عبدالرحمن: هذه الرحلة جعلتني أقوى مما أظن

في قصة ملهمة لرحلة شفاء، يروي عبد الرحمن، فتى قطري يبلغ من العمر 13 عاماً، كيف تغيّرت حياته عندما كان في الثامنة من عمره.، لم يكن يتوقع أن يتحول لعبه البريء مع أبناء عمومته وأخيه إلى رحلة مليئة بالتحديات

البداية الصعبة:

كانت تلك الأيام التي سبقت عيد ميلاده الثامن مليئة بالمرح والفرح، لكن المرض بدأ يداهم جسده الصغير. بعد أن لاحظت والدته تفاقم حالته الصحية، قررت اصطحابه إلى مركز طوارئ الأطفال بالسد. كان عبد الرحمن يعتقد أن هذه الزيارة ستكون مثل غيرها من الزيارات الروتينية، ولكنه لم يكن يعلم أنها ستغير حياته بشكل جذري.

عندما وصلت الأسرة إلى المركز، تفاجأوا بطلب الانتقال إلى غرفة العزل، وهو ما أثار قلقاً كبيراً لدى والدته. لم يكن عبد الرحمن يفهم تماماً ما يحدث، وكان يشعر بالقلق والخوف. تواصلت والدته مع الأطباء، لكنهم لم يوضحوا لها السبب وراء إجراءات العزل. في ظل هذا الغموض، توصلت والدته عبر محركات البحث إلى احتمال إصابته بسرطان الدم، لكن الأطباء لم يؤكدوا ذلك بعد.

البحث عن الأمل:

بدأ عبد الرحمن رحلته مع العلاج الكيميائي في مستشفى حمد العام، ولكن الأمر لم ينتهِ هنا. بعد أيام من الاختبارات والتشخيص، تم تأكيد إصابته بسرطان الدم العضلي الحاد، وبدأت رحلة العلاج الكيميائي التي استمرت لسنوات. بينما كان عبد الرحمن يعاني من الألم والقلق، كانت والدته بجانبه، تساعده على فهم المرض والتعامل معه بطرق بسيطة تتناسب مع عمره.

رحلة العلاج:

انتقلت العائلة إلى مستشفى الأطفال في واشنطن، حيث بدأت رحلة طبية معقدة. كان عبد الرحمن يشعر بالبؤس والحزن نتيجة للعلاج الكيميائي، وكان فقدان شعره من بين أكثر التجارب الصعبة التي واجهها. ومع ذلك، فقد كان هناك لحظات دعم كبيرة، مثل دعم عمه الذي قارن القسطرة التي كان يرتديها ب”قوس” الرجل الحديدي “ايرون مان”، مما أعطاه القوة لمواجهة تحدياته.

في هذه الأثناء، كانت والدته تعمل بلا كلل لضمان استمرار تعليمه، حيث كان لديه مدرسون يأتون إلى المستشفى لتعليم عبد الرحمن. كان الأمر صعباً عليه، ولكنه أدرك فيما بعد أهمية الاستمرار في التعليم كجزء من رحلته نحو الشفاء.

التغلب على التحديات:

على الرغم من التحديات التي واجهها عبد الرحمن في المستشفى، مثل عمليات رفض نخاع العظم المزروع وتكرار العلاج الكيميائي، كانت عائلته تدعمه باستمرار. تأثرت والدته بشكل خاص من عدم وجود متبرعين مناسبين، ولكن الأمل عاد عندما تبرعت أم في تكساس بدم الحبل السري الذي تطابق مع عبد الرحمن.

العودة إلى الحياة الطبيعية:

بعد عملية الزراعة، انتقل عبد الرحمن وعائلته إلى منزل جديد بدلاً من المستشفى. كان المنزل يحتوي على قبو كبير حوله عبد الرحمن إلى ملعبه الخاص، مما أعطاه فسحة من الراحة والاستجمام. لكنه لم يكن بعيداً عن متابعة الفحوصات والعلاج الدوري. ومع مرور الوقت، عادت العائلة إلى قطر، حيث أكمل عبد الرحمن رحلة التعافي.

العودة إلى المدرسة والمجتمع:

عندما عاد عبد الرحمن إلى المدرسة، واجه صعوبة في التكيف مع البيئة الجديدة، حيث تعرض للتنمر بسبب زيادة وزنه الناتجة عن العلاج. لكن بفضل دعم المدرسة الجديدة، تمكن من تجاوز هذه الصعوبات وتكوين صداقات جديدة. كانت المدرسة مكاناً رحب به وساعدته في العودة إلى الحياة الطبيعية.

التفاؤل والدعم:

لم ينسَ عبد الرحمن ووالدته فضل الأطباء والممرضات والأخصائيين الاجتماعيين الذين ساعدوهما خلال رحلة العلاج. كما أن المنظمات مثل “تمنى أمنية” و”مجموعة باندا” قدمت دعماً غير طبي، مما ساهم في تحسين نوعية حياة عبد الرحمن. كانت لفتات مثل تقديم الصور للأطفال في المستشفى أو دعمهم في التغلب على الغثيان ذات تأثير كبير على معنوياته.

رسالة أمل:

عندما استقرت الأمور، أرادت والدته مشاركة تجربته مع المجتمع. عبرت عن أملها في أن يكون المجتمع أكثر انفتاحاً وتفهماً لمساعدة الأطفال وأسرهم في مواجهة مرض السرطان. وقالت: “اختبر الله بمرض السرطان العديد من الأطفال، ومنهم ابني. يجب أن يكون المجتمع أكثر انفتاحاً وتفهماً لمساعدة الأطفال وأسرهم، لأن الدعم المتبادل يسهم بشكل كبير في التغلب على المحن.”

خاتمة:

قصة عبد الرحمن تذكير قوي بقوة الأمل، ودور الدعم العائلي والمجتمعي في التغلب على الأوقات الصعبة. رحلته من الألم إلى الشفاء تبرز أهمية التفاهم والتعاون في مواجهة التحديات الصحية.

Read more...

الجمعية القطرية للسرطان تفوز بجائزة المسؤولية المجتمعية 2025

فازت الجمعية القطرية للسرطان بجائزة قطv للمسؤولية المجتمعية  لعام 2025، عن مبادرتها الإنسانية الرائدة “منصة وياكم”التي تهدف إلى دعم مرضى السرطان ومساعدتهم في تغطية تكاليف العلاج ، وقد نالت المبادرة إشادة خاصة من لجنة التحكيم، نظراً لأثرها الإنساني والمجتمعي الواضح، وما تمثله من نموذج فعّال في دعم الفئات الأكثر حاجة.

وجاء هذا التتويج خلال الحفل الختامي لأعمال النسخة الثالثة من مؤتمر ومعرض قطر للمسؤولية المجتمعية  2025، الذي أُقيم تحت شعار “الاستدامة في العصر الرقمي”، بمشاركة نخبة من المؤسسات الوطنية والجهات الحكومية والخاصة.

وشاركت الجمعية في المؤتمر كراعٍ برونزي، حيث نظمت جناحًا توعويًا قدّمت من خلاله شرحًا شاملاً عن أنشطتها وخدماتها، خاصة تلك الموجهة لدعم مرضى السرطان والناجين منه، إضافة إلى أسرهم ومقدمي الرعاية. كما ألقت الجمعية محاضرة تعريفية استعرضت خلالها دورها في التوعية والوقاية، ضمن رؤيتها التي تركز على تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الكشف المبكر واتباع أنماط حياة صحية.

وبهذه المناسبة، أعربت السيدة منى أشكناني، المدير العام للجمعية، عن فخرها واعتزازها بهذا الإنجاز، مؤكدة أن الجائزة تمثل تتويجًا لمسيرة الجمعية وجهودها المستمرة في خدمة المجتمع. وأوضحت أن هذا التكريم يشكل حافزًا قويًا لمواصلة العمل، وتوسيع نطاق المبادرات المجتمعية، انسجامًا مع رؤية قطر الوطنية 2030 التي تضع تنمية الإنسان محورًا رئيسيًا.

كما وجّهت أشكناني شكرها العميق لجميع الشركاء والداعمين الذين ساهموا في نجاح الجمعية، مشيدة بروح التعاون بين مختلف الجهات في دعم العمل الخيري والصحي، خاصة في مجال مكافحة السرطان، الذي يُعد من أبرز التحديات الصحية والإنسانية.

وفي ختام كلمتها، أثنت المدير العام على تنظيم المؤتمر والمعرض المصاحب، مؤكدة أهمية ترسيخ ثقافة المسؤولية المجتمعية كنهج تشاركي يتطلب تضافر جهود الأفراد والمؤسسات لتحقيق أهداف تنموية وإنسانية مستدامة.

Read more...

روجر ويكام : من القلق إلى الأمل

وسط الألحان والأنغام التي طالما عزفها روجر ويكام على آلتي الساكسفون والناي، لم يكن يتوقع أن الحياة ستفرض عليه نغمة مختلفة ذات يوم؛ نغمة لم يختَرها، لكنها كانت المفتاح لتجربة إنسانية عميقة أعادت تشكيل نظرته للحياة، وألهمته أن يكون مصدر نور ودعم لكل من يمر بما مرّ به.

البداية… حياة هادئة 

روجر ويكام، موسيقي بريطاني يبلغ من العمر خمسين عامًا، عاش جزءًا كبيرًا من حياته متنقلاً بين العواصم الأوروبية، حتى استقر به المقام في مدينة مدريد الإسبانية. لكن منذ خمس سنوات، انتقل إلى الدوحة برفقة زوجته وطفليه ليبدأوا معًا فصلًا جديدًا من حياتهم.

يقول روجر:نحن كعائلة سعداء للغاية هنا، نعمل بجد ونستمتع بحياتنا. كانت الحياة تمضي بشكل طبيعي جدًا”.
كان يمارس الرياضة بانتظام، يسبح، يركض، ولم يكن يدخن أبدًا. لم يعرف من مشكلات الصحة سوى تلك الزيادة الطفيفة في الوزن التي بدت طبيعية مع مرور الوقت.

من التهاب حلق إلى رحلة حياة

في نهاية عام 2015، شعر روجر بألم بسيط في الحلق مع تورم خفيف في الجانب الأيمن من العنق. بدا الأمر في البداية غير مقلق، حيث وصف له طبيبه العام مضادات حيوية، وطلب منه العودة إن لم تتحسن الحالة خلال أسبوع.

مرت الأيام، واختفى ألم الحلق، لكن الورم بقي كما هو. عند مراجعته مرة أخرى، لاحظ الطبيب أن استمرار التورم أمر غير معتاد. وصف روجر الطبيب بأنه “رائع”، لأنه لم يكتفِ بالعلاج المعتاد، بل قام مباشرةً بتحويله إلى قسم الأشعة لفحص شامل، مع وضع احتمال الإصابة بالسرطان في الحسبان.

خضع روجر لسلسلة طويلة من الفحوصات والتحاليل الدقيقة، بدأها بخزعة تحت التخدير العام، تلتها أشعة ومسح شامل بالتصوير المقطعي البوزيتروني (PET). ويصف تلك المرحلة بأنها ” أصعب ما مررت به… الانتظار كان مرهقًا، لأنك لا تعرف ما تواجهه، وكل السيناريوهات تبدو ممكنة. ستة أسابيع من عدم اليقين، حيث تتأرجح بين الخوف والرجاء في كل لحظة”.

رغم عدم تصريح الأطباء باستخدام كلمة “سرطان” في البداية، إلا أن القلق الذي كان يملأ قلبه لم يترك له مجالاً للراحة.

جاء التشخيص أخيرًا: سرطان في الحلق. ورغم صدمة الخبر، فإن معرفته بالأمر أنهت ذلك الغموض القاتل، وسمحت له بأن يبدأ رحلة العلاج ، استغرق الأمر يومين فقط لاستيعاب الخبر. بعدها قال لنفسه: يمكنني النجاة. هذا ليس نهاية الطريق”.

تواصل مع مرضى سابقين، استمع لقصصهم، وشعر أن هناك أملًا. رأى أمامه نماذج تعافت وتعيش حياتها بسعادة. وهكذا بدأت رحلته.

وفي فبراير 2016، خضع روجر لعملية جراحية كبرى، تبعها علاج كيميائي وإشعاعي مكثف. يتذكر تفاصيل تلك المرحلة بدقة ،ثم قضى ثلاثة أسابيع في المستشفى. ، رغم ذلك، لم يترك له المرض خيارًا سوى الصمود. “كنت أعلم أنني أخوض معركة… وكان علي أن أواجهها بكل ما أملك”.

قوة العائلة

لم يمر روجر بهذه التجربة وحده. كانت زوجته إلى جانبه دائمًا، وكذلك أطفاله وأصدقاؤه. قرر أن يكون صادقًا معهم منذ البداية ، كما يروي عن الدعم النفسي الهائل الذي تلقّاه من المحيطين به ” أخبرنا أطفالنا لأنهم كبار بما يكفي لفهم الأمر. لا يمكن أن نخفي عنهم شيئًا بهذه الخطورة. الصدق معهم كان ضرورة ، وكل محادثة  مع عائلتي كانت بمثابة طوق نجاة. كنت كلما تحدثت عن حالتي، شعرت بتحسن. كلمات الحب، والاهتمام، والحنان، كانت هي العلاج الموازي لما كنت أتلقاه في المستشفى ، حتى اللحظات التي شعر فيها بالضعف، مثل انهياره أمام زوجته يوم دخوله للمستشفى، كانت تجد ما يخففها في حضن العائلة ومشاعر التعاطف المحيطة به.

رغم الصعوبات، واصل روجر الإمساك بآلته الموسيقية، إن لم يكن عزفًا فعلى الأقل تخطيطًا لأعمال جديدة. بعد تعافيه، ألّف تسجيلين موسيقيين، ويأمل أن يتمكن من إنتاج خمسة تسجيلات خلال السنوات الخمس التي تلي تعافيه، كتعبير عن امتنانه للحياة وفرصة النجاة ، قائلاً ” أريد أن أجعل هذه السنوات الخمس المقبلة، أفضل سنوات حياتي. بعد كل شيء، أنا لا أريد نسيان ما مررت به… لأنه ذكرى بأني محظوظ”.

رسالة من القلب

بعدما تجاوز المرض وقطع شوطًا في التعافي، لم يكن روجر ليصمت. أراد أن يُسمِع صوته لكل من يواجه السرطان، ليقول له:

“لست وحدك… وكل لحظة تمرّ، تقرّبك أكثر من الشفاء”.

“لا تتردد في طلب المساعدة، لا تقلل من قيمة ما تمر به. خذ الدعم، وامنحه أيضًا. وتذكر أن الحياة لا تتوقف عند المرض. نحن أقوى مما نعتقد”.

شكر وإمتنان 

يعبّر روجر عن امتنانه العميق للجمعية القطرية للسرطان، التي قدّمت له الدعم في مراحل مختلفة، ويقول:

“هذه الجمعية تقوم بدورٍ إنساني عظيم. لقد رويت قصتي لهم، وأردت أن تكون منارة لكل من يسير في طريق العلاج. إن بهجة العطاء تفوق لذة الأخذ”.

Read more...

فاهث : إصابتي بالسرطان جعلتني أكثر قوة وثبات

عندما زار فاهث الطبيب في شهر أبريل 2017 تغيرت حياته ككل، عندما لاحظ كتلة صغيرة على الجانب الأيسر من عنقه ولكنه لم يعيرها كثير من الاهتمام، لدرجة أنه تجاهلها تمامًا ولم يقرر الذهاب للطبيب لفحصه إلا عندما أخبره صديقه وأفراد عائلته بضرورة ذلك.

 قال فاهث ” تراجعت عن رأيي من أجلهم ولكني لم أكن قلقًا، لقد كان هذا وقت انتشار الإنفلونزا وجميع أفراد أسرتي بخير وصحة طيبة. ظللت متغافلاً وطلبت إجازة مرضية حتى أتجنب زملاء العمل، تركت الشركة وذهبت للمستشفى. وهناك قام الأطباء بفحص جسدي فحصا كليًا ودقيقًا. أجمع الأطباء على أهمية إجراء جراحة لاستئصال الغدة الدرقية وفي يونيو 2017، خضعت لإجراء العملية وأخذت الخزعة، ثم أخبرني الأطباء بوجود سرطان في الغدة الدرقية، وهو نوع من أنواع السرطانات التي تؤثر بالضرورة على الغدة الدرقية.

 صُدمت بحالتي عندما أُخبرت بذلك، حيث كان السرطان آخر شيء يتبادر إلى ذهني، بدأت هواجس الخوف تنحدر تدريجيًا عندما حاول الأطباء التخفيف عني وتأكيدهم أن هذا النوع من السرطانات شائع، وأنه قابل للشفاء وأن فرصتي في التعافي ممتازة. وبالرغم من رد فعلي المبدئي، كان عقلي صافيًا وتفاعلت مع طبيبي وتعاونا سويًا لرسم خطة تفصيلية للتغلب على الورم. عرفت ما يجب عليً فعله وقررت أن أهزم السرطان.

 وفي الشهر التالي، أجرى الأطباء جراحة استئصال الغدة الدرقية التي استعمرتها الخلايا السرطانية استعمارًا كاملاً ، نجحت العملية ونصحني الأطباء باللجوء إلى جرعات عالية من اليود المشع، على عكس المعتاد لأن الجرعة العالية تضمن عدم رجوع السرطان مرة أخرى لفترة معقولة. وفي سبتمبر 2017، خضعت لجرعة عالية من اليود المشع.

أعطاني الأطباء دواء مكمل لهرمونات الغدة الدرقية ، وتركوا ندبة صغيرة تذكرني بانتصاري على السرطان، كنت راضياَ جداً، جاهزاً لغلق هذا الفصل من حياتي والرجوع إلى حياتي الاعتيادية فأنا على وشك الاستمتاع بوقتي مرة أخرى والاتصال بعائلتي من خلال الهاتف والتسوق مع الأصدقاء ، شعرت باهتمام كبير من جانب الأطباء. فكل ثلاثة أشهر، ينبغي عليَ الذهاب إلى الموعد الطبي. وكان الطبيب يعطيني موعد متابعة منتظم، وفي هذه الأثناء وجدت كتلة مقاسها 6 مم والتي لم تكن ولله الحمد سرطان، خضعت لجرعة منخفضة من اليود المشع في يونيو 2018 كجزء من العلاج.

ومع مرور الأيام، لم أعد أفكر في الكتلة الكائنة في رقبتي أو أي شيء يتعلق بالسرطان. كنت أتابع روتين زيارتي للطبيب كل ثلاثة أشهر، وكان الطبيب في كل مرة يذكرني بنجاحي وانتصاري على السرطان. وكنت أشعر بأني منتصر. وفي كل مرة كان يقول لي الطبيب أنه لا يوجد أي علامات للسرطان، فأتنهد مرتاحا وممتنا لله، ومع مرور الشهور والأيام، كنت أجري اختبارًا من حين لآخر وكانت نتيجة الاختبارات سلبية دائمًا، ومن ثم بدأت أشعر بأن هذه المواعيد الطبية مملة وشعرت بالثقة لدرئي السرطان. وإذ وفي نوفمبر 2019 وأثناء متابعتي الطبية، شعرت أثناء إجراء الأشعة فوق الصوتية بأمرٍ غير عادي من طريقة فحص الطبيب وتعاطف طقم التمريض. قال الطبيب متألمًا ومتحسرًا أنه يرى كتلة جديدة مقاسها 3 مم في العقد الليمفاوية مما يعني عودة السرطان مرة أخرى، وأخبرني الطاقم الطبي أن هذه ظاهرة طبيعية تصيب 75% من المرضى الذين يعانون من سرطان الغدة الدرقية حيث يصيب السرطان العقد الليمفاوية. ونصحني الطاقم الطبي بإنهاء جولة أخرى من العلاج باليود المشع.

شعرت بالأسف. كنت قد اتبعت خطة العلاج السابقة بانضباط ونفذتها بدقة كاملة. لقد هزمت السرطان. لماذا رجع مرة أخرى؟ بدأت في ملاحظة عاداتي اليومية والبحث عما هو خطأ في أسلوب حياتي. احتجت لإجابات كثيرة، لأعرف سبب إصابتي بالسرطان مرة أخرى. أصبت بالذهول. بدأت في لوم نفسي كثيراً. ليس بسبب ارتداده لي مرة أخرى ولكن لإصابتي بالسرطان في المرحلة الأولى. هل أتبع نظاما غذائيا غير صحي؟ هل هذا بسبب تعثر حظي؟ هل أصابني أحدهم بالحسد؟ شعرت بالمسؤولية مقتنعاَ أنه لو فعلت شيئًا في حياتي بشكل مختلف عما كنت لتمكنت من منعه. ولكن الحقيقة أنه لا يستطيع أحد منع السرطان او توقع حدوثه. أمضيت وقتًا طويلاً في هذه الأحاسيس، وأخذت وقتًا أكثر للتغلب على ما انتابني من مخاوف ووجع بالقلب قبل أن أصل إلى هذه الحقيقة، ولكن عندما توصلت إليها أصبح من السهل علي تغيير خطتي وأن انتقل إلى المرحلة الثانية من العلاج.

رجعت في فبراير 2020 لجولة أخرى من جرعات اليود المشع العالية. فهذا اليود يساعد على استئصال كأفة الأنسجة السرطانية التي انتشرت بالعقد الليمفاوية. يمنع البروتوكول الطبي استخدام أدوية المكملات الهرمونية للغدة الدرقية في الأسابيع التالية للعلاج ولذا شعرت أثناء هذه الفترة بكثير من الإنهاك والألم. فالأقراص التي أعطاها لي الأطباء كانت تقضي فقط على الخمول والكسل اللذين انتاباني ولكن رافقها كثير من الغثيان. كانت الهرمونات بين صعود وهبوط، أشعر في بعض الأيام برجفة وبعض الأيام بالتعرق مما يضطرني للاستحمام ثلاث مرات يوميا. كانت هذه الأيام عصيبة للغاية، فهي أصعب ما خبرته طوال رحلة العلاج.  صارت حياتي رتيبة، كئيبة ومما زاد من صعوبتها أوامر الأطباء كإضافة ملح إلى الطعام. توقعت أن يكون العلاج الإشعاعي أحرق كل ما بداخلي. ولكني الآن نسيت كل هذه الآلام والأوجاع، عندما استرجع ما حدث، أتعجب كيف تحملت كل هذه الآلام، لقد كنت أشعر حينها بأن قنبلة نووية انفجرت بداخلي. ربما كنت أشعر أنه ليس لدي حل آخر، لم يكن لدي وقت للغرق في التفاصيل، فجل ما يهمني هو أن أنتقل للمرحلة الثانية من العلاج.

 بعدما أنهيت العلاج الإشعاعي في شهر فبراير، تم عزلي لشهر كامل.  ويُعزى هذا العزل إلى عدم إيذاء من هم حولي بما يصدر من جسمي من إشعاعات، زادت تلك الأسابيع من شعوري بالغربة، فالغربة ليست جسدية فقط فهي عقلية أيضًا.  ولكن ومع كل هذه الآلام …..كان هناك نور في نهاية النفق. فأخيرًا وبعد انقضاء هذه الفترة المريرة، بشرني الأطباء بالأخبار السارة. فقد انتصرت على العقبة الأخيرة وأزلتها تماما. وعدت خاليًا من السرطان للمرة الثانية.

ومن ذلك الحين، أصبحت أكثر وعيًا بأهمية مواعيد المتابعة. صرت أكثر حرصًا في عدم الشعور بالثقة المفرطة فيما أصابني من سرطان حليمي، لأن السرطان الحليمي انتشر من قبل ووصل إلى العقد الليمفاوية، وقد يحدث ذلك مرة أخرى.  وفعلاً وبعد مرور شهرين وجدوا أن السرطان منتشر في العقد الليمفاوية. في كل مرة أعلم بإصابتي بالسرطان، أصبح أقوى وأكثر ثباتًا، وأقل انزعاجًا، كانت شخصيتي تتطور إلى الأفضل لتحارب هذا المرض اللعين. لم أعد هذا الشخص الساذج، صرت أكثر قدرة على تلقي برنامج العلاج التالي.

وكان البروتوكول العلاجي هو نفس البروتوكول السابق المستخدم في أخر مرة وهو اليود المشع. ولكن نصحني الأطباء بالخضوع لجرعة أكبر عما سبق لأن الجرعة العالية تضمن عدم رجوع السرطان مرة أخرى لفترة معقولة، معركة جديدة مع عدوٍ سابقٍ. وفي الوقت الذي كنت أتلقى دعم عاطفي ومادي من قبل الجمعية القطرية للسرطان بالدوحة، كان لا بد لي أن أبحث عن مكان آخر إذا قررت العلاج في بلد آخر. فقد قررت أن أكمل علاجي في وطني الأم – سريلانكا – حتى أحظى برعاية ودعم أسرتي وأصدقائي، يكفيني ما قضيته من سنوات في الغربة.

 وقبل أن أغادر الدوحة، منحتني الجمعية القطرية للسرطان كتيب يسمى قصة أمل، يشرح تفصيليًا كثير من قصص المتعافين من مرض السرطان. وبينما أقرأ هذه القصص، أحسست بمشاعر غريبة، فبالرغم أن أبطال هذه الحكايات غرباء بالنسبة لي، إلا أن أنواع السرطان التي أصيبوا بها وما خبروه أثناء مرحلة العلاج يشبهني كثيرًا، ومن ثم وجدت نفسي قادراً على محاكاتهم وإكمال طريقي إلى نهايته. وحتى هذه اللحظة، ظللت قادرًا على استكمال رحلة العلاج لأني أعرف أن لدى خيار آخر، عليّ أن أستمر، ملأتني حكايات هذا الكتاب بأمل ليس له حدود، وأدركت حينها من بين ثنايا الكتاب أنه لا يوجد حالتان متطابقتان تماما ولكن لكل مريض حالة منفردة خاصة به. وأخيرَا، استطعت وضع صورة ذاتية لحالتي وكتابة قصتي. كان من الصعب أن أسمع عبارة نوع “السرطان الذي أصبت به من النوع الحميد أو من النوع السهل” ولكني أحترم ما مر به الأخرون من رحلاتٍ صعبةٍ شاقةٍ، وهذا ما جعلني أصف رحلتي بأنها ليست جيدة أو سهلة. ما زال السرطانُ سرطاناَ فهو ليس بالشيء اليسير كما أخبرني الأطباء، وكما فهمت من المواقع الإلكترونية التي أكدت لي ذلك. وكان عليّ أن أعدل خطتي لتكون أكثر مرونة فقد صرت متفائلاً ولست ساذجاَ. وبعد الانتهاء من كتيب الجمعية القطرية للسرطان أدركت أن السرطان ليس مرضاً بسيطاً تتغلب عليه بقراءة ملصق. فلكل مريض سرطان خبرة وتفاصيل خاصة به. وفجأة شعرت بأنه لا ينبغي علي التوقع بكيفية سير عملية العلاج ولا كيف سأشفى منه، ولكني استجمعت قوتي متفهماً حقيقة إمكانية هزيمة السرطان بأسلحةٍ مختلفةٍ. وفهمت أنه لا يمكن التنبؤ بالسرطان، فهو يعبر عن نفسه فجأة ولكن يمكن التغلب عليه وهزيمته. والآن أنهيت علاجي وأعتقد أن حكايتي قد تكون ملهمة للمرضى الآخرين التائهين في طريق العلاج. فقد يروا أنفسهم في قصتي وأتمنى لهم أن يكتبوا قصتهم بأنفسهم وفق رؤيتهم الشخصية.

Read more...

“درب العافية”برنامج مستدام يعنى بنمط الحياة الصحي

في إطار جهودها المستمرة لتعزيز الوعي الصحي في المجتمع القطري، أطلقت الجمعية القطرية للسرطان برنامجاً مستداماً جديداً بعنوان “درب العافية”، يُعرض عبر منصات التواصل الاجتماعي ابتداءً من شهر رمضان المبارك. يهدف البرنامج إلى تقديم نصائح صحية للمجتمع، تُركز على التغذية السليمة، ممارسة الرياضة، والوقاية من الأمراض.

يتضمن البرنامج سلسلة من الحلقات المصورة في مواقع متنوعة، من بينها المراكز التجارية، مما يسهم في الوصول إلى شرائح أوسع من الجمهور. ويهدف البرنامج إلى تحفيز الأفراد على تبني نمط حياة صحي من خلال تقديم حلول عملية وبسيطة قابلة للتطبيق في الحياة اليومية.

كما يشكل “درب العافية” منصة تفاعلية مع المجتمع، إذ يتضمن استبيانات وطرح أسئلة مباشرة على الجمهور في الأماكن العامة، بهدف قياس مستوى الوعي بالإرشادات الصحية والتغذوية، والتعرف على التحديات التي قد تعيق تطبيق نمط الحياة الصحي. وتُسهم هذه التفاعلات أيضًا في توضيح المفاهيم الصحية الملتبسة وتوجيه رسائل دقيقة وفعالة.

وتؤكد الجمعية من خلال هذا البرنامج إيمانها بأن المعرفة هي القوة، وأن نشر المعلومة الصحيحة يساعد الأفراد في اتخاذ قرارات صحية أفضل، مما يعزز من فرص الوقاية من الأمراض، وعلى رأسها السرطان.

يتناول البرنامج العديد من المحاور المهمة، من أبرزها:التغذية السليمة ، الأطعمة التي تحسن الوظائف الإدراكية ، الأطعمة المساعدة في الوقاية من السرطان ، أهمية منتجات الصويا في النظام الغذائي وتأثيرها المحتمل على الوقاية من الأمراض، وموضوعات أخرى ذات صلة بالصحة العامة ونمط الحياة

Read more...

: محمد مولود: تجاوزت الصعاب بدعم أسرتي والفريق الطبي

كانت حياة محمد مولود تسير بشكل طبيعي إلى أن لاحظَ بعض الأعراض الغريبة التي اكتشفها بالصدفة. بعد أن أجرى جميع التحاليل والفحوصات اللازمة، فقام بعمل منظار وأظهرت النتائج إصابته بسرطان المستقيم، وكانت الخطوة التالية هي إجراء عملية لإزالة الورم. لم يكن لدى محمد أي انطباعات سابقة عن مرض سرطان المستقيم مما جعله يستقبله كأي مرض يصيب أي إنسان. بالإضافة إلى ذلك كان إيمانه بالله وتوكله عليه سبباً في تلقيه الخبر بدون أي مخاوف من المستقبل، ورغم شدة الألم الذي أصابه في العملية، إلّا أن عائلته كانت مصدراً كبيراً للدعم بالنسبة له، وخاصةً أخته.

 قام محمد بأخذ إجازة من العمل الخاص لمدة سنة لكي يتلقى العلاج الكيماوي الذي واجه معه عدة أعراض مثل الإنهاك والفتور وانعدام الشهية وبعض الآلام البسيطة مما أدى إلى خسارته لعمله. ولكن ما يشعره بالراحة الآن هو إتمامه لمعظم جلسات الكيماوي، وبقاء جرعة واحدة فقط لإكمال العلاج مما سيجعله قادراً على البحث عن وظيفة جديدة قريباً.

ويتلقى محمد العلاج الكيماوي والإشعاعي من خلال الجمعية القطرية للسرطان التي تواصل معها عن طريق مستشفى حمد العام. ووصف محمد أنه بالإضافة إلى العلاج، فإن ما تلقاه من الفريق الطبي من الدعم النفسي أثّر بصورة إيجابيّة على صحته وساعده في تجاوز المصاعب التي واجهها. وخلال وصفه لرحلته، ذكر أن أجمل ما خرج بِهِ من تلك التجربة هو الصبر الذي تعلمهُ خلال فترةِ تلقي للعلاج الكيماوي والإشعاعي، وأكثر ما ينصح به كل من يمر بنفس التجربة هو الالتزام بالعلاج ومواصلته، ومواجهة الأعراض الجانبية بدون خوف لأنها مؤقتة وتزول مع الوقت. وأوضح أن أفضل الأشياء التي ساعدته على مواجهة السرطان هي الصلاة وتلاوة ورد من القرآن الذي وصفه -كما ورد بسورةِ الإسراء- أنه شفاء للناس.

Read more...

توقيع مذكرة تفاهم بين ” القطرية للسرطان ” و ” مشاعل السليطي للمحاماة “

في إطار تعزيز التعاون بين القطاعين الخيري والقانوني في دولة قطر، وقعت الجمعية القطرية للسرطان مذكرة تفاهم مع مكتب “مشاعل السليطي للمحاماة والتحكيم “. بهدف دعم الأنشطة الخيرية والتوعوية للجمعية من خلال تقديم استشارات قانونية متخصصة ، وتأكيداً لى أهمية تكامل الجهود لدعم المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة .

وقد تم توقيع المذكرة من قبل السيدة منى حسين أشكناني، المدير العام للجمعية القطرية للسرطان، والسيدة مشاعل محمد السليطي، رئيس مجلس إدارة مشاعل السليطي للمحاماة والتحكيم. ويأتي هذا التعاون في إطار السعي المشترك بين الطرفين لتحقيق أهداف الجمعية في دعم المجتمع القطري وتعزيز الوعي حول مختلف القضايا التي تهم المواطنين والمقيمين في قطر.

وبموجب هذه المذكرة، تلتزم الجمعية  بتسليط الضوء على مكتب “مشاعل السليطي” من خلال وضع اسم وشعار المكتب في صفحة الداعمين على موقعها الإلكتروني، بالإضافة إلى نشره على صفحات التواصل الاجتماعي . كما ستمنح الجمعية المكتب عددًا من الدعوات الخاصة لحضور الحفل السنوي للجمعية، مع تكريم ممثل عن المكتب تقديرًا لدعمه المستمر للأنشطة الخيرية للجمعية.

من جهة أخرى، يلتزم مكتب مشاعل السليطي للمحاماة والتحكيم بتقديم استشارات قانونية مجانية للجمعية. تشمل هذه الاستشارات مجموعة من الخدمات القانونية المتنوعة، التي تتضمن حل النزاعات المتعلقة بالأعمال المصرفية والاستثمارية، فضلاً عن تقديم الدعم القانوني في قضايا العقارات وصياغة عقود التطوير العقاري وعقود الإيجار. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تقديم خدمات قانونية تتعلق بحل النزاعات العمالية، وغيرها من القضايا القانونية التي قد تطرأ في إطار الأنشطة المختلفة التي تنفذها الجمعية.

كما يلتزم المكتب بتقديم رعاية قانونية لعدد من القضايا سنويًا التي تتعلق بأنشطة الجمعية، سواء كانت قضايا مرفوعة من قبلها أو ضدها. هذا الدعم يشمل الترافع، تقديم المذكرات القانونية، وكل ما يلزم حتى صدور الحكم، حيث يتم اختيار القضايا التي سيقوم المكتب برعايتها بناءً على التنسيق بين الطرفين.

وتؤكد السيدة منى حسين أشكناني، المدير العام للجمعية القطرية للسرطان، أن هذه المذكرة تمثل خطوة هامة نحو توسيع التعاون بين المؤسسات الخيرية والمكاتب القانونية في دولة قطر. وقالت: “نحن في الجمعية القطرية للسرطان نعتبر هذه الشراكة مع مكتب مشاعل السليطي للمحاماة خطوة مهمة في تعزيز دورنا المجتمعي، ويسعدنا أن نعمل مع مكتب ذو سمعة رفيعة في تقديم الخدمات القانونية ، هذا التعاون سيتيح لنا تحسين قدرتنا على تقديم الدعم في مختلف المجالات التي تهم مجتمعنا”.

من جانبها، أكدت السيدة مشاعل السليطي، رئيس مجلس إدارة مشاعل السليطي للمحاماة والتحكيم، أن هذا التعاون يمثل التزامًا واضحًا من مكتبها لدعم الأنشطة المجتمعية في قطر. وأضافت: “نحن فخورون بالتعاون مع الجمعية القطرية للسرطان ونرى أن هذا التعاون يفتح آفاقًا جديدة لتحقيق أهداف مشتركة في خدمة المجتمع القطري. نحن نلتزم بتقديم الدعم الكامل بما في ذلك تقديم استشارات قانونية متنوعة تساهم في تسهيل عمل الجمعية وتعزيز جهودها في خدمة المجتمع”.

كما نصت الاتفاقية على تشكيل فريق مشترك بين الطرفين للإشراف على تنفيذ البرامج والأنشطة المتفق عليها، والذي سيتولى متابعة كل ما يتعلق بالأنشطة التوعوية والقانونية بين الطرفين. هذا الفريق سيعمل على تطوير الأنشطة المشتركة والتأكد من تنفيذها وفقًا لما يحقق الأهداف المشتركة للجمعية ومكتب مشاعل السليطي.

Read more...

سامي : أخبرت عائلتي بمرضي بعد الشفاء

أنا اسمي سامي من الأردن ، انتقلت الى الدوحة في عام 2016 ومعي الأمل والخطط للبدء بمشروعي الخاص وتحسين الظروف المادية والاجتماعية لأولادي وعائلتي، حيث كنت الأب الحنون والمسؤول عن سعادة عائلتي، وكنت رياضي لا أدخن ومهتماً بصحتي.

   بعد فترة من وصولي إلى الدوحة بدأت أشعر بتغير في نظر عيني اليمنى ورغم أن الفحوصات الخارجية للعين لم توضح السبب في ذلك! إلا أنه تم أجراء أشعة أم أر أي للدماغ.

وهنا كانت الصدمة الأولى حين تبين أن السبب المؤثر على نظري هو وجود بعض الأورام في الدماغ ، ثم أكتشف لاحقاً انتشاره في أعضاء مختلفة من جسمي وهي الكبد والغدة الكظرية والرئة والعمود الفقري وبدأ الكابوس المرعب .

لحظتها لم تعد قدماي تقوى على حملي، لم أتوقع يومًا أنى سأبدأ بحساب عدد أيامي المتبقية في الدنيا ولم أتخيل نفسي يومًا طريح الفراش في انتظار الموت.

أخدتني الأفكار بعيداً عن كل شيء في حياتي ، أهلي وأولادي وعملي ، فأنا بالدوحة  بمفردي ، هل أستسلم للمرض وللموت بهذه البساطة ؟ هل أفتح الباب بكل سهولة لذلك اللعين لينهش في جسمي وقدرتي على الحياة؟ .

لم ارى أمامي في تلك الأيام إلا الموت والذي لم يغب عن فكري، فأتعبني جداً هذا الشعور، حتى استوقفت نفسي وسالتها، لماذا التفكير في الموت وأنا لا ازال على قيد الحياة!  لذلك قررت أن أقاوم وأعيش وأتعايش وأبعد تفكيري عن هذا الشعور بأن حياتي قاربت على الانتهاء وسأحتفظ بهذه المأساة بداخلي، سأخفيها عن أهلي فلا أريد أن أحملهم فوق طاقتهم أو أشعرهم بأي ألم أو حزن لمعرفتهم بمرضي، لذلك قررت أن أتركهم لحياتهم ودراستهم. وحتى زوجتي فلديها أعبائها ومسؤولياتها مع الأولاد ورعايتهم.

بدأت رحلة العلاج الإشعاعي ثم الكيماوي وما أدراكم ما الكيماوي وأثاره السلبية على جسمي ونفسيتي , هذيان ، ضعف ، التهاب ، إسهال ، اكتئاب وغيره من كل الأثار الجانبية الشديدة

وبدأ التغير يظهر على وجهي وجسمي من الكورتيزون والإشعاع ، وبدأت الأسئلة تتزايد على وجوه المحيطين بي في عملي، وبدأ يقل مجهودي وقدرتي على العمل وبدأ الجميع يعرضون مساعدتهم، لكن قراري كان هو عدم إخبار أحد ، ولن أتراجع عنه ، ورفضت كل المساعدات ولم أتوقف عن العمل ، بالرغم ما كنت أعانيه من إرهاق  وألم و، تحملت المكتوب بكل حب وقناعة  ، وأن أرادة الله فوق كل شيء .

استمر العلاج الكيماوي فترة من الزمن، وكانت تحلو لي فترة بقائي في المستشفى رغم ما كنت أعانيه ،  ولكن كنت أجعل هذه الفترة فرصة لخلق جو من الاستمتاع والهدوء ،  فكنت أجلس في حديقة المستشفى في الهواء الطلق وأتبادل أطراف الحديث مع الممرضين وباقي المرضى وكنت أحمد الله أن المركز كان خالٍ من أي أطفال مرضى لأنى لا أتحمل رؤية طفل مريض فما بالك لوكان مريض بالسرطان ؟ وأنا أعرف كم  صعبة المعاناة.

استمريت في العلاج بصبر وجهد وكنت أقاوم وأقاوم ، وبدأت في الانتصار وبدأ يتراجع المرض بفضل الله وبدأت التحاليل تظهر نتيجة إيجابية بعد مرحلة العلاج الكيماوي ، وبعدها بدأت مرحلة العلاج المناعي وبدأ الخير يظهر ، والأمل يتحقق ، وتدب الحياة والقوة مرة أخرى في جسدي المتعب  الذى أنهكه العلاج ، نعم أنهكه لكنه لم ينتصر عليه ، وبدأ التفاؤل .

كل هذا تم دون أن أخبر أحداً من أفراد عائلتي ، تحملت بنفسي  القدر الكبير من التعب الجسدي والنفسي.

وخلال تلك الفترة بدأت تنفذ مني كل الأعذار بعدم سفري لبلدي وأهلي ، كما كان في السابق خاصة في الأعياد والمناسبات  ، وبدأت زوجتي تشعر أنني في حالة من التغير فاضطررت ان اصارحها بحالتي وبكل ما حدث ، لم تتوقع أن أكون أنا والموت على مسافة قريبة .

طلبت منى زوجتي أن أعود فوراً ولكني رفضت ، وطلبت منى أن تترك هي كل شيء وتأتى لي فرفضت وأقنعتها بضرورة بقاءنا على نفس الوضع واستمراري في العلاج ، وتستمر هي في رعاية الأولاد واستمرار الحياة ، بقي الحال في التطور إلى الأفضل بفضل الله ثم المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان

ونصيحتي هنا لكل من يصيبه هذا المرض بالالتزام بالعلاج ولا يفقد الأمل ولا يلتفت إلى النصائح الأخرى التي يعتقد الأخرون أنها تشفى من السرطان .

وبعد تحقيق نتيجة جيده جدًا في العلاج المناعي ـ قل تواجدي في المركز، وتماثلت للشفاء بصورة كبيرة وبعد مدة بسيطة سافرت لزيارة أهلي وأخبرت الجميع خاصة أمي ، ولكنى طمأنتها بأني أتعالج وفي ايدي أمينة وبأنه أفضل كثيرًا من أن أكون في أي مكان أو بلد أخر.

في هذا الوقت قررت وضع نقطة نهاية لهذا السطر من حياتي ، وأبدأ من جديد سطر وصفحة أخرى مشرقة ، خرجت من تلك التجربة إنسان ولد من جديد بعد الشفاء ، وتجددت نظرتي للحياة، فأصبح للوقت والأيام  قيمة أكبر ،وأن الثقة في الله مع  العزيمة والإرادة والرغبة في الحياة هي السبيل الى الشفاء ، وألا نفكر بالموت طالما نحن على قيد الحياة. .

Read more...

شاركت الجمعية القطرية للسرطان في المؤتمر الدولي السابع عشر لسرطان الثدي وأمراض النساء والمناعة (BGIICC 2025 )،, الذي أقيم في يناير 2025 بفندق هيلتون هليوبوليس في القاهرة، مصر. وقد ترأس الوفد المشارك سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس إدارة الجمعية ورئيس التحالف الدولي لمرضى السرطان.

جاء المؤتمر هذا العام تحت شعار “عالم واحد وكفاح واحد”، وشارك فيه أكثر من 5,000 متخصص في الأورام من أكثر من 50 دولة، إلى جانب 250 خبيرًا محاضرًا. كما مثلت أكثر من 75 منظمة دولية تسعى لإحداث تحول جذري في رعاية مرضى السرطان على مستوى العالم.

في كلمته الافتتاحية، أكد سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني على ضرورة معالجة التفاوتات القائمة في رعاية مرضى السرطان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرًا إلى الفرص الكبيرة التي توفرها التقنيات المتطورة مثل الذكاء  الاصطناعي وعلم جينوم السرطان.

وأضاف سعادته قائلاً: “من خلال تبني الحلول الصحية المبتكرة، يمكننا تحسين تقديم الرعاية ونتائج العلاج بشكل كبير في منطقتنا”، مؤكدًا التزام الجمعية القطرية للسرطان بمواصلة مكافحة السرطان عبر تطوير الأنظمة الصحية المحلية وتحقيق التفوق على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

وفي جلسة بعنوان “محور الاكتشاف: تحويل تحديات السرطان إلى أولويات سياسية، تكنولوجية وتعليمية”، استعرض سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني استراتيجيات شاملة لرسم خرائط إقليمية تهدف إلى تحديد الفجوات في مجالات الكشف المبكر، التشخيص والعلاج ، مشيراً  لأهمية اتخاذ خطوات جادة لسد هذه الفجوات من خلال دعم السياسات الصحية الفعالة والتعاون الاستراتيجي بين الدول والمنظمات.

وخلال المؤتمر، تم توقيع إعلان مشترك من قبل سعادة الشيخ الدكتور خالد وقادة إقليميين مرموقين، وذلك بهدف تأسيس إطار عمل ملموس وقابل للتنفيذ لتحسين العلاج والوقاية ورعاية مرضى السرطان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي تعليقه على هذا الإنجاز، قال سعادته “هذا الإعلان يعد شهادة على التزامنا ورؤيتنا المشتركة لمستقبل يتم فيه توفير رعاية متقدمة وشاملة لمرضى السرطان في جميع أنحاء المنطقة.”

من جانبه، أكد الدكتور هادي محمد أبو رشيد، المستشار العلمي للجمعية وعضو لجنة الاستشارات العلمية للتحالف الدولي لمرضى السرطان، على أن مبادرات الجمعية التعاونية واهتمامها المستمر بالابتكار هي الأسس التي تبني عليها تعزيز رعاية السرطان العادلة. وأضاف “نحن ملتزمون باستخدام البحث والشراكات الاستراتيجية لإيجاد نتائج إيجابية للمرضى وضمان ترجمة كل تقدم تكنولوجي إلى فوائد ملموسة للمرضى في منطقتنا.” ، مضيفاً  ” يعد هذا المؤتمر فرصة هامة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الدولي من أجل تحسين رعاية مرضى السرطان، وتحقيق تقدم ملموس في مجالات الوقاية والعلاج على الصعيدين الإقليمي والعالم “

Read more...

وزيرة التنمية الاجتماعية تدشن إستراتيجية «القطرية للسرطان »2025-2028 م

دشنت سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي- وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة أمس، الخطة الاستراتيجية للجمعية القطرية للسرطان 2025 -2028 م التي تتوافق مع الاستراتيجيات الوطنية  في دولة قطر بما يحقق رؤية دولة قطر .2030.

جاء ذلك بحضور سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للسرطان، وعدد من ممثلين عن الجهات الصحية والخيرية في الدولة. وشهد الحفل تكريم الرعاة والداعمين للجمعية القطرية للسرطان الذين كان لهم بالغ الأثر في استدامتها في مجال مكافحة السرطان ودعم المتعايشين معه.

وقد قامت الجمعية بإجراء تحليل مؤسسي للبيئة الداخلية والخارجية وتحليل احتياجات وتوقعات أصحاب العلاقة، بالإضافة إلى المقارنات المعيارية لجمعيات مشابهة وبناءً على نتائج التحليل المؤسسي، قامت الجمعية بتطوير رؤيتها  لتكون «مجتمع واع بالسرطان وحياة أفضل للمصابين به»، ورسالتها التي تصبو إليها أنها «جمعية خيرية لا تهدف للربح، تعتمد على التبرعات والشراكات المجتمعية في تقديم خدماتها التي تسعى للتوعية بالسرطان وطرق الوقاية منه وبأهمية الكشف المبكر، وتوفير الدعم المالي والنفسي المجتمعي للمرضى والمتعافين وذويهم، والمساهمة في التطوير المهني والبحث العلمي في مجال السرطان».

وقال سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني خلال كلمته: «تفخر الجمعية القطرية للسرطان بإطلاق استراتيجيتها الجديدة 2025م-2028م والتي تعبر تعبيرا حقيقيا عن رؤيتها الطموحة في توفير حياة أفضل لمرضى السرطان، وتقديم الدعم اللازم لمكافحة المرض من خلال بناء شراكات قوية مع القطاعات ذات الصلة لضمان تحقيق النتائج المرجوة»

وأكد أن تدشين استراتيجية جمعية السرطان، يأتي في وقت حاسم ازدادت فيه تحديات الصحة العامة، وارتفعت فيه الحاجة إلى تعزيز الخدمات الصحية وتحسين جودة الرعاية للمرضى وأسرهم لاسيما المتعلقة بمرض السرطان.
وأضاف سعادته: تستند استراتيجية الجمعية الجديدة إلى عدة مرجعيات استراتيجية مهمة، منها استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر 2024م-2030م التي تدعم ركائز التنمية المستدامة في مختلف القطاعات الاقتصادية والصحية، والاجتماعية والتعليمية وغيرها، واستراتيجية قطاع العمل الخيري والإنساني بدولة قطر 2023م-2030م التي تعزز الجهود في تقديم الدعم اللازم للمرضى وتحسين ظروفهم المعيشية من خلال برامج توعوية وإنسانية متنوعة، واستراتيجية الصحة 2024م-2030م والتي تستند إلى صحة السكــــــان، وتقديم الخدمات والرعاية المتكاملة وتجربة المريض، وكفاءة النظام الصحي، وكـذلك خطة قـــــــــــــــطر للســــــــــــرطان 2023م- 2026م والتي تهـــــــــــدف إلى تعزيـــز الوقاية والكشف المبكر للمرض وتحسين الرعاية الصحية لمرضى السرطان في قطر».

وأشار د. خالد بن جبر إلى أن إطلاق استراتيجية الجمعية القطرية للسرطان هي خطوة حيوية، تعكس التزامها الراسخ تجاه المجتمع في نشر الوعي، وبرعاية ودعم مرضى السرطان في قطر، من خلال تقديم أفضل الخدمات بالتنسيق مع مختلف أصحاب المصلحة من شركاء رئيسيين وداعمين وموظفين أكفاء وكافة المعنينوتوجه بالشكر لكل من ساهم في إعداد هذه الاستراتيجية، وخاصة السادة أعضاء مجلس الإدارة الذين قادوا العملية بحكمة وتفانٍ، والعاملين في الجمعية الذين بذلوا جهودًا استثنائية، وكذلك شركاؤنا من المؤسسات والهيئات المختلفة.


وقال سعادته: لا يسعنا في هذا اليوم المميز إلا أن نُعبر عن خالص شكرنا وامتناننا لشركائنا الأعزاء، الذين كان لهم دور بارز في دعم مسيرة الجمعية القطرية للسرطان، فتعاونهم المستمر لم يكن فقط محط تقدير، بل شكل عاملاً أساسياً في تحقيق العديد من الإنجازات التي ساعدت في رفع مستوى الوعي حول مرض السرطان، وتحسين جودة الحياة للمرضى والمصابين. ولقد أثبتوا بذلك التزامهم العميق بالقضايا الصحية والمجتمعية، ونحن على يقين بأن هذه الشراكات ستستمر في المستقبل، لتكون جزءاً حيوياً في تحقيق أهداف استراتيجية الجمعية 2025-2028، وفي دعم جهودنا المشتركة لتحقيق رؤية دولة قطر 2030».وأعرب عن تطلعه أن تؤتي هذه الاستراتيجية الهدف منها لخدمة المجتمع القطري وتحقيق رؤيته الوطنية، وأن يجعل جهود الجمعية مباركة ومثمرة لكافة فئات المجتمع لاسيما مرضى السرطان وذويهم، داعيا لأهمية العمل يداً بيد ليكونوا نموذجا يحتذى بين الدول في تقديم الرعاية الصحية والدعم الكافي لمكافحة مرض السرطان.

 

Read more...