بالقدر الذي أزعج أمي، قلت لها أن الأمر على ما يرام ولعبة كرة القدم لازالت تراودني  – كانت هذه هي الآلية التي أتعامل بها مع نفسي خلال إقامتي بالمستشفى. انتقلت إلى مدرسة أخرى نظرا لعدم تفهم الطلبة والمدرسين لحالتي وموقفي، وكانت بفضل الله المدرسة التالية أكثر تفهما. فبدلاً من جعلني أشعر بالإهمال، جعلوني أبرز بين الآخرين، وأتيحت لي الفرصة لمشاركة قصتي التي رحب بها الجميع، الطلاب والمعلمون على حد سواء. ساعدتني هذه المدرسة على تكوين أصدقاء كثر وشعرت وكأني عدت إلى موطن رأسي.

 لن أنسى فضل المستشفى والمدرسة، فالروح المعنوية التي كنت بها لعبت دورًا كبيراً في مساعدتي على الشفاء. ساعدتني بعض المنظمات مثل “ميك ويش” أو “تمنى أمنية” أن ألتقي بجون سينا، كما دعمتني المجموعات النسائية مثل مجموعة باندا على الوصول إلى حلول غير طبية لبعض المشكلات مثل الغثيان وصعوبات النوم. أتذكر أنني تلقيت حجراً سحرياً من بعض المنظمات جعلني أتغلب على الغثيان والتخلص منه. أدرك الآن أن هذا الحجر غير سحري ولكنه ساعدني حينها على التخلص من الغثيان. بالإضافة إلى ذلك كان هناك زوجين تطوعا لتصوير جميع الأطفال في المستشفى ثم إعطائنا هذه الصور، كان الأمر بمثابة لفتة طيبة لأنه كسر حاجز الألم واليأس المحيطان بجميع الأسر وأطفالهم. وبإزالة هذا الحاجز، شعرت انني سأتحسن في قطر وهو ما تحاول دائما الجمعية القطرية للسرطان أن تنفذه.

 بعدها رجعنا إلى قطر بعد عملية الزراعة، لكن كان علي العودة كل ستة شهور الى واشنطن لمواصلة العلاج وإجراء الفحوصات اللازمة، والحمد لله في الثاني عشر من يونيو 2020 احتفلنا بمرور خمسة سنوات على اجراء عملية زرع نخاع العظم_ حمسة سنوات خالية من السرطان أصرت أمي على الالتحاق بالجمعية القطرية للسرطان حتى أحكي قصتي للآخرين الذين قد يمرون بنفس المحنة.  توقعنا أن نرى أطفال قطريين وأسرهم يتلقون الدعم من المجموعات الداعمة ولكن الأمر لم يكن كذلك، حيث كان المغتربين هم المستعدون لعرض مشكلاتهم على الأخرين، لأن أمر السرطان ما زال موضوعاً محظوراٍ لدى المجتمع القطري، وبناء عليه حاولت أمي مساعدة الآخرين بأن رتبت لي تسجيل فيديو أتحدث فيه عن محنتي مع السرطان وكيف اجتزت هذه المرحلة وشرحت لهم كيفية تجاوز هذه المرحلة.

 حملتني هذه الرحلة على إدراك أنني أقوى مما أبدو عليه وأن أقدر مجهودات جميع من حولي لأن الحياة دائماٍ متقلبة ولا يمكن لإنسان أن يأمن نوائب الدهر. ممتن كثيراٍ لجميع الأطباء والممرضات والأخصائيين الاجتماعين وكل من قدم لي سبل المساندة والمساعدة في قطر والولايات المتحدة. جدير بالذكر أيضا أن أذكر بنك “بي أ ماتش” حيث يتيح للجميع أن يتبرعوا بدمهم حتى يساعدوا الأخرين عند حدوث أزمة، وهذا ما حدث لي بالضبط. فلو لم تتبرع الأم المقيمة في ولاية تكساس بمشيمة ابنها، لم يكن ليتسنى لي أن أجري عملية الزراعة، ولو أدرك كثير من القطريين بوجود هذا البنك سنسمع عن حالات تعافي أسرع مما نتخيل.

 وأخيرا وليس آخراً، وجهت والدة عبدالرحمن رسالتها للمجتمع قائلة “اختبر الله بمرض السرطان كثير من الأطفال ومنهم ابني، لم يفعلوا شيئاً للإصابة بهذا المرض ومن ثم لا يصح أن يظل موضوعاً محظوراً للحديث فيه، ينبغي أن يكون المجتمع أكثر تفتحاً حتى يصير تلقى الدعم من الآخرين أسهل وأيسر.

Read more...

حملة توعوية استهدفت 1800 عامل في المراكز الصحية

أطلقت الجمعية القطرية للسرطان حملة توعوية ربع سنوية استهدفت فئة العمال لتوعيتهم بأبرز أنواع السرطانات شيوعاً، وذلك وفقاً لتقويم التوعية العالمي بالمرض، حيث تم استهداف ما يقرب من1800 عامل من عدد من المراكز الصحية أبرزها مركز مسيمير الصحي، فريج عبدالعزيز، الجميلة، زكريت بالإضافة لعمال عد من الشركات الخاصة، وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري.

وبدأت الحملة التي تم تدشينها بعدد من اللغات أبرزها العربية، الإنجليزية، الأوردو- الهندية. في شهر يونيو واستمرت على مدار ثلاثة أشهر.

تناولت حملة شهر يونيو التوعية بسرطان الجلد واستهدفت 500 عامل من مراكز العمال الصحية (مسمير وفريج عبد العزيز) وركزت على بث رسائل توعوية من خلال ورش ومحاضرات مباشرة وغير مباشرة، وطرحت علامات وأعراض الإصابة بسرطان الجلد وكيفية التعامل مع أشعة الشمس خصوصا في الأجواء الصيفية الحارة، وعوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية الإصابة.

كما شهد شهر يوليو التوعية بسرطان الكبد وتم استهداف 500 عامل في مراكز العمال الصحية (مسمير والحميلة) حيث تم التركيز على أهم علامات وأعراض سرطان الكبد وطرق الوقاية منه عدم مشاركة أدوات العناية الشخصية مثل شفرات الحلاقة وفرشاة الاسنان لتجنب الاصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي B  والذي يعد من عوامل الخطورة للإصابة بسرطان الكبد  وتضمنت الحملة توزيع مجموعة عناية شخصية على العمال .

وتزامناً مع أغسطس وهو شهر التوعية العالمي بسرطانات الدم ، فقد استهدفت الحملة 300 عامل في مراكز العمال الصحية ( مسيمير وزكريت) لتوعيتهم بسرطانات الدم والتركيز على أهمية الالتزام بمعايير السلامة في العمل للحد من التعرض للمواد الكيمائية والاشعاع للتقليل من فرض الاصابة بالمرض  ، كما يتم استهداف مجموعة اخرى من فئة العمالة بالتعاون مع عدد من الشركات وهم ( FMM &Q TERMINALS ، سهيل القابضة) والتي تستهدف ما يقارب 500 عامل  ..

Read more...

سوما، إصابتي بالسرطان غيرت نظرتي للحياة

اسمي سوما، أعمل ممرضة. لطالما اهتممت بمرضى سرطان الرئة الذين تم تشخيصهم في مراحل متقدمة وبالتالي يحتاجون إلى رعاية تلطيفية، معتقدين أنه يمكنني تخفيف آلامهم وأحزانهم.

يمكن أن أكون درعهم ضد السرطان، قد أكون سيفهم المسلول لمواجهة هذا المرض، ولكن ما لم أتوقعه أبدا هو أن أواجهه لنفسي هذا المرض، ولكن هيهات كنت مخطئة؛ كان يوليو 2016 هو وقت إظهار قدرتي علي  المواجهة ومحاربة مرض السرطان بل وقتله، وفي ذلك الوقت، وجدت أن مرضاي هم درعي الواقي الحصين طوال رحلتي لقد كنت أعاني من التعب المستمر، لذلك قررت أن أرى طبيباً؛ بعد ذلك، أجريت اختبارات دم وفحص الثدي بأشعة الماموجرام، مما أظهر أنه احتمالية وجود ورم في صدري، لذلك تم أخذ خزعة. أظهرت هذه الخزعة تشخيصًا لم أتخيله أبدًا. لقد شخصت التعب الذي أعاني منه إلى شيء يفوق مخيلتي. قيل لي أنني مصابة بسرطان الثدي في المرحلة الأولى.

كان الرفض والإنكار هو كل ما شعرت به في البداية؛ لم أتمكن من إدراك حقيقة إصابتي بالسرطان. ذهبت إلى المنزل في ذلك اليوم بقلبٍ مُثقل، مع خطوات بطيئة، أحمل تشخيصًا مثيرًا للقلق، كان ينبغي لذلك أن يكون نهاية قصتي. ذهبت إلى المنزل حيث كنت متأكدة من شعوري بالأمان؛ ذهبت إلى المنزل لرؤية أولادي، والاستماع إلى قصصهم المُبهجة؛ ذهبت إلى المنزل لأحتمي بأحضان عائلتي حيث كان قلبي ممتلئًا بالقلق ولن أتمكن من إزالة ما به من قلق إلا من خلال حبهم ودعمهم لي. ثم جاء السؤال: هل يجب أن أبلغ عائلتي ؟ هل سيكونون قادرين على تفهم ذلك؟ أتيقن من حبهم لي ومساندتهم ولا أشك في تقديمهم لكل أنواع الدعم والحب  في كل خطوة أخطوها في المراحل القادمة,

بدأت بزوجي؛ فلكم أكد أخبره حتى أجهش بالبكاء والنحيب على ما ستأتي به الأيام. كان يهتم بي كثيرًا ويحرص على صحتي ويقدم لي كل ما في استطاعته لإسعادي. ومع مرور الوقت، تقبل كلانا المرض. وصرنا على استعداد لمحاربته معًا. كان دائمًا قويًا ،واقفًا إلي جواري، لم تخر قواه للحظة واحدة. كان يؤازرني حين الحاجة وكان هناك من أجلي طوال فترة العلاج. تلقيت العلاج لمدة سنة واحدة اشتملت العلاج الجراحي وما يليه من علاج كيميائي وعلاج إشعاعي وعلاج موجه. كنت مرهقة ومنهكة ولكني كنت أعرف أنني قوية بما فيه الكفاية للتعامل مع ذلك. قمت بأشياء استمتعت بها خلال دورة علاجي؛ على سبيل المثال، أنا أحب عملي؛  بل أعشقه، ولذا، فإن العمل على الرغم من مرضي جعلني أتناسي المرض، الذي كنت أشعر به حيث كنت أشعر بالسعادة لأداء المهام الموكلة إلي. لقد أظهرت لهذا المرض الذي يستنزفني جسديًا ، أنه وبقدر ما يستنزفني سأقدر الحياة أكثر. قررت عدم أخذ إجازة مرضية؛ ذهبت إلى العمل وساعدت مرضاي لأنني أدرك جيدًا الآن ما يعانيه المرضى. إصابتي بالسرطان غيرت نظرتي للحياة  فجعلتها أكثر وضوحًا مما دفعني أكثر إلى الاهتمام بمرضاي والاعتناء بهم على نحوٍ متزايدٍ.

 وبالنسبة لفقدان الشعر؟ والانهاك والإعياء؟ وتقلبات المزاج؟ اختفى كل هذا عندما أدركت أنني قوية بما يكفي للفوز في هذه المعركة. اكتسبت القوة من خلال دعم عائلتي وتحسن مرضاي وقبولي لمرضي. بالإضافة لعاداتي الروحية ، وعلاقتي القوية بالله  التي جعلتني أقوى وأكثر حكمة، حيث بدأت أنظر إلى هذا الوضع كأي وضع أخر سيجعلني أقوى عقلياً وجسدياً.

يلقي السرطان بالمريض في فوهة عميقة، ليعتقد بولوجه نفقًا معتماً مغلقاً، لكن هذا ليس هو ما يحدث على الحقيقة؛ ينبغي للمرء أن يؤمن بأن لديه الأدوات اللازمة لخلق ثغرة لنفسه تؤدي إلى شعوره بالقبول. ولكي يحدث ذلك، يتعين على المرء أن يتخذ موقفًا إيجابيًا وأن يكون لديه مجموعة داعمة وأن يكون لديه أمل وإيمان ، وكلماتي الأخيرة في هذه القصة هي أن تعمل ما يجعلك سعيدًا، وكن داعمًا للآخرين، وامنح نفسك وقتًا للشفاء

Read more...

” معاً نستطيع ” .. برنامج مستدام لمناصرة المتعايشين مع السرطان

دشنت الجمعية القطرية للسرطان حملة ” أنا متعافي وسألهمكم بقصتي ” لدعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع المرض وتقديم الدعم النفسي والمج تمعي لهم، وذلك في إطار يونيو وهو شهر التوعية العالمي بالمتعايشين مع المرض.

 ركزت الجمعية هذا العام خلال الحملة التوعوية على برنامجها المستدام ” معاً نستطيع ”  للتأكيد على مفهوم وأهمية مناصرة المجتمع لهذه الفئة في بيئاتها المختلفة لاسيما بيئة العمل والبيئة التعليمية ” المدرسة ” ، وتضمنت  الحملة كذلك  العديد من الفعاليات والأنشطة  والورش التوعوية سواء المباشرة  أو الافتراضية أبرزها زيارة للمرضى في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان ، ورشة ” معاً نستطيع ” التي استهدفت الأخصائيين والاخصائيات الاجتماعيين في المدارس، وأخرى استهدفت مسؤولي الصحة والسلامة والموارد البشرية في المؤسسات ، بالإضافة  لنشر قصص أمل لبعض المتعافين من المرض  وحملات توعوية عبر منصات التواصل الاجتماعي وعدد من اللقاءات التلفزيونية لمناصرة المرضى والتوعية بقضاياهم .

وفي هذا الصدد قالت  الأستاذة / دانا منصور– قسم دعم المتعايشين  بالجمعية – أن حملة ” انا متعافي وسألهمكم بقصتي” تم إطلاقها كمبادرة مستدامة ضمن برامج الدعم النفسي والمجتمعي التي تقدمها الجمعية لهذه الفئة والتي من شأنها طرح صور اكثر إيجابية للمتعايشين مع المرض وأهمية تفعيل دورهم في المجتمع وتغيير الصور النمطية الخاطئة حول مرض السرطان والمصابين به، فضلاً عن التأكيد انه مرض كباقي الأمراض يمكن التعافي منه بالإضافة الى مساعدة المتعايشين على اعادة انخراطهم في المجتمع واستعادة ادوارهم الفعالة فيه.

وأضافت ”  أطلقت  الجمعية العديد من البرامج المستدامة التي تستهدف هذه الفئة وتهدف جميعها لتحقيق حزمة من الأهداف أهمها التعرف على الاحتياجات الخاصة لمرضى السرطان والناجين وأسرهم (مقدمي الرعاية لهم) ، مساعدة المرضى على التعامل مع الآثار الجانبية لعلاج السرطان ، تزويد المرضى والناجين وأسرهم بالمعلومات عن الخدمات المتاحة في دولة قطر ، تقديم المعلومات والنصائح للمحافظة على نظام حياة صحي وتحسين قدرات المرضى والناجين البدنية والنفسية لممارسة نشاطات حياتهم اليومية قدر المستطاع ، تحسين نوعية الحياة للمرضى والناجين وأسرهم خلال فترة العلاج وما بعدها لتجاوز الآثار المرتبطة بالمرض وعلاجه ومساعدتهم على اعادة تفعيل دورهم في المجتمع بعد العلاج

Read more...

سامي فتوح : فخور بنفسي ، وأشكر الجمعية القطرية للسرطان على دعمها

إسمي سامي فتوح. عمري ثماني سنوات ، من سوريا وأعيش في كندا  وأذهب الى مدرسة فايرفيو Fairview Public School في ميسيساغا، لدي ذكريات جميلة في قطر ، تلك الدولة التي سبق لي العيش فيها ومن أحب البلدان إلى قلبي ، اتحدث اللغتين العربية والإنجليزية، ادخلاني والدي إلى مدرسة إضافية لتعلم اللغة العربية عندما شعرا انني بدأت افقدها شيئًا فشيئا مع إقامتي في كندا، أحب اللعب في المتنزهات العامة وركوب الدراجة، أحلم بأن أصبح مغامراً وعالم أحفوريات ورائد فضاء عندما أكبر.

قصتي بدأت عندما كان عمري ثلاث سنوات بدأت أشعر بألم في رجلي ولكن لم يريدا والداي أن يقلقاني فأخبراني أن علي الذهاب للطبيب لكي يعالج آلامي ، عندما أصبحت في السادسة من عمري، قال لي والداي ” لم نشأ أن نقلقك في صغرك ولكنك كنت مصاب بمرض السرطان عندما كان عمرك ثلاث سنوات” وعندما أصبح عمري سبع سنوات أخبراني المزيد عن مرض السرطان وأنواعه كما تعلمت أكثر عن المرض عندما بدأت بالذهاب إلى المدرسة ، استمر العلاج مدة سنتين قضيت منها ستة أشهر في المستشفى واستكملت باقي مدة العلاج على شكل مراجعات وأدوية في المنزل ، أتذكر عندما كان يزورني أصدقائي ويحضرون لي الهدايا ، كانت هديتي المفضلة هي سيارات الهوت ويلز.

للسرطان أنواع كثيرة قد تكون في أي عضو بالجسد ويجب أن يؤخذ دواء له لمدة طويلة وبالقدر المناسب وفي الوقت الصحيح، كانت هناك غرفة ألعاب في الطابق السفلي وكنت ألعب مع أخي دائماً  وأحياناً أذهب للمشي داخل المستشفى، وفي حالات معينة كان الأطباء يوصون بوقف الزيارات لي، فكان يأتي بعض الأشخاص بالتعاون مع الجمعية القطرية للسرطان إلى غرفتي ويحاولون إسعادي من خلف الزجاج ويعطوني الهدايا حتى ابتسم وأضحك، كان الأطباء لطيفين جداً ، كان جدي وجدتي وعمتي وخالاتي يزورونني باستمرار ويحضرون لي الكثير من الهدايا والأطعمة المفضلة ، زينت غرفتي في رمضان بالهلال والنجوم والفوانيس. كانت عائلتي معي في كل الأوقات وكانوا يشاهدون التلفاز معي دائماً ولم يغادروني، العلاج الوريدي كان  مؤلماً.

 كنت قوياً في أحيان وضعيفاً أحياناً أخرى، قام خالي مصطفى وخالي خالد بحلق شعرهم وقالوا لي ” هيا يا سامي احلق شعرك” وفعلت ذلك، لم أكن أدري بأن سقوط الشعر كان أحد الأعراض الجانبية للعلاج الكيماوي، وقتها اعتقدت بانهم يشجعوني على حلق شعري لأنها مسابقة، كنت أشعر بالألم بعض المرات ولكن ليس دائماً ، ذات مرة تشقق خدي من الداخل من أثر العلاج الكيماوي وكان مؤلماً لذا اضطررت للذهاب إلى المستشفى لعلاجه ، اتضح لي أن لدي تشققات في جهازي الهضمي واستغرق علاج هذه التشققات شهر كامل ، كانت بقع جافة في خدي من الداخل وكنت أبكي من الألم لكن سرعان ما انتهي باللعب وتوقفت عن البكاء ، لم أكن استطيع الأكل في هذه الفترة وفقدت بعض الوزن ، كنت أحب تناول المعكرونة التي يقدمها المستشفى وصارت أمي تعملها لي في المنزل  ولا زلت أتناولها إلى اليوم فأسميتها  ” معكرونة المستشفى ” ، وكنت اطلب من أمي أن تتصل بجدتي أيضاً لأطلب منها عمل الكبة والمحشي.

وأضاف سامي قائلاًٍ ” كنت فخوراً بنفسي عندما أخبرني والداي بأنني تغلبت على السرطان  ، بعد أن منعني المرض من زيارة أصدقائي والذهاب إلى الحضانة وركوب الخيل والدراجة ومنعني من المشي أيضاً، كنت أتمشى قليلاً في حديقة المستشفى وغرفة الألعاب أحياناً عندما تكون مفتوحة ، كنت أطلب من خالتي أن تأخذني إلى غرفة الألعاب وعندما أجدها مغلقة كنت أعود إلى غرفتي حزيناً ، وكانت خالاتي يعوضون ذلك  بإعطائي جهاز الآيباد ومشاركتي اللعب ومشاهدة التلفاز ، كنت أحب  اللعب بالشاحنات والشخصيات  والركض مع أخي اياد في الخارج ، لكنني لم استطع الركض سريعاً.

كنت اشعر بالضجر في بداية إقامتي بالمستشفى ولكن بمساعدة الجمعية القطرية للسرطان وعائلتي لم اشعر بالملل بعدها، كان اصدقائي يزورونني ويحضرون لي الألعاب التي تركتها للذكرى ونلعب  بها أنا وأخي اياد أحيانا ، وتبرعت للمحتاجين بالبعض منها ، كانت الجمعية القطرية للسرطان تعطيني الكثير من الهدايا و كان يبعثون الفرح في قلبي عند مشاركتهم فعالياتهم  ورؤية المهرجين والشخصيات الكرتونية بأزيائهم ، عندما  انتهيت  من فترة علاجي أصبح بإمكاني فعل كل شيء ، أصبحت أتناول الطعام  مثل ذي قبل وأتسوق وأذهب للمدرسة ، لم أكن أعرف أن فترة مرضي انتهت عندما تعافيت ،  لذا لم أتفاعل في أخر يوم لي في المستشفى.

قدمت لي الجمعية القطرية للسرطان الكثير من الدعم والتشجيع من خلال دعوتهم لي ولأهلي للفعاليات التي كانوا ينظمونها وكان عيد ميلادي السابع الذي أقاموه لي في مقر الجمعية أجمل أعياد ميلادي.

وتحكي الأم ذكرياتها في هذه الرحلة قائلة :

قصص الأمل وتجارب الناس الحية هي أهم ما يبحث عنه المريض وأهله وهي الحافز الأكبر في منح الأمل. ، فالمريض وأهله يبحثون عن تجارب مماثلة وقصص نجاح تلهمهم الصبر وتبعث فيهم الأمل).

عندما أخبرنا الطبيب بأن سامي مصاب باللوكيميا كانت صدمة كبيرة، لكن وجود أهلنا وأصدقائنا حولنا ساعدنا في تخفيف المصاب علينا قليلاً، إلى جانب مصداقية الأطباء واستجابتهم السريعة وتعاملهم بشفافية كان له دور كبير في تعريفنا بالمرض ومطمئنتنا بعض الشيء، إلا أننا لا زلنا نتذكر فترة إقامتنا الأولى في المستشفى على أنها أصعب مراحل حياتنا، كنا نظن أنها النهاية فكل مانعرفه عن السرطان أنه مرض يصيب الإنسان وينهي حياته، كنا نحاول أن نعرف أكثر عن هذا المرض ونسبة الشفاء ، كنا نسعى لسماع أي تجربة حية تمدنا بالأمل والتفاؤل، كنت أدعو الله أن ينجينا من هذه المحنة حتى نصبح نحن سفراء لنشر الأمل بين المصابين ، استجاب سامي للعلاج وكنا نلاحظ تحسناً في مسيرة علاجه رغم ما تخللها من مصاعب وأمراض،  ونتيجة لنقص المناعة كان يصاب أحياناً ببعض الالتهابات وكان يتوقف العلاج بسببها مثل التهاب الكبد واحتباس السوائل في الجسم والتهاب في القلب ، وكانت التشققات في خده التي يروي سامي قصتها بابتسامة الآن أحد اصعب التجارب التي مر بها، استمرت هذه التقرحات لمدة 30 يوماً ولم يستطع الأكل أو الشرب لذا تضاعف الأمر وتقرح عنده جهازه الهضمي كاملاً من أثر العلاج الكيماوي حتى اضطر الأطباء إلى إيقاف العلاج مؤقتاً حتى يستعيد عافيته.

بعد خروج سامي من المستشفى قررنا أن يكون له دور في التخفيف من آلام الناس ومعاناتهم من خلال زيارة قصيرة يروي لهم قصة نجاحه ويقدم لهم بعض النصائح من خلال تجربته، حتى كانت فعالية الجمعية القطرية للسرطان ” أنا متعافي وسألهمكم بقصتي” حيث قدم سامي قصته حكاية بطل ليصل صوته أسرع ولشريحة أكبر من المجتمع.

الأم: كنا ننتظر يوم شفاء سامي بفارغ الصبر، وأذكر انني صورت هذه اللحظات للذكرى، كانت المشاعر خليطاً من الفرحة بأننا انهينا هذه المرحلة مع بعض القلق من العودة واحتمالية الانتكاس لا سمح الله، لازال هذا الهاجس يراودني حتى الآن وأعتقد أنه سيخف تدريجياً مع الزمن ولكنني أربط أي توعك بسيط لسامي باحتمالية رجوع المرض له.

في الختام أود أن أتوجه بالشكر الجزيل للجمعية القطرية للسرطان التي كانت وما زالت إلى جانبنا بدعمها المادي والمعنوي وببرامجها وأنشطتها الهادفة التي تعني الكثير للأهل وللمريض.

Read more...

مدير هيئة تنظيم الأعمال الخيرية يكرم الفائزين في مسابقة مكافحة التبغ

نظمت الجمعية القطرية للسرطان حفل تكريم الفائزين في مسابقة ” هذا وقتها…أتركها” التي دشنتها مايو الجاري لطلاب المدارس ضمن الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التبغ الذي يوافق الواحد والثلاثين من مايو كل عام. ، وذلك بحضور كل من سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني- رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للسرطان ، والسيد إبراهيم  عبدالله الدهيمي – المدير العام لهيئة تنظيم الأعمال الخيرية ، والسيدة منى أشكناني- المدير العام للجمعية القطرية للسرطان

تكريم الفائزين

وقد قام كل من سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني- رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للسرطان ، والسيد إبراهيم  عبدالله الدهيمي – المدير العام لهيئة تنظيم الأعمال الخيرية ، والسيد / محمد عبدالله المراغي–  مدير إدارة الصحة والسلامة بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ، بتكريم المدارس الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى وهم المركز الأول : الطالبة مها علي طالب – أكاديمية الجزيرة ،والطالبة هبة حمزة – مدرسة البيان الثانوية للبنات  ، والمركز الثاني الطالبة الدانه سالم خميس – مدرسة أم أيمن الثانوية للبنات والطالب خالد حسام – مدرسة إيليت الدولية ، اما المركز الثالث  فكان للطالبة عايذه  خان – مدرسة  المستقبل المنير  الدولية ، ومدرسة الجيل القادم – فرع الوكرة.

حلقة نقاشية

وشهد الاحتفال تنظيم حلقة نقاشية حول التوعية بمضار التبغ وأهمية الإقلاع عنه وتعزيز نمط الحياة الصحي ، فضلاً عن  دور مؤسسات الدولة المختلفة في مكافحة التبغ من خلال تدشين عدد من البرامج الوقائية والعلاجية التي تستهدف جميع الفئات المجتمعية لاسيما طلاب المدارس ، وذلك بمشاركة عدد من المختصين والشركاء وهم السيد / محمد عبدالله المراغي- مدير إدارة الصحة والسلامة بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ، والدكتور عبدالحميد الخنجي – رئيس التدخلات المجتمعية ، قسم المعافاة  بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية)، والدكتورجمال باصهي –  أخصائي مكافحة وعلاج التدخين بمركز مكافحة التدخين – مؤسسة حمد الطبية)، والإعلامية  مروة الصالح  الناشطة في  مواقع التواصل الاجتماعي

مسؤولية مجتمعية

بهذه المناسبة أعرب سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني- عن سعادته  بمشاركة هذا الكم الهائل من مدارس الدولة سواء  الحكومية والخاصة أو الدولية  بمراحلها الإعدادية والثانوية في هذه المسابقة التي تحرص الجمعية  على  تدشينها كل عام  لاسيما  أن تكريم الفائزين في هذه النسخة شهد حضور الأخ العزيز إبراهيم الدهيمي – مدير عام هيئة تنظيم الأعمال الخيرية  ومشاركته في تكريم الفائزين الأمر الذي ترك  أثر طيب في نفوسهم خاصة وأن مسؤولية مكافحة التبغ  هي مسؤولية مشتركة  تقع على عاتقنا جميعاً  كمسؤولين وأولياء أمور في الوقت ذاته ..

وتقدم سعادته بالشكر الجزيل لكل الشركاء والداعمين من بينهم وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي  ، مؤسسة حمد الطبية ، مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ، شركة سهيل القابضة ، شركة فودافون، والشكر موصول للجنة تحكيم  المسابقة ممثلة في السيد / عبد الله أحمد محمد –  رئيس قسم التواصل والتوعية في مقر الفنانين / مطافئ  ، والدكتور محمد عابدين – اخصائي طب المجتمع.

وأكد سعادته أن هذه المسابقة تأتي التزاما من الجمعية بتطبيق رؤيتها  في ان تكون منصة الشراكات المجتمعية لجعل قطر رائدة في مجال السرطان وتخفيف آثاره ،  ورسالتها نحو السعي للوقاية من السرطان وتخفيف آثاره في قطر، من خلال العمل مع شركائنا لتوعية المجتمع، ودعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع المرض، والتطوير المهني والبحث العلمي في مجال السرطان، كما يأتي ليؤكد على التزام الجمعية بدورها تجاه هذه الفئة.

أهداف توعوية

من جهتها قالت السيدة منى أشكناني- المدير العام للجمعية – أن الهدف من إطلاق مسابقة” هذا وقتها.. اتركها” هو رفع الوعي بمضار التبغ  والتأكيد  على أهمية الإقلاع عنه  وتجنب التدخين السلبي   فضلاً عن  التشجيع على تبني نمط حياة صحي ، مشيرة أنه تم استقبال ما يزيد عن 90 عمل فني من طلاب المدارس بمرحلتيها الإعدادية والثانوية  ونتيجة للتفاعل الكبير الذي وجدناه فقد تم اختيار فائزين عن كل مركز من المراكز الثلاثة .

وأضافت ” إن الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التبغ هو بمثابة حملة عالمية موحدة للتوعية بمضار التبغ وسبل الإقلاع عنه، من خلال بث رسائل موجهة لجميع أفراد المجتمع ، لاسيما النشء  الذي يعد النواة الأولى  لبدء عادات صحية  والإقلاع عن العادات السلبية ، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة اطلاق الجمعية لمسابقة دورية  تستهدف طلاب المدارس وتهدف لنشر الوعي بمخاطر التبغ وعلاقته بالإصابة بالعديد من الأمراض من بينها سرطان الرئة

Read more...

فايزة الكعبي : أنا محظوظة بعائلتي، وأرى الحياة الآن أكثر وضوحاً

 وأتاني الألم مرتين ثم استمر وتواصل، وأدركت حينها أنه يتحتم علىّ زيارة الطبيب لسؤاله عما أشعر به. وفي العيادة، أخبرني الطبيب بأنه مجرد تقلص عضلي، وأعطاني مسكن للآلام وانتهى الأمر.. ولكن وبعد انتهاء علبة المسكن أثناء قضائي لعطلتي مع شقيقتي في اسطنبول عاودني الألم مرة أخرى، ولذا أخذت موعد لزيارة الطبيب. وأثناء الزيارة، وصفت له  فايزة الكعبي قصة  ألمها فإذا بملامح الطبيب تتغير .

. أمر الطبيب ببعض الاختبارات للتأكد من شكوكه، وعندما ظهرت نتيجة الاختبارات، ذهبنا للطبيب مرة أخرى وعرفت أختي قبلي بالأخبار السيئة، عرفت من وجهها ” هناك ورم ليفي سرطاني حول الرئة، وانتشر بين الإبطين والبطن “.

صُدمت – وتوقف مخي عن العمل من هول المفاجأة…ولم أصدق. أنا مريضة سرطان!!!!! اعتدت سابقاً أن أشارك في الفعاليات الخاصة بدعم مرضى السرطان واعتدت سماع قصصهم عن كيف صاروا مرضى سرطان؟ لكن كيف حدث هذا لي؟ ليس عندي أي عادات سيئة من شأنها أن تسبب لي مرض السرطان. أنا شخصية نشيطة وحريصة على الحركة باستمرار. لماذا حدث ذلك لي، هل هو اختبار من الله؟ هل هو ابتلاء……إلى أي متى سيستمر؟ هل هو عقاب …………..لماذا أُعاقب؟  ماذا فعلت؟  كيف سيكون مستقبلي…..هل لدي مستقبل من الأساس؟  استمر سيل التساؤلات يشتعل في رأسي بين الفينة والأخرى. كنت أتمزق إربا لشعوري بأني مريضة سرطان. كان الألم مستمراً وكانت نتيجة الاختبارات مؤكدة لتشخيص الطبيب. لم أستطع استيعاب الأمر فظللت أفكر …….وأحدث نفسي هل أتحدث فعلاً عن مرض السرطان. كيف أصبت بالسرطان!!! ولكني أصبت به, أنا مريضة سرطان!

 صارت رأسي متشابكة ككرة الخيط، تجول بها الأفكار يميناً ويساراً كان لزاماً عليّ أن أقرر مدى احتياجي للعلاج؟ وإذ كان لا بد من العلاج فمتى أبدأ؟ كما لا بد أن أقرر أين أحصل على العلاج؟ هل أرجع مرة أخرى إلى الدوحة وأتعالج بها أو أبقى في دولة أجنبية؟ احتاج إلى اتخاذ كثير من القرارات ولا بد من اتخاذها بسرعة. كان القرار صعباً لأني كنت مضطربة وفي حالة من عدم التصديق. وفي النهاية جمعت قواي وقررت أن أبدأ علاجي في الخارج مع نفس الطبيب الذي شخص حالتي.

 وعندما اقترب موعد أول جلسة كيماوي، اتصل بي كثير من الأشخاص ليقولوا لي أني قوية وأنني سأنتصر على السرطان، وبعد فترة بدأت أصدقهم. بدأت تقبل أمر إصابتي بالسرطان. وعند هذه النقطة تبددت صدمتي نوعا من ..

 تغير كل شيء قبل عيد الأضحى المبارك عندما بدأت علاج الكيماوي الذي صدم جسدي. كنت أشعر بالإعياء الشديد والميل إلى القيء، كنت قلقة وضبانة، وشهيتي للطعام مفقودة ، كنت أتمنى لو أن أمي لم تأت لزيارتي وألا تجلب لي الطعام اللذيذ لأنه سينتهي وأنا ما زلت مريضة.. أحسست وكأني صرت إنساناً جديداً لا يعلم ما يريد ولا يعلم كيف يعبر عن نفسه، أحسست أنني أدور في وسط العاصفة؛ وحيدة مع شخص غريب ومهمتي الآن هي التعرف على هذا الغريب. وبينما أنا في وسط هذا الصراع العنيف سألت الله ليلة العيد أن يلهمني الصبر لتحمل كل هذه الآلام وأن انتصر على السرطان. >

وفي أول يوم من أيام العيد شعرت فايزة بأن حالتها أسوأ من ذي قبل. بدت أسرتها وكأنهم في مأتم. وجوههم عبوسة شاردة منهمكة. لا يضحكون؛ لا يبتسمون؛ لا يهنئون بعضهم البعض بالعيد. أضحى العيد عبئاً على عائلتها فهو يذكرهم بشيء ما بداخلها يأكلها بينما العالم بالخارج يستمتع ويحتفل بالعيد.

وبعد أسبوع من أول جلسة كيماوي كان عيد ميلادي. وبينما يعيث الكيماوي في جسدي فساداً، أشعر بتغييرات طفيفة تطرأ على جسدي. كنت أشعر بألم كل خلية سرطانية تموت في جسدي وكنت منهكة للغاية. كان الألم شديداً وعنيفاً بل قاسياً. وصلت إلى نقطة كان السؤال الملح فيها: لماذا أفعل ذلك. لماذا أخضع لكل هذا العذاب؟ لماذا أتحمل كل هذا البؤس؟

 كان السبب معلوماً …وهو سيل الدموع المنزرف من عيون عائلتي ومحاولاتهم الدؤوبة للتخفيف من آلامي وإسعادي ، ففي يوم ميلادي استأجرت أخوتي يختا. وعلى ظهر اليخت اظهر أخواتي حبهم لي؛ أعددن عشاءً رائعاً مجهزاً بالهدايا والكعك وكتبن اسمي بالليزر على جسر البوسفور. كنت أحلق في السماء فوق القمر. تناسيت أحزاني وصرت سعيدة سعادةً جمةً، سعادةَ لا توصف. وفي نشوة البهجة فكرت “لو أني سأموت بعد غد………سأكون مرتاحة وسعيدة””. أعطاني ذلك اليوم جرعة قوية من السعادة ساعدتني على المقاومة والاستمرار.

 عاملتني أسرتي بحب، بل بكل الحب. أظهروا لي مقدار حبهم لي من خلال أشياء بسيطة. مثل أن روائح المنظفات كانت تتعبني فيخبروني بأنه عليّ المغادرة لبعض الوقت فقد حان وقت استخدام المنظفات. كنت أرى مدى قلقهم عليّ. كادت أختي لا تنام لأنها تستيقظ بين الفينة والأخرى لتسألني هل أنا بخير؟ توقفت أمي عن تناول الطعام لأني لا أستطيع تناول الأكل. كانت تطبخ لي الطعام يومياً  رغم ما تجده من صعوبة للنهوض من الفراش والوقوف لإعداد الطعام بسبب مشكلات صحية في ساقيها. ، صرت أخاف على أسرتي لو توفيت أكثر من خوفي من الموت.

وعندما حان الوقت لرجوع واحدة من أخوتي إلى الدوحة لأولادها، كنت أشعر بأن قلبها يتمزق. كانت تترك جزء من قلبها معي بينما الجزء الآخر مع صغارها.  وعند تناول العشاء لآخر مرة قبل مغادرتها إلى الدوحة، صرحت لها بأني لم أكتفي من البقاء معها. ما زلت في حاجة إليها. ما زال هناك الكثير الذي أود أن أقوله لها وأشاركها معها. أتمنى أن نكبر سويا. سأتحمل كل الآلام من أجلك، سأتحمل كل المصاعب والمشاق من أجلك. سأعود إليك يا أختاه. انزرفت الدموع من عيون الجميع بلا حساب. كنت أدرك إنني واحدة من المحظوظين. فلدى الكثير الذين يحبونني ويهتمون بي. فمن لم يكن معي بجسده، كان يتواصل معي بالهاتف دون ضجر أو ملل لتفقدني والاطمئنان على أحوالي.

 استغرق الأمر بعض الوقت حتى تقبلت المرض. فكنت في موقف لا يمكنني التخلص منه.  ماذا كنت أفعل حيال ذلك. أخبرني الطبيب الحقيقة وقالي لي أن فرص البقاء على قيد الحياة عالية.  غير أن بعض الأفراد لا يتحسنون ويؤدي بهم المرض إلى الوفاة. وقال: ” إنه ما زال مرض ، تعاملي معه كأي مرض آخر واتركي لي الدواء وركزي على نفسك”.  وهذا ما فعلته.

بعد ثالث جلسة كيماوي، تعلمت كيف أتعايش مع السرطان. أصبح لدي مقعد داخل الحمام لاستخدامه في حالة الإصابة بالدوار، وأكياس بلاستيكية لاستخدامها عند القيء. أدركت أن الليمون يصبني بالقرف فقررت الابتعاد عنه تماماً.

في مرة من المرات جلبت لي أختي بعض البوظة في غرفتي بالمستشفى من وراء الممرضة لأنه لم يكن مسموحاً لي بتناول البوظة.  كما أُرسلت لي كتب من الدوحة للاطلاع عليها وقت الحاجة. سمحت لجسدي التكيف مع مرض السرطان والعلاج بالكيماوي.

 ولكن وحتى مع دعم أسرتي المتواصل، انتابتني أحياناً لحظات ضعف؛ وخاصة عندما صرت وحيدة معزولة في غرفتي لمدة ستة جلسات كيماوي بدون أي صوت عدا آلات التنبيه التي تطلق أصواتها هنا وهناك. كنت محرومة من أي تفاعل مع البشر. افتقدت كثيراً الاختلاط بالناس وقضاء أوقات ممتعة معهم. ، ارتبطت الوحدة داخل غرفة العلاج بهذا المرض المتقلب وبما يحدثه الكيماوي، مما دفعني إلى عدم القدرة على اتخاذ أبسط القرارات ولذلك سلمت أمري تماماً لأسرتي التي أُحبها وأثق فيها. ،  ففي لحظات الضعف والشعور بالألم، كنت أفكر في الموت ولكن أختي لم تسمح لي التفكير فيه،  قالت لي أنه عليّ أن أتحمل إن لم يكن لنفسي فلها، وهذا ما أغضبني…..لا أستطيع تحمل هذا العذاب. تركتني أختي لأفكاري بعدما انفجرت. فكرت فيما قالته لي وتذكرت ما قلته عندما بدأت العلاج. سأخضع للعلاج من أجلكم أولاً، إنهم فقط ست جلسات من العلاج الكيماوي. بدى لي أن عدد الجلسات كبير جداً وأن الجلسة السادسة بعيدة جداً وصعبة المنال. وبغض النظر عن ذلك كله، خضعت للعلاج والتزمت به وأكملت أول برنامج من العلاج الكيماوي وصار وقت فحص الطبيب للوقوف على حالتي بعد الكيماوي وإلى أي مدى تأثر السرطان.

 لم يكن لدي أي توقعات لنتائج الاختبارات. لم أكن متفائلة أو متشائمة. لم أكن أطمح لأي شيء حتى لا أشعر بخيبة الأمل وأردت ألا أفكر بسلبية. فمهما كانت نتائج الاختبار سأتقبل الأمر. كنت في حالة من الهدوء والسكينة.

 إذا أخبرني الطبيب بعدم استجابة السرطان للعلاج الكيماوي وعدم وجود حلول أخرى، سأغضب ولكني سأتقبل الموت. فالموت ليس نهاية، وبدأت أنظر للموضوع من منظور ديني “من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، أعطتني هذه الجملة مزيد من الراحة والطمأنينة وشجعتني على مواجهة الموت. لم تكن أسرتي تحب بالطبع أن تسمع أي شيء من ذلك، ولكن الموت حقيقة لا بد أن نعترف بها. فالموت علينا حق. إذا أخبرني الطبيب أنه لم يتبق لي في الحياة إلا القليل، فسأعود فوراً إلى الدوحة وسأجمع كل أحبابي وأملأ عيوني برؤيتهم قبل أن أغادر هذا العالم وأذهب إلى عالم آخر. وإذا قال لي أن ساعتي قد اقتربت. سأظل في تركيا حتى يأتيني الموت.

 وعلى عكس كافة السيناريوهات التي دارت في ذهني ، قال الطبيب: فايزة، لدي أخبارُ سارةُ ، سألته: ماذا؟

أجاب: أخبار سارة  ، توقعت أن يقول أن جسدي استجاب للعلاج أو أي شيء مما يقوله الأطباء للمرضى حتى يثلجون صدورهم أو يخففون عنهم. ما قاله أعجزني عن الكلام وأوقف لساني.

 “نتيجة الاختبار تظهر أن جسدك خالِ من السرطان“. 

Read more...