العلاج الإشعاعي هو أحد العلاجات الفعّالة التي تُستخدم في علاج السرطان. يهدف هذا العلاج إلى تدمير الخلايا السرطانية أو تقليص حجم الأورام من خلال استخدام أشعة عالية الطاقة مثل الأشعة السينية أو أشعة البروتونات. يُعد العلاج الإشعاعي جزءًا أساسيًا من خطة علاج العديد من أنواع السرطان، ويتم تطبيقه بطرق مختلفة حسب نوع السرطان وموقعه في الجسم.

أنواع العلاج الإشعاعي

هناك عدة أنواع من العلاج الإشعاعي، وكل نوع يُستخدم في حالات معينة بناءً على نوع السرطان ومرحلته. إليك نظرة عامة على الأنواع الرئيسية:

1. العلاج الإشعاعي الخارجي:

• الوصف: هو النوع الأكثر شيوعًا حيث يتم توجيه الأشعة من جهاز خارجي نحو المنطقة المصابة بالسرطان.

• الاستخدام: يُستخدم لعلاج الأورام الموجودة في مناطق معينة من الجسم مثل الرأس والرقبة، الثدي، والبروستاتا.

2. العلاج الإشعاعي الداخلي (البراكيثيرابي):

• الوصف: يتم فيه وضع مصدر الإشعاع داخل الجسم بالقرب من الورم أو داخله.

• الاستخدام: يُستخدم غالبًا لعلاج سرطانات مثل عنق الرحم والرحم والبروستاتا.

3. العلاج الإشعاعي الجهازي:

• الوصف: يُستخدم مواد مشعة تأخذ عن طريق الفم أو تحقن في الوريد، حيث تنتقل عبر مجرى الدم وتستهدف الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم.

• الاستخدام: يُستخدم بشكل رئيسي في علاج أنواع معينة من سرطان الغدة الدرقية أو سرطان البروستاتا.

ما يمكن توقعه من العلاج الإشعاعي

يتطلب العلاج الإشعاعي عادةً عدة جلسات تمتد على مدار أسابيع، حيث يتم تنفيذ كل جلسة في مركز علاج متخصص. أثناء الجلسة، سيقوم فريق الرعاية بتحديد الوضعية المثلى لجسمك لضمان توجيه الأشعة بدقة إلى الورم، وتقليل التأثير على الأنسجة السليمة المحيطة.

الآثار الجانبية العامة المحتملة

يمكن أن يُسبب العلاج الإشعاعي بعض الآثار الجانبية، والتي تختلف بناءً على منطقة الجسم التي تتلقى العلاج. إليك بعض الآثار الجانبية الشائعة:

• تغيرات جلدية: قد يحدث احمرار أو تهيج في المنطقة المعالجة، وفي بعض الحالات، قد تشعر بجفاف أو تقشر الجلد.

• التعب: الشعور بالتعب الشديد هو أمر شائع أثناء العلاج، وقد يستمر لعدة أسابيع بعد انتهاء العلاج.

• تأثيرات على الأعضاء المجاورة: قد تتأثر بعض الأعضاء المجاورة للمنطقة المعالجة، مما قد يؤدي إلى آثار جانبية مؤقتة أو دائمة مثل السعال أو صعوبة البلع إذا كان العلاج موجهًا لمنطقة الصدر.

• تساقط الشعر: يحدث تساقط الشعر فقط في المنطقة التي تتعرض للعلاج الإشعاعي. على سبيل المثال، إذا كنت تتلقى علاجًا إشعاعيًا على منطقة الحوض، فلن تفقد شعرك على الرأس. ولكن إذا كنت تتلقى العلاج لورم في الدماغ، فهناك احتمال كبير أن تتعرض لتساقط الشعر. سينمو الشعر مرة أخرى بعد انتهاء العلاج.

• انخفاض تعداد الدم: نادرًا ما يسبب العلاج الإشعاعي تغييرات في مستويات تعداد الدم. تساعد هذه الخلايا الدموية الجسم على مكافحة العدوى ومنع النزيف. إذا أظهرت اختبارات الدم لديك انخفاضًا في تعداد الدم، قد يتوقف العلاج لبضعة أسابيع للسماح لتعداد الدم بالعودة إلى المستوى الطبيعي. هذا التأثير الجانبي يكون أكثر احتمالًا إذا كنت تتلقى العلاج الكيميائي أيضًا.

الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي حسب مكان العلاج: 

• الآثار الجانبيّة لأشعة الرأس والرقبة: يعاني البعض  من إحمرار وحساسية وجفاف في الفم، ومشاكل في البلع وتغيرات في التذوق أو الغثيان، وألم في الأذن. وقد تفقد شعرك أو يتغير النسيج الجلدي، وقد تشعر بتصلب في الفك. وعليك أن تعتني بأسنانك ولثتك وفمك وحلقك.

• الآثار الجانبية لأشعة الصدر والثديين: مشاكل عند البلع أو عند السّعال، وانقطاع النّفس. أبلغ طبيبك أو ممرضتك إذا لاحظت هذه الآثار.

• الآثار الجانبية لأشعة المعدة والبطن: القيء أو الغثيان أو الإسهال. راجع طبيبك لأخذ علاجات منزلية للتخفيف من هذه الآثار.

• الآثار الجانبية لأشعة الحوض: إذا كنت تتلقى الأشعة في أي جزء من الحوض، فقد تعاني من واحد أو أكثر من الآثار الجانبية التي تؤثر على الجهاز الهضمي. وقد تحدث بعض الحساسية للمثانة مما يجعلك تشعر بعدم الراحة وبالتبول أكثر.

• آثار العلاج الإشعاعي على خصوبة المرأة: ننصح السيدات بعدم الحمل خلال العلاج بالأشعة الّتي قد تضر بالجنين. إذا كنت حاملاً ، أبلغي طبيبك قبل بدء العلاج بالأشعة. قد تتوقف الدورة الشهرية خلال العلاج بالأشعة في منطقة الحوض، وقد يؤدي العلاج إلى حكة في المهبل، أو حرقة أو جفاف. أبلغي طبيبك بهذه التأثيرات لتعرفي إن كانت هناك خيارات لتخفيف الأعراض.

• تأثير العلاج الإشعاعي على خصوبة الرجل: يمكن للعلاج بالأشعة في منطقة الخصيتين تقليل عدد وفاعلية الحيوانات المنوية. لكن لا يعني ذلك أن الحمل لا يمكن أن يتم. وإذا كنت ترغب في إنجاب طفل، تحدث مع طبيبك قبل بدء العلاج بالأشعة، وناقش خيارات الاحتفاظ بحيواناتك المنوية في بنك مخصص لذلك.

التعامل مع الاثار الجانبية 

للتعامل مع الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي، يمكن اتباع بعض النصائح التي تساعد في التخفيف من تأثيراتها:

• العناية بالبشرة: احرص على الحفاظ على نظافة وجفاف المنطقة المعالجة، واستخدم كريمات مرطبة بعد استشارة الطبيب.

• التغذية الجيدة: تناول وجبات غذائية متوازنة يمكن أن يساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة وتقليل التعب.

• الراحة: حاول الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة خلال فترة العلاج.

السلامة والاحتياطات

العلاج الإشعاعي مصمم بدقة لضمان أن الجرعات التي تصل إلى الخلايا السرطانية تكون كافية لتدميرها، مع الحفاظ على الحد الأدنى من الضرر للخلايا السليمة. إذا كنت قلقًا بشأن سلامتك أو سلامة الآخرين أثناء فترة العلاج، فمن المهم مناقشة هذه المخاوف مع طبيبك.

• إجراءات السلامة العامة:

• يتم تصميم خطة العلاج الخاصة بك بعناية لاستهداف الخلايا السرطانية مع تقليل التعرض للأنسجة السليمة إلى الحد الأدنى. خلال كل جلسة، تتم مراقبة جرعة الإشعاع عن كثب لضمان سلامتك.

• السلامة حسب نوع الإشعاع:

• العلاج الإشعاعي الخارجي: نظرًا لأن الإشعاع يأتي من خارج الجسم، فإنك لا تصبح مشعًا أثناء العلاج أو بعده.

• العلاج الإشعاعي الداخلي (العلاج بالإشعاع الموضعي): يتم وضع مصدر مشع داخل الجسم بالقرب من السرطان. قد تصدر كمية صغيرة من الإشعاع، لذا قد يتطلب الأمر اتخاذ بعض الاحتياطات مثل الحد من الزوار قد تحتاج إلى تجنب الاتصال الوثيق مع الآخرين لمدة تصل إلى أسبوع، خاصةً مع النساء الحوامل والأطفال.

• العلاج الإشعاعي الفموي أو الجهازي: يتضمن تناول مادة مشعة تنتشر في جميع أنحاء الجسم. قد تكون سوائل جسمك مشعة مؤقتًا، لذا ستحتاج إلى اتخاذ احتياطات خاصة مثل استخدام مرافق حمام منفصلة إن أمكن.

الدعم والمساندة

العلاج الإشعاعي يمكن أن يكون تحديًا جسديًا ونفسيًا. من الضروري أن تتواصل مع فريق الرعاية الخاص بك بشأن أي أعراض أو مخاوف، وأن تستفيد من الدعم المتاح سواء من العائلة أو الأصدقاء أو المجموعات الداعمة.